"اللي اختشوا ماتوا".. وراء كل مثل قصة وحكاية

السبت، 06 يناير 2018 07:00 م
"اللي اختشوا ماتوا".. وراء كل مثل قصة وحكاية
الدولة العثمانية
إسراء سرحان

من بين جميع الأمثال الشعبية التى تتردد على ألسنة العرب، كان مثل "اللي اختشوا ماتوا" أكثرهم في الاستخدام بين مختلف المجتمعات، حيث يستخدم في وصف حالة تقابلنا في حياتنا اليومية بشكل مستمر، ألا وهي انعدام الخجل عند الأغلبية، كما هو الحال في الحكاية التي خلق منها هذا المثل.

وترصد "صوت الأمة"، جميع القصص وراء هذه الأمثال الشعبية، وفي السطور التالية نتناول قصة إحداها الذى حاز على شهرة واسعة، وهو "اللي اختشوا ماتوا" والذي تردد على ألسنة الكثيرين خلال أحاديثهم، ولكن قليلون من يعلم في أى مناسبة خلق هذا المثل.

بدأت قصة هذا المثل في عصر الدولة العثمانية، والتى كانت إمبراطورية إسلامية أسسها عثمان الأول بن أرطغرل، واستمرت قائمة لما يقرب من 600 سنة، وكانت تشتهر بالعمارة والبناء، حيث كانت القصور والمباني تمتد يمينًا ويسارًا على بقاع الأرض.

كانت العمارة قديمًا تعتمد بشكل أساسي على وجود الحمامات القديمة، والتى كانت عبارة عن رقعة واسعة للاستحمام وجميع أمور النظافة والاسترخاء للرجال والنساء، وتستخدم بشكل أساسي الحطب والأخشاب والنشارة لتسخين أرضية الحمام والمياه، لتدفئة الجو والمساعدة على الاسترخاء.

صناعة الحمامات القديمة في عصر الدولة العثمانية كان يعتمد بشكل أساسي على استخدام الخشب في القباب والسقوف الخاصة به، كما كانت هناك أخرى منها مصنوعة بأكملها من الخشب، وفي أحد الأيام ذهب الكثير من النساء للاستحمام والانسجام، وأثناء جريان الأمور كالمعتاد تركت إحدى العاملات بالحمام النار مشتعلة بشكل كبير.

وشب حريق هائل في الحمام المخصص للنساء، واللواتي كان منهن من اعتدن الاستحمام عاريات، لا يسترهن شئ إلا البخار الكثيف، وأثناء اندلاع الحريق في الحمام، لم يسنح الوقت للكثير من السيدات بارتداء ملابسهن، فهربن كل السيدات اللواتي كن يرتدين بعض الملابس، وقليل من العاريات، أما من استحين، ففضلن الموت على الخروج عاريات.

وعند عودة صاحب الحمام سأل البواب الذي كان يرعى المبني من الخارج أثناء غيابه: "هل مات أحد من النساء؟"، فأجابه "نعم.. اللي اختشوا ماتوا"، وصارت الجملة مثلا يقال للإشارة إلى أن من يخجلون قد ماتوا، ولم يتبقَ إلا من لا يستحي ولا يخجل.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق