مركز بحثي يحدد سيناريوهات جديدة للأزمة اللبنانية وتوقعات بتوسيع اتفاق "بعبدا"

الأحد، 03 ديسمبر 2017 06:00 ص
مركز بحثي يحدد سيناريوهات جديدة للأزمة اللبنانية وتوقعات بتوسيع اتفاق "بعبدا"
سعد الحريري
محمد الشرقاوي

باتت سياسة "النأي بالنفس" عن الصراعات الإقليمية نقطة فاصلة في الحياة السياسية اللبنانية، وهو الأمر الذي دفع لوجود عدة سيناريوهات ستشهدها الأزمة، خاصة بعد عودة رئيس الوزراء سعد الحريري إلى لبنان في 21 نوفمبر الماضي.

ونشر مركز المستقبل للدراسات المتقدمة، عرضًا بحثيًا بعنوان "إلى أين تتجه الأزمة السياسية بعد عودة الحريري"، للباحثة نوار الصمد، أوضح بدء فصل جديد من الأزمة اللبنانية.

وقالت الباحثة، إنه على الرغم من إعلان رئيس الحكومة اللبنانية التريث في الاستقالة بناء على طلب الرئيس "ميشال عون"؛ إلا أن حالة الاحتقان الداخلي والضغوط الإقليمية والدولية لا تزال قائمة بسبب توسع الدور الإقليمي لحزب الله اللبناني وتهديداته لأمن الدول العربية، ومخالفته لسياسة "النأي بالنفس" التي يتمسك بها الحريري لتحصين لبنان من تعقيدات الأوضاع الإقليمية.

وحددت الباحثة عدة سيناريوهات للأزمة، حيث أشارت أن استقالة الحريري كانت بمثابة إنذار ضد تزايد نفوذ حزب الله على حساب الدولة اللبنانية، ومحاولات حزب الله لتهديد أمن وسلامة الإقليم بأكمله، وبعد إعلان الحريري تعليق استقالته فإن احتمالات عدم الاستقرار لا تزال قائمة.

أول تلك السيناريوهات "المشاورات السياسية"، والتي قد يجريها رئيس لبنان بجولة مشاورات سريعة مع كافة الأطراف والمكونات السياسية، حول تصوراتهم للتوافق على آلية جديدة لتطبيق مبدأ "النأي بالنفس"، والخروج بصيغة تتبناها الدولة اللبنانية ويوافق عليها حزب الله، يتم التعهد فيها بعدم التعرض للدول العربية، وهي الصيغة التي أدت إلى التريث في تقديم الاستقالة، حسب ما أعلنه سعد الحريري في 22 نوفمبر المنصرم، بعد اللقاء الذي جمعه مع رئيس الجمهورية.

ومن بين السيناريوهات، تشكيل "حكومة تصريف الأعمال"، وذلك في حال فشلت المشاورات وإعلان حزب الله عدم موافقته على الالتزام بمبدأ "النأي بالنفس"، خاصة وأنه من المتوقع أن يتجه الحريري لاستمراره في استقالته.

ثالث تلك السيناريوهات "تطبيق النأي بالنفس"، وذلك أن استقالات الحكومات في لبنان ارتبطت بالأزمات التي يثيرها حزب الله، في السابق استقال الوزراء التابعون للحزب وحلفائهم من حكومة الوحدة الوطنية في عام 2011، كذلك حكومة نجيب ميقاتي في عام 2013 اعتراضًا على قيام حزب الله بتمهيد الأجواء للدخول إلى سوريا، وآخرها استقالة الحريري.

وتابع المركز البحثي: وهو ما يرتبط بضرورة إعادة النظر في مبدأ النأي بالنفس الذي صدر ضمن إعلان بعبدا في يونيو 2012، بعد مشاورات أجرتها القوى الوطنية في ذلك الوقت، وأشار الإعلان في مادته 12 إلى تحييد لبنان عن سياسة المحاور والصراعات الإقليميّة والدوليّة، وتجنيبه الانعكاسات السلبيّة للتوتّرات والأزمات الإقليميّة، ما عدا ما يتعلق بواجب الالتزام بقرارات الشرعيّة الدوليّة والإجماع العربي والقضيّة الفلسطينيّة المحقّة، بما في ذلك حقّ اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى أرضهم وديارهم وعدم توطينهم.

إعلان بعبدا قبل به حزب الله في ذلك الحين؛ إلا أن انخراطه في الصراع السوري دفعه إلى التنصل منها لاحقًا، خاصة مع تغير موازين القوى في سوريا، وأشار المركز إلى أن القوى المضادة للحزب ستعمل على تأكيد المبدأ، ليشمل كافة الصراعات التي تكون إيران طرفًا فيها أو الخلافات الإقليمية بصفة عامة.

وانتهت الباحثة إلى أنه يمكن القول إن لبنان دولة ذات خصوصية شديدة وهو ما أكده الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، في زيارته الأخيرة إلى لبنان وفي لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين؛ إلا أن هذا لا يعني السماح لبعض المكونات اللبنانية باستغلال هذه الخصوصية لزعزعة أمن الدول العربية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق