"بص العصفورة".. خديعة "سد النهضة" للقضاء على القضية الفلسطينية

الجمعة، 08 ديسمبر 2017 02:15 م
"بص العصفورة".. خديعة "سد النهضة" للقضاء على القضية الفلسطينية
مخطط تهويد القدس
كتب- إسراء الشرباصى

«بص العصفورة».. كلمة سمعناها فى مقتبل عمرنا لتبعد أعيننا عن هدفنا الرئيسى وننظر إلى أعلى لنشاهد العصفورة إلا أنها تكون طائر وهمى لإلهائنا عما نريد الحصول عليه، ولم يختلف المشهد على الساحة السياسية حاليا عن مبدأ «بص العصفورة» فقد استطاعت قضية سد النهضة أن تكون العصفورة للنظر إليها ونبتعد عن القضية الحقيقية، التي تهتم بها أجيال متتالية وهي القضية الفلسطينية.

وسلط الضوء مؤخرًا بشكل متزايد على ملف سد النهضة الإثيوبي، خاصة بعدما أعلن الدكتور محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري، تعثر المفاوضات الخاصة بالسد بين مصر وإثيوبيا والسودان، مؤكدًا أن اجتماع اللجنة الفنية الثلاثية المعنية بالملف الذي انعقد بالقاهرة لم يتوصل إلى اتفاق بشأن اعتماد التقرير الاستهلالي الخاص بالدراسات.

وقد لعبت قطر وتركيا دور كبير فى إقامة مشروع سد النهضة حيث سددت الدولتان الدفعة الأولى من المشروع، وهو ما أسهم في زيادة وتيرة إنشاء السد، كما عرضت الدولتان تمويل السد بـ 5 مليارات دولار بالإضافة إلى الاتفاق على صفقات عسكرية تشمل مضادات للصواريخ لحماية السد.

وكان دعمهم لسد النهضة بمثابة تحريض ضد الشعب المصرى والتأثير على الأمن المائى المصرى.

ولم يخفى دور أمريكا فى إقامة سد النهضة منذ البداية عام 2015، حيث كشف موقع "ووتر تكنولوجي" المختص بتكنولوجيا المياه حول العالم، أن الولايات المتحدة هي أول من حددت الموقع الذي يقام عليه السد، مشيرة إلى أن موقع السد قد كشف لأول مرة بواسطة المكتب الأمريكي للاستصلاح الذي كان يجري دراسة على نهر النيل الأزرق في الفترة بين 1956 إلى 1964، مشيرة إلى أن دراستين أخريين أجريا في الفترة بين أكتوبر 2009 وأغسطس 2010، قبل أن يتم وضع التصميم الأساسي للسد في نوفمبر 2010.

وكان قد صرح مسئول بالمركز الإقليمى لعلوم الفضاء بالأمم المتحدة إن واشنطن تقوم بالتشويش على الصور التى تلتقطتها الأقمار الصناعية لسد النهضة الإثيوبى من خلال القمر الأمريكى المتاح لالتقاط الصور للسد لتضع قناعا أبيض على الصور كى لا تتمكن مصر من متابعة مراحل بناء السد وتفاصيله إلا أن مسئولى الاستشعار عن بعد تمكنوا من إزالة هذه التشويشات وحصلوا على الصور الصحيحة التى كشفت تفاصيل السد.

ولعبت قضية سد النهضة دور كبير فى حدوث ارتباك فى العلاقات بين الدول العربية حيث توالت ردود الأفعال الغاضبة عقب الإعلان عن فشل المفاوضات بخصوص سد النهضة، ولم يمر أسابيع معدودة على مفاوضات سد النهضة والتى تحدث عنها العالم إلا ليخرج دونالد ترامب الرئيس الأمريكى ليعلن عن نقل السفارة الأمريكية فى إسرائيل إلى القدس وقرر أن القدس عاصمة إسرائيل، لنجد أنفسنا أن العرب انشغلوا فيما بينهم بمشروع سد النهضة ونظروا بالفعل إلى العصفورة ليصطدموا بالواقع.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة