في سوريا.. تصاعد عسكري جديد يطيل أمد الأزمة والحل السلمي

الثلاثاء، 16 يناير 2018 12:30 ص
في سوريا.. تصاعد عسكري جديد يطيل أمد الأزمة والحل السلمي
مناطق سورية
محمد الشرقاوي

تنتظر الساحة السورية مزيدًا من التصعيد العسكري خاصة في منطقة الشمال الشرقي للدولة، خاصة بعد إعلان التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية إنشاء ميليشيا جديدة بالتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية.

واعتبرت الخارجية السورية الإعلان بمثابة محاولة لتقسيم البلاد وإطالة أمد الأزمة السورية، وهو ما جاء على لسان نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد التي نقلتها وكالة الأنباء السورية.

فيصل المقداد قال إن هذه المحاولة اليائسة لن يكتب لها النجاح في ظل انتصارات الجيش السوري وحلفائه على الإرهاب، مضيفًا أن سوريا لم تتفاجأ بهذه الخطوة الأمريكية التي تأتي خدمة لأجندات أمريكية وغربية وإسرائيلية وخليجية تستهدف تدمير وتفتيت المنطقة.

واعتبر نائب وزير الخارجية السوري كل الجهود التي بذلتها واشنطن، التي وصفها بالداعم الحقيقي للإرهاب، وعملاؤها في الخليج وتركيا وأدواتها داخل سوريا، للنيل من وحدتها وسيادتها بدأت تتهاوى.

وأشار إلى أن بيان وزارة الخارجية السورية أكد على أن كل من يتعاون مع هذه القوة الأمريكية الجديدة الوهمية حتى الآن هو خائن لسوريا وسيجد مصير كل القتلة والخونة كما هزم تنظيم "داعش"، وكما يتم دحر مسلحي "جبهة النصرة" في المعارك الدائرة جنوب حلب وشرق إدلب.

وأفاد المقداد بأن أي وجود لقوات أجنبية على الأرض السورية دون التنسيق مع الحكومة السورية هو وجود عدواني وغير شرعي كوجود القوات الأمريكية والتركية، مبينا أن سوريا لن تقبل بهذا الوجود وستتعامل معه في حينه على مختلف المستويات دون استبعاد أي خيار.

وكان التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة قال إنه يعمل مع فصائل سورية حليفة له، لتشكيل قوة حدودية قوامها 30 ألف فرد،مشيراً إلى أن القوة الأمنية الحدودية ستتمركز على الحدود مع تركيا، والعراق، وعلى طول نهر الفرات.

وبحسب تصريحات لمسؤول تركي فإن تدريب الولايات المتحدة لقوة أمن الحدود الجديدة، كان سبب استدعاء القائم بالأعمال الأمريكي في أنقرة يوم الأربعاء، ولم يقدم المسؤول تفاصيل أخرى.

وأكد مكتب الشؤون العامة للتحالف في رسالة بالبريد الإلكتروني، تفاصيل القوة الجديدة التي أوردها موقع "ديفينس بوست" الإلكتروني، مضيفًا أن القوة ستكون تحت قيادة قوات سوريا الديمقراطية، التي تحارب داعش في سوريا بمساعدة من التحالف، وبقيادة الولايات المتحدة.

وستنتشر القوة على طول الحدود مع تركيا شمالا والحدود العراقية باتجاه الجنوب الشرقي وعلى طول وادي نهر الفرات الذي يعتبر خطا فاصلا بين قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة وقوات النظام السوري المدعومة من إيران وروسيا.

بحسب رويترز فإن القوة ستنتشر على طول الحدود مع تركيا شمالا والحدود العراقية باتجاه الجنوب الشرقي وعلى طول وادي نهر الفرات الذي يعتبر خطا فاصلا بين قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة وقوات النظام السوري المدعومة من إيران وروسيا.

وجاء في بيان المكتب أن «أساس القوة الجديدة هو تكليف 15 ألفا تقريبا من أفراد قوات سوريا الديمقراطية بمهمة جديدة في قوة أمن الحدود، لأن خدمتهم ضد داعش شارفت على الانتهاء. سيوفرون أمن الحدود من خلال تأمين نقاط التفتيش بحرفية وإجراء عمليات لمكافحة العبوات الناسفة بدائية الصنع». وأضاف المكتب أن التحالف وقوات سوريا الديمقراطية ما زالوا يحاربون داعش في جيوب بمحافظة دير الزور.

وتنشر الولايات المتحدة نحو ألفين من جنودها في سوريا لقتال «داعش»، وقالت إنها مستعدة للبقاء في البلاد لحين التأكد من هزيمة التنظيم المتشدد وإن جهود فرض الاستقرار يمكن أن تستمر، كما أن هناك تقدماً له معنى في محادثات السلام بقيادة الأمم المتحدة لإنهاء الصراع.

يأتي الرفض السوري وسط تكهنات روسية بتورط أمريكا في الهجومين المتواليين اللذين استهدفا قاعدتى حميميم الجوية وطرطوس البحرية الروسيتين في سوريا، في 31 ديسمبر 2017، و6 يناير 2018، والذي يعد تحولاً جديدًا في المواجهات العسكرية التي تشهدها سوريا خلال الفترة الحالية.

ورغم أن روسيا أكدت وقوع الهجومين، إلا أنها أصرت على أنها تمكنت من التصدي لهما، وذلك في مقابل تقارير عديدة تشير إلى وقوع خسائر بشرية ومادية، وهو ما لا يمكن فصله عن سعى بعض التنظيمات الإرهابية والمسلحة إلى الرد على التأكيدات الروسية بالانتصار على الإرهاب في سوريا على نحو ما انعكس في تصريحات الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين التي أدلى بها خلال زيارته لقاعدة حميميم وبحضور الرئيس السوري بشار الأسد في 11 ديسمبر 2017.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة