وحدة الأرض والسيادة.. مصر تدافع عن كيانها

السبت، 23 ديسمبر 2017 06:13 م
وحدة الأرض والسيادة.. مصر تدافع عن كيانها
انفاق الاسماعيلية
كتب - محمد الشرقاوي

"انت ما تعرفش إنهم بيهجروا الناس في سيناء علشان صفقة القرن"، "الإرهاب موجود في العريش علشان يهجروا الناس".. لا يخلو لقاء تلفزيوني لأنصار جماعة الإخوان الإرهابية من تلك العبارات، التي ترتفع حدتها بعد كل عمل إرهابي يقع في شمال سيناء.

في حادث مسجد الروضة الأخير، نوفمبر الماضي، والذي راح ضحيته 311 شهيدًا من أهالي قرية بمدينة العريش، وإصابة أكثر من 128 مصابًا، قال أنصار الجماعة ومعارضي القيادة السياسية إن الحادث الإرهابي يهدف لعملية تغير "ديموجرافي" - التركيبة السكانية- في المنطقة.

عملية إرهابية أخرى شهدتها سيناء، الأسبوع الماضي، استهدفت مطار العريش، أسفرت عن استشهاد ضابط وإصابة اثنين آخرين، تبناها تنظيم داعش الإرهابي.

وحدة الأرض

رد القيادة السياسية غير ذلك، وهو ما تتحدث عنه عدة مؤشرات ووقائع على أرض الواقع، آخرها، فتح "شرايين الحياة" من منطقة القناة والدلتا إلى سيناء، عبر 4 أنفاق تم افتتاحها بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، تهدف لخلق محور مروري يربط أقصى الغرب بالشرق المصري.

في عدة فعاليات لافتتاح مشروعات قومية، يؤكد الرئيس عبد الفتاح السيسي على "وحدة الأرض والسيادة"، وأن محاربة الإرهاب تتضمن محورين هامين، أولهما "الحل الأمني" و"التنمية المستدامة" وفق استراتيجية الدولة "مصر - 2030".

اليوم السبت، في افتتاح عدد من المشروعات القومية بمدينة الإسماعيلية، وجه السيسي عدة رسائل هامة، بخصوص سيناء، "سيناء أرضنا"، قائلُا: "سيناء أرضنا، والقوات المسلحة ستتعامل مع الإرهاب بعنف، ولازم بفضل الله تعالى نضع حد للإرهاب الموجود فيها، إحنا نموت كلنا ولا إن حد يقرب من أرضنا والموضوع مش بالكلام".


 

سيادة أمنية

"الموضوع ليس بالكلام" فعلى مدار السنوات الثلاث الماضية، أكدت مراكز بحثية متخصصة في رصد العمليات الإرهابية في مصر، انخفاض وتيرة العمليات على مدار السنوات الثلاثة الماضية، رغم كونها أكثر حدة وألمًا في 2017، وكان أشهرها حادثي "الروضة"، و"تفجيرات الكنائس" بداية العام.

وفق المراكز البحثية، في يناير 2015 تجاوز عدد العمليات 90 عملية إرهابية، فيما انخفضت في ذات الشهر من العام الجاري إلى أقل من 5 عمليات، ما يعني نجاح العمليات العسكرية في سيناء التي نفذتها قوات إنفاذ القانون "حق الشهيد"، والضربات النوعية التي نفذها الشرطة للخلايا التابعة لجماعة الإخوان.

الهيئة العامة للاستعلامات، التابعة لرئاسة الجمهورية، أكدت ذلك، في يوليه الماضي، قالت إن القوات المسلحة، بالتعاون مع الأجهزة الأمنية، تمكنت من خفض معدلات العمليات الإرهابية خلال النصف الأول من العام الحالى بنسبة 21 ضعفًا، مقارنة بنفس الفترة من عام 2015، موضحةً أنه خلال النصف الأول من عام 2017 جرى تنفيذ قرابة 25 عملية إرهابية على مستوى الجمهورية، منها 6 عمليات فى سيناء، مقارنة بـ532 عملية إرهابية، منها 120 عملية فى سيناء خلال النصف الأول من عام 2015، وذلك لضعف بنية التنظيم الإرهابى، ونجاح العمليات العسكرية للجيش المصرى منذ بدء عملية «حق الشهيد».

أضافت الهيئة أن الجيش حقق هدفين مهمين من عملياته فى سيناء؛ أولهما السيطرة على القرى التى كانت تتمركز بها عناصر التنظيمات الإرهابية قبل أول يوليو قبل الماضى، والثاني، إعادة الانتشار، وتمركز القوات بشكل ساعد على تقليل عدد الارتكازات الأمنية الثابتة، والسيطرة على مناطق استراتيجية تتحكم فى الطرق بين المناطق المختلفة.

قوات الجيش

سيادة تنموية

الرئيس السيسي، بعد حادث مسجد الروضة، وخلال احتفالية المولد النبوي كلف رئيس أركان القوات المسلحة ووزير الداخلية بتطهير سيناء خلال 3 أشهر، لتتدفق بعدها "شرايين التنمية"، تحدث عن ذلك اليوم في افتتاح مشروعات قومية.  

الحديث عن القضاء على الإرهاب تزامن مع إعداد خطط ومشروعات تنموية على مدار السنوات الأخيرة الماضية، وهو ما أشار له السيسي اليوم في حديثه عن بئر العبد: "هنعمل مدينة جديدة تكلفتها 100 مليار جنيه تتمضن تخطيط عمراني متكامل في بئر العبد الجديدة خلال سنتين وهنعمرها".

وأشار الرئيس إلى انشاء 152 ألف وحدة سكنية شرق الإسماعيلية الجديدة، يما يعنى إمكانية تسكين 300 لـ 400  ألف مواطن، مضيفًا: "جاهزون نعيش الناس هنا حيث المدارس والمستشفيات والكنائس والمساجد وكل شيء، واحنا مش بنقول هنعمل، لا احنا إن شاء الله عملنا".

لكن تبقى الرؤية المعارضة للقيادة السياسية مصرة على أن هناك تهجير لأهالي سيناء، في الوقت الذي تجري فيه عمليات التطوير والتنمية في مدن بشمال سيناء على قدم وساق، لتثبت أن الدولة المصرية حاضرة بكامل قوتها، حاضنة لكل أبنائها.

تشمل التنمية المستدامة للمنطقة، إقامة مصانع ومزارع سمكية ومجمعات سكنية ومدارس ومستشفيات جديدة ومراكز شباب، بالإضافة الى خطة تشمل رعاية أسر الشهداء والإفراج عن المعتقلين من أبناء القبائل.

تسيطر على الدولة حالة تحدٍ وعزيمة قوية، تجاه تنمية سيناء وتطهيرها، وهو ما تحدث عن السيسي في افتتاح مشروعات اليوم: "نعمل فى كافة المجالات والمحاور ونعمل بالتوازى فى كل المحاور المطلوب العمل فيها، محدش  يقدر يمس مصر ولا ارضها ولا شعبها بس نبقى كتلة واحدة ونثق فى الله وجهدنا المخلص والآمن والشريف، وأكررها فى زمن عز فيه الشرف، وإحنا بس طمعانين فى كرم ربنا عشان يساعدنا بننبى ونعمر.. وإن شاء الله هنبنى ونعمر".

الرئيس كلف وزارة الإسكان والهيئة الهندسية بالقوات المسلحة بمشروع قومي يتضمن تخطيط عمرانى متكامل، سيتم تنفيذه خلال عامين أو ثلاثة أعوام، معقبًا: "سواء إحنا موجودين أم لا.. الشغل مش بيقف على حد إلا على شعب مصر، إحنا بنخطط وننفذ ونضع إرادتنا والموارد المطلوبة،  وأرجوا أن يعى المصريين أن الدفاع عن البلد والأرض ليس بالكلام، بل بالعرق والجهد والتضحية والدم، وإحنا كمصريين ياما قدمنا تضحيات، وأطمئنكم تماما إن ربنا سبحانه وتعالى يساعد الصالحين اللى بينبوا ويعمروا وميخربوش ولا يهدوا أو يضيعوا، وإحنا لا بنخرب ولا بندمر ولا بنضيع.. بنجرى على أهلنا وناسنا المصريين".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق