قبل إعلان ترامب.. هدم ألفي منزل في القدس ونصف مليون فلسطيني في خطر

الخميس، 07 ديسمبر 2017 12:50 م
قبل إعلان ترامب.. هدم ألفي منزل في القدس ونصف مليون فلسطيني في خطر
القدس- أرشيفية
إيمان محجوب

قامت قوات الاحتلال الصهيوني بمحاولة فرض سياسة الامر الواقع علي المدينة المقدسة وقبل إعلان ترامب بنقل السفارة الامريكية للقدس هدموا أكثر من ألفي منزل فلسيطني في خطة لتجهير سكان المدينة الاصليين .

وكانت قضية تهويد القدس أجريت علي قدم وساق منذ سقوط المدينة المقدسة في يد الاحتلال  بالرغم  أن اليهود أقروا عام 1929 أمام اللجنة التابعة لمنظمة عصبة الأمم بأنهم لا يدعون حق ملكية حائط البراق فإن اسرئيل عندما احتلت المدينة القديمة في القدس عام 1967 بدأت بنفسها تزوير هوية المكان.

وبدأت ذلك بهدم جنودها حي المغاربة الملاصق للجدار الغربي للمسجد الأقصى المبارك بما فيه من آثار ومدارس ومساجد وزوايا، ثم نسفوا المنازل التي كانت تحيط بالجدار فشردوا أهلها بدعوى أن منطقة الحائط ملك لليهود منذ ثلاثة آلاف عام. 

أقام الإسرائيليون ساحة كبيرة مبلطة أمام حائط البراق ليتجمعوا فيها للصلاة أمامه، كما استولوا على مفاتيح باب المغاربة التي لا تزال معهم، ولذلك يعتبر باب المغاربة هو المدخل المعتاد لكل الاقتحامات التي ينفذها اليهود في المسجد الأقصى.

ويوجد في هذه الساحة الباب الأول للنفق الذي حفرته سلطات الاحتلال موازيا للسور الغربي للحرم الشريف بطول نحو 488 مترا، وأوصلوه بقناة رومانية قديمة طولها ثمانون مترا، وفتحوا بابا ثانيا في نهاية النفق عند مدرسة الروضة الإسلامية عام 1996.

وأبرمت الحكومة الإسرائيلية عام 1971 اتفاقية مع شركة تطويرالحي اليهودي أجّرت لها بمقتضاها الأوقاف الإسلامية في ساحة البراق وجوارها التي صادرتها إسرائيل بعيد الاحتلال، وإلى هذه الاتفاقية يستند منفذو المخططات التهويدية المنفذة عند باب المغاربة.

كما أسست إسرائيل صندوق تراث حائط المبكى الذي يتبع مباشرة لمكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، وأوكلت إليه عام 2004 مسؤولية القيام بشؤون ساحة البراق وما يحفر فيها من أنفاق، وهو ما يخوله بشكل غير قانوني تقديم كل المخططات التهويدية المقامة في ساحة البراق التي منها بناء "مبكى" خاص بالنساء وسقف ساحة البراق.

وتتم مساعي إسرائيل لتزييف حقائق التاريخ بما تجريه من حفريات في ساحة البراق وأسفل الأقصى ونحت للحجارة وتزييفها، ونبش للمقابر الإسلامية وتجريفها وإقامة المتاحف عليها، واستصدار الفتاوى من الحاخامات لشرعنة اقتحام الأقصى وتقسيمه وتغيير ساحة البراق، كما أعاقت دخول لجنة تقصي حقائق تابعة لليونسكو خاصة بالأنفاق التي تستهدف المسجد الأقصى.

وفي نوفمبر 2009 وافقت قوات الاحتلال عن مخطط لبناء مركز ديني كبير يديره " الخاخامات " اليهود سيقام بالجهة الشمالية من ساحة البراق، وهو توسيع للمركز اليهودي الموجود في الساحة والمسمى "بيت شتراوس" الذي تبلغ مساحته نحو 750 مترا مربعا لتصبح نحو 1750 مترا مربعا موزعة على أربعة طوابق.

بناء بيت الجوهر في الحديقة الاثرية للسمجد الاقصى

وفي يونيو كشفت مصادر فلسطينية عن تشكيل إسرائيل لجنة خاصة لتنفيذ مشروع مخطط "بيت الجوهر" لإقامة مبنى مؤلف من ثلاثة طوابق بمحاذاة ساحة البراق على مساحة واسعة ليضم متحفا للديانة اليهودية، وتوسيع مركز ديفدسون اليهودي المقام بمنطقة "الحديقة الأثرية" من الجهة الجنوبية لساحة البراق ليستوعب نحو أربعمئة ألف زائر سنويا.

وفي يونيو2012 سمحت قوات الاحتلال لمختلف المؤسسات التخطيطية في القدس المحتلة بالشروع في تنفيذ مخططات هيكلية تقضي بتهويد تخوم الأقصى وساحة البراق بإقامة مراكز تهويدية وحدائق توراتية لتضييق الخناق على المسجد ضمن مخطط شامل لتمكين اليهود من ساحة البراق مقابل إقصاء وتغييب الحضارة والتاريخ الإسلاميين عن المكان. 

وفي العشرين من أكتوبر 2015 تجنبت الأمانة العامة للأمم المتحدة التعليق على بيان أصدرته المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) إيرينا بوكوفا بشأن مشروع قرار عربي يؤكد الهوية الإسلامية لحائط البراق ويعده أحد المواقع الإسلامية المقدسة من قبل المنظمة.

وقالت الأمانة العامة إن موقفها واضح بهذا الشأن، وهو ضرورة "المحافظة على الوضع التاريخي الراهن للأماكن المقدسة". بينما زعمت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن مشروع القرار العربي "يشوه التاريخ ويطمس علاقة الشعب اليهودي بأقدس مكان لديه".

وتجمع المؤسسات الفلسطينية المعنية برعاية شؤون الأقصى والدفاع عنه على أن غياب موقف رسمي للأنظمة العربية والصمت الدولي تجاه القدس يحفزان إسرائيل على التعجيل بمخططات التهويد والاستيطان، لفرض وقائع على الأرض وشرعنة هدم الأقصى وبناء الهيكل المزعوم.


بينما تشير إحصائيات قوات الاحتلال أن تعداد السكان في المدينة ارتفع بنسبة 2% من إجمالي السكان البالغ 646,3 ألف نسمة، بينهم 436,7 ألف يهودي بنسبة 67,6%، في حين يبلغ عدد السكان العرب332 آلاف عربي بنسبة 37,4%.

وتبلغ الزيادة الصافية للسكان بعد حساب الولادات والوفيات والمهاجرين من وإلى المدينة 12600 نسمة، نصيب اليهود منها 2900 نسمة، في حين بلغت الزيادة العربية 9700 وبهذا فإن نسبة نمو السكان اليهود في القدس هي 0,7% بينما هي عند السكان العرب4.7%

وتعمل قوات الاحتلال كما تقول الدكتورة سارة هيرشكوبيتس رئيسة قسم التخطيط الاستراتيجي في بلدية القد على ألا تتعدى نسبة العرب بالمدينة  28%

المحاولات الإسرائيلية لتغيير التركيبة السكانية في القدس

وتحاول الحكومة الإسرائيلية زيادة عدد اليهود في المدينة بطرق عدة، منها على سبيل المثال العمل على إحلال اليهود محل العرب الذين هدّمت منازلهم بحجة البناء دون تصريح. وتشير إحصائيات بيت الشرق لعام 2016 في هذا الصدد إلى هدم أكثر من ألفي منزل مما خلق ظروفاً صعبة للفلسطينيين حيث يسكن معظمهم في منازل مكتظة.

ومن الوسائل الأخرى التي تتخذها إسرائيل لإجبار المقدسيين على الهجرة من مدينتهم، عدم منحهم تصاريح بناء إلا فيما ندر وتشير المصادر الفلسطينية في هذا الشأن إلى أن بلدية القدس تمنح تصريح بناء واحداً لكل ستة أشخاص في القدس الغربية، في حين تمنح هذا التصريح لكل 42 شخصاً في القدس الشرقية، مما أدى إلى بناء أكثر من ستة آلاف منزل فلسطيني جديد دون تصاريح، الأمر الذي يجعلها معرضة للهدم في أي لحظة.

فعلى سبيل المثال لم يكن لليهود عام 1967 أي وحدة سكنية، في حين كان للعرب 12010 وحدات، وارتفع هذا العدد إلى 21490 وحدة عام 1995 في مقابل 38534 وحدة في العام نفسه.

عدد الفلسطينين في القدس الشرقية

وزاد الفلسطينيون في القدس الشرقية بنسبة 15%  وأظهر إحصاء أجرته الدائرة الفلسطينية للإحصاء في العام نفسه أن عدد الفلسطينيين الذين يعيشون حالياً في القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل عام 1967 يبلغ أكثر من 700 ألفا، في مقابل نحو 331 ألفاً في عام 1998.

ويتهم الفلسطينيون إسرائيل بتعمدها ذكر أعداد أقل بكثير من العدد الفعلي للفلسطينيين في محاولة منها لتغيير الطابع الديمغرافي للمدينة.

وأظهر الإحصاء أن المناطق السكنية الفلسطينية في المدينة تشكل 10,7% من مساحتها الكلية، في حين تشكل المستوطنات اليهودية التي أقيمت على أراض احتلت في عام 1967 نحو 2,7%.

وصادرت قوات الاحتلال نحو 85% من أراضي القدس التي تبلغ مساحتها نحو 338 ألف كيلو متر مربع، وحظرت على الفلسطينيين الإقامة فيها.


 ضم سكان المستوطنات المجاورة لسكان مدينة القدس
 
تتبع قوات الاحتلال سياسية دمج المستوطنات لاستيعاب أكبر عدد ممكن من اليهود داخل القدس، فعلى سبيل المثال دمجت قوات الاحتلال مستوطنة "غفعات ومعاليه أدوميم" ومناطق الخط الأخضر لاحتواء حوالي 30 ألف مستوطن جديد داخل المدينة المقدسة كما بنت 142 ألف شقة في القطاع اليهودي لزيادة حجم السكان فيها. وبالنسبة للمستوطنات فإن 66% من أراضي القدس الشرقية الحالية عبارة عن أراض أخذت بالقوة من بينها 5% من البلدة القديمة و61% من أراضي الضفة الغربية، وقد استوعبت تلك المستوطنات قرابة 180 ألف مستوطن
 وحسب معطيات دائرة الإحصاء المركزية فإنه يقيم في" شعفاط وكفر عقب "حوالي 60 ألف فلسطيني فقط، بينما تتحدث المعطيات غير المسنودة عن ما لا يقل عن 140 ألف فلسطيني ترفض قوات الاحتلال ضمهم الي سكان القدس وقامت عزلهم  عن المدينة المقدسة بجدار الفصل العنصري التي اقامتة علي الاراضي العربية المحتلة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق