حصاد 2017 الأيام العجاف.. في مايو لم يكن الطريق إلى بيت الرب سهلا

في مايو 2017، لم يكن الذهاب إلى بيت الرب سهلًا، 51 مسيحيًا أيقنوا ذلك، فرسموا الصليب قبل أن تقلهم حافلتهم من محافظة بني سويف إلى دير الأنبا صمويل المعترف بالمنيا، فرحين مهللين غير أن طلقات الغدر أسكتت الفرحة.

في 26 مايو، هاجم ملثمون تابعون لتنظيم داعش الإرهابي، أتوبيس حجاج مسيحيين في طريقهم إلى دير الأنبا صمويل، فأطلقوا وابلًا من الرصاص، أردوا به 29 شهيدًا و22 مصابًا.

الحادث الإرهابي تبناه التنظيم واحتفى به عناصره على مواقع التواصل الاجتماعي، وجاء استجابة لتهديدات أطلقها التنظيم في أول مايو، على لسان من يسمى أمير جنود الدولة في مصر، في حوار نشرته صحيفة التنظيم النبأ.

أمير التنظيم، قال: "نحذركم ونشدد عليكم بأن تبتعدوا عن أماكن تجمعات ومصالح النصارى وكذلك أماكن تجمعات الجيش والشرطة وأماكن مصالح الحكومة، السياسية منها والاقتصادية، وأماكن وجود رعايا دول الغرب الصليبية وانتشارهم ونحوها. فكل هذه أهداف مشروعة لنا ويسعنا ضربها في أي وقت".

وزارة الداخلية المصرية، قالت إن الهجوم شنه مسلحون مقنعون يستقلون 3 سيارات دفع رباعي، على طريق جانبي في الصحراء غرب مدينة العدوة، في مغاغة بمحافظة المنيا، على بعد 220 كيلومترًا جنوب القاهرة.

المسلحون استخدموا أسلحة آلية وطلقات خرطوش أصابت الضحايا في أنحاء متفرقة من أجسادهم، ونقلت مواقع إخبارية آن ذاك على لسان شهود عيان، إنهم رأوا ما بين 8 و10 مهاجمين، يرتدون ملابس عسكرية وأقنعة.

الحادث كان أكثر حدة وألما، بعد هجومين منفصلين على كنيستي طنطا والأسكندرية، أسفرا عن مقتل العشرات من المسيحيين، فالتنظيم يعمل وفق معتقدات دينية تعلي من العداء المسلح تجاه المسيحيين، تتلخص في وثيقة أصدرها أبو مصعب الزرقاوي، مؤسس تنظيم الدولة في العراق عام 2007، بعنوان "إعلام المؤمنين بولاية الدولة الإسلامية"، تضمنت عداءً صريحًا للمسيحين، قال فيها: "لتحقيق خلاص المسلمين لابد أن يعيشوا في المنطقة التي تطبق فيها الشريعة الإسلامية وعدم السماح لغير المسلمين بحكمهم"، واعتمد التنظيم الإرهابي وفق أدبياته على "3 مبادئ تكتيكية وهي: الشوكة والنكاية، والتوحش، والتمكين".

الأيام العجاف لم تكن في مصر وحدها، فقبل الحادث، بأيام في 22 مايو، وقع هجوم مانشستر أرينا الإرهابي، وأسقط 22 قتيلًا وأكثر من 100 مصاب في حفل غنائي للمغنية الأمريكية أريانا غراندي فيه.

الحادث تبناه تنظيم داعش الإرهابي أيضًا، ونفذه سلمان عبيدي باستخدام قنبلة يدوية الصنع في بهو مجمع حفلات "مانشستر"، حسب الشرطة البريطانية.