مأساة الطفل محمد في وزارة التضامن: "بابا تاه مني ومش لاقيه"

السبت، 16 ديسمبر 2017 06:36 م
مأساة الطفل محمد في وزارة التضامن: "بابا تاه مني ومش لاقيه"
الطفل

تبحث وزارة التضامن الاجتماعي، ومؤسسة دار الحرية لرعاية الأطفال بلا مأوى، عن أسرة طفل وصل إليها من الفريق المتنقل بالشارع التابع لوزارة التضامن ؛ وتزداد معاناة البحث لعدم رغبة الطفل في الإدلاء بعنوان إقامة أسرته خشية عودته لهم. 

"محمد السيد النجار".. طفل يبلغ من العمر 7 سنوات، وجد نفسه في الشارع منذ 6 أشهر ويقول: "كنت مع بابا في الشارع عند طبيب الأسنان، وفجأة بابا قالي أروح أشتري حاجة حلوة، ورجعت ملقتهوش، ومن يومها وأنا في الشارع".

ويروي محمد قصة وصوله إلى دارالحرية لرعاية الأطفال بلا مأوى قائلا : "فيه حلاق في الهرم قعدني عنده في المحل، واشترى لي ملابس جديدة حتى جاء أتوبيس برنامج أطفال بلا مأوى وتحيا مصر، واتعرفت عليهم، ووصلوني لمؤسسة الحرية"

"سكوت تام ونظرات خوف".. هكذا عبّر "محمد" عن رفضه بشكل قاطع أن يخبر أخصائي المؤسسة عن عنوان المنزل الذي تقطن فيه أسرته، قبل أن يرد من شدة تأثره النفسي بهذا السؤال: "عندي أخين اسمهم على نفس اسمي .. مش عايز أهلي يعرفوا مكاني لأنهم كانوا بيضربوني جامد، وأنا مبسوط في المؤسسة".

 تواجه إدارة المؤسسة حاليا مشكلة في استمرارتواجد "محمد" بدارالحرية لعدم امتلاكهم لأية أوراق رسمية للطفل، من أجل التقديم له للالتحاق بالمدرسة، بإعتبارها مؤسسة تعليمية. 

منى عبد الحكيم ، أخصائية اجتماعية بمؤسسة الحرية قالت :"حين وصل محمد إلينا كانت تظهرعليه مظاهرالعنف مع كل من يقترب منه سواء من الأخصائيين أو حتى من أبناء الدار، لدرجة أنه كان يعضّ كل من يقترب منه، حتى مرأسبوعين واكتسب ثقة أخصائيي الداروأصبح أكثر هدوءًا".

وأضافت: "عملنا معه بالتدريج لإكتساب ثقته، حتى أصبح لديه حب كبيرورغبة في التواجد بالمؤسسة بعد أن كان كل هدفه الخروج منها، ولكن العقبة الوحيدة التي تقابلنا في التعامل معه هو رفضه الإدلاء بعنوان منزل أسرته كي نحصل على شهادة ميلاده".

وقالت منى إن "الدار لا تقبل مطلقا أن يعود الطفل لأهله دون رغبته وموافقة منه، ومن هنا نحاول طمأنته بأننا نريد الحصول على شهادة ميلاده فقط من أسرته، ولا نريد إرجاعه لأهله، لأن مؤسسة الحرية هي مؤسسة تعليمية ولابد من وجود أوراق ثبوتية للأطفال الموجودين بها حتى يتم التقديم لهم للالتحاق بالمدرسة".

كانت وزيرة التضامن غادة والي، أكدت أنه يوجد 270 طفلا من مجهولي النسب لا يعرفون شيئا عن أسرهم وتم إلحاقهم بمؤسسات لرعايتهم بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني، فضلا عن أن عدد الأطفال منقطعي الصلة تماما بأسرهم نتيجة تفكك عائلي أو أسباب مختلفة يبلغ 22 ألف طفل، وفقا لإحصاءات 2014، ونسبة 80% منهم متواجدون في العشرمحافظات التي يستهدفها برنامج أطفال بلا مأوى الذي يتم تنفيذه بالتعاون مع صندوق تحيا مصر ، حيث يمول الصندوق البرنامج بنحو 114 مليون جنيه ، اضافة إلي 50 مليون جنيه تمويلا من وزارة التضامن الاجتماعي.

 

WhatsApp Image 2017-12-16 at 5.50.42 PM
 
WhatsApp Image 2017-12-16 at 5.50.43 PM

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة