علي عبد الله صالح.. نهاية رجل التحالفات القاتلة

الإثنين، 04 ديسمبر 2017 04:28 م
علي عبد الله صالح.. نهاية رجل التحالفات القاتلة
على عبدالله صالح
محمود على

 

تطورات متسارعة تشهدها اليمن يوميًا، أخرها مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح وسط ترجيحات بأن يمر الصراع اليمني المحتدم منذ التمرد الحوثي قبل ثلاثة أعوام بتقلبات محورية في الفترة المقبلة.

وسلط الضوء بشكل واسع في الآونة الأخيرة على الرئيس اليمني السابق على عبد الله صالح الذي شهدت مسيرته السياسية تقلبات وتحالفات متناقضة، لاسيما مع انقلابه مؤخرًا على سياسات الحوثيين التابعين لإيران، حتى تم قتله اليوم على يد من كانوا حلفاء له في الأمس القريب.

وصالح الذي قتل قرب سنحان التابعة لصنعاء، بعدما طاردته 20 سيارة عسكرية من قبل الميلشيات الحوثية، ولد 21 مارس من عام 1942 في عائلة فقيرة، التحق بصفوف الجيش بعد ذلك برفقة باقي أفراد قريته للقوات الجمهورية بعد ثورة 26 سبتمبر 1962، التي أطاحت بحكم الأئمة والمملكة المتوكلية، ووضعت الأسس للنظام الجمهوري، في شمال اليمن تحت اسم "الجمهورية العربية اليمنية".

وأصبح عبد الله رئيسا لليمن، بعد سلسلة اغتيالات طالت مسؤولين كبارا في السلطة، وظل في منصبه حتى عام 1990 عندما قامت الوحدة بين شطري البلاد، فأصبح رئيسا لليمن الموحد، متمكنًا بعد ذلك من إخماد محاولة لانفصال الجنوب عام 1994، وانتصرت قواته على أنصار نائبه علي سالم البيض.

وحكم صالح اليمن لمدة 34 عاما، إلا أنه في السنوات الماضية شهد اليمن اضطرابات متصاعدة ومخاطر مختلفة، أهمها تنامي نفوذ الحوثيين وتنظيم القاعدة، لتنتهى الحياة السياسية لعلى عبد صالح بإجباره على ترك السلطة عام 2012 على خلفية احتجاجات شهدها اليمن في خضم موجة ما عرف باسم "الربيع العربي"، وبموجب مبادرة خليجية نقلت السلطة إلى خلفه عبد ربه منصور هادي، الذي ترك البلاد لاحقا مع انقلاب ميليشيات الحوثي ضده في 2014.

لكن رحيل على صالح عن عرش الرئاسة، لم يمنعه من البقاء لاعبًا رئيسيًا في الساحة اليمنية، حيث عاد للظهور مرة أخرى وتعاظم دوره بعد تحالفه بشكل مفاجئ مع الحوثيين المدعومين من إيران، رغم أنه سبق له أن حارب الحوثيين في أكثر من مناسبة سابقة، إلا أن الانشقاقات أصابت هذا التحالف مؤخرا، حتى انهار تماما خلال الأسابيع القليلة الماضية، وبدأ صالح انقلابًا حقيقًا على سياسات الحوثيين، إلا أن انتهت بمقتله صباح اليوم على يد الجماعة المتمردة.

ولم يكن مقتل صالح المحاولة الأولى لاستهدافه، فمع تصاعد المشهد والاشتباكات عام 2011، تعرض "صالح" لمحاولة اغتيال عن طريق قصف جوي استهدف القصر الرئاسي، حيث أصيب بحروق بالغة، وانتقل إلى السعودية لتلقي العلاج، ليظهر بعد ذلك في لقاء تلفزيوني من هناك يؤكد فيه نجاته من القصف.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة