"انت جاية تشتغلي إيه؟".. الأحزاب: "نتخانق مع بعض"

تنشط الأحزاب السياسية فى حروب الايدولوجيات، بينما يصبها الجمود والتيبس إذا استُدعت فى قضايا مكافحة الإرهاب، فالخلافات الناشبة بين الكيانات ذات الاتجاه الواحد، لاتقل سواءً عن تلك الناشبة من اختلاف المذاهب السياسية بين التيارات الليبرالية واليسارية. 

ولعل آخر تلك المشاحنات قامت بين حزب الوفد مع مستقبل وطن بعد أن قال رئيس حزب الأخير بالتعليق على أداء حزب الوفد قائلا: " المنظمات والمؤسسات حينما يمر بها الزمن دون أن تطور من نفسها وتواكب الأحداث، يجرى لها ذلك، ويجب أن تعلم أن كلمة رئيس حزب اختلفت فى مضمونها، فرئيس الحزب الحالى، هو خادم لكل أعضاء الحزب بعكس رئيس الحزب زمان «كان المنظر والشكل فقط»، كمان نظرة الناس للنواب فى الوقت الحالى تختلف عنها فى أوقات سابقة، فمثلا أنا لا أملك أن أقر كلمة وألزم بها الهيئة البرلمانية دون نقاش، بل يجب إجراء حوار وأخذ الآراء، ويجب نسف دكتاتورية رئيس الحزب، والحزب يتحول لمؤسسات، وإن لم تكن ملمًا كقائد للحزب بتفاصيل التطور هتحصل مشكلة.

مستقبل وطن: الوفد يعيش على الماضى

متابعًا المشكلة الثانية هى أن حزب الوفد ينظر للموضوع، وكأنه زعيم الأحزاب المصرية، وهذا ما لن يقبله عنصر التطور والحداثة، فمثلا حزب مستقبل وطن قام على الشباب ليكون حزبًا مستقلا، لكن مش بعد ما أعمل حزب شبابى أروح أندرج تحتك كحزب وأنت أصلا حزب تعبر عن جيل معين وعن زمن معين، ولابد أن نتناقش سويًا، وهذه أزمة حزب الوفد مع كل الأحزاب فى مصر ونصيحتى لحزب الوفد أن يفكر بزمن اليوم.

الدكتور السيد البدوى رئيس حزب الوفد

فيما رد حزب الوفد على المهندس أشرف رشاد على لسان الدكتور ياسر حسان مساعد رئيس حزب الوفد ورئيس لجنة الإعلام، قائلاً إن ما ذكره رئيس حزب مستقبل وطن عن الوفد غير مقبول بالمرة، مشيرًا إلى أنه من غير اللائق أن يقيم حزب آخر أو يتعرض لأمور داخليه تخصة، مضيفًا: "بذلك سمح لنا فى المقابل أن نقيمه ونقيم مستوى أداء نوابه مقارنة بنواب الوفد وغيرها".

وأكد حسان، على أن حزبه يقدر أشرف رشاد ويحترمه كرئيس حزب سياسي وشريك فى العمل العام، مشيرًا إلى أنه لا يمتلك الخبرة السياسية لتقييم حزب الوفد، الذى يتخطى تاريخه أكثر من 100 عام، مشددًا على أن الوفد لا يعيش على أطلال الماضى كما قال، متابعًا: "بل أنه أكثر الأحزاب فى الحاضر فاعلية، وعليه أن يعود للأمانة العامة لمجلس النواب وسيتأكد أن أداء هيئتنا البرلمانية تحت القبة يساوى 3 أضعاف أداء عدد نوابها، وأن الأمانة العامة سبق وأعلنت أن 25% من المنتج السياسى الذى يخرج عن البرلمان يعود إلى حزب الوفد، كما أن آفضل لجان البرلمان من حيث الآداء وهى لجنة الحكم المحلى يرأسها نائب وفدى".

خناقات المصريين الأحرار والوفد

الدكتور عصام خليل رئيس حزب المصريين الاحرار

في خلاف معروف بين حزب المصريين الأحرار والوفد، اتهت الاخير قيادات حزب «المصريين الأحرار»، بخطف مرشحى الحزب، فى الدوائر المؤثرة، بتقديم إغراءات مالية لهم، موضحه أن إعلان «المصريين الأحرار» عدم الدفع بمحمود العلايلى، عضو هيئته العليا، كمرشح عن الحزب بدائرة الدقى والعجوزة، تجنبا لتفتيت الأصوات أمام أحمد مرتضى منصور، مرشح «الوفد» فى ذلك الوقت، وتراجعه بعد ذلك عن هذا التعهد، تثير الشك وعلامات الاستفهام حول دور «المصريين الأحرار» فى تغيير شكل المنافسة بالدائرة.

وعلق حينها شهاب وجيه، المتحدث الرسمى باسم حزب المصريين الأحرار، آنذاك على اتهامات «الوفد»، قائلا: «انضمام أحمد مرتضى منصور للحزب صدفة لم يسع الحزب إليها، ولم ترتب قياداته أى خطط لضمه، فالمرشح استقال من الوفد وانضم إلينا برغبته الشخصية وليس مجبرا بعد أن التقى الدكتور عصام خليل فى أحد المؤتمرات واقتناعه بأنشطة الحزب، وما يقدمه لمرشحيه»، مضيفا أن الحزب وجد فى أحمد مرتضى شخصية المرشح المثالى الذى يتمتع بحسن السمعة والشعبية بين أبناء دائرته، لافتا إلى أن هناك مرشحين آخرين سيعدلون صفتهم الانتخابية، وسينضمون إلى الحزب برغبتهم الشخصية أيضا خلال أيام.

خناقات اليساريين مع الناصريين

نبيل زكى المتحدث باسم التجمع

كما وقعت خناقة بين حزب التجمع والناصرى بعد أن اتهم الأول على لسان متحدثه نبيل زكي الحزب الناصري بانتماءه لجماعة الإخوان قائلا: إن تشرذم اليسار فى مصر متوقف على تحديد مفهوم اليسار، مشيرا إلى أنه لا يعتبر حزب التحالف الشعبى الاشتراكى يسارا لدفاعه المستمر عن جماعة الإخوان، وإصراره على عدم وصفها بالجماعة الإرهابية.

وأوضح المتحدث باسم حزب التجمع أنه ينظر لحزب الكرامة بوصفه لا يمثل اليسار، لافتا إلى اعتذار الكرامة لجماعة الإخوان المسلمين لِمَ وقع لها من تصرفات ضد سلوكها المسلح أيام الرئيس جمال عبد الناصر.

وتابع زكى "أما عن الاشتراكين الثوريين فلا هم اشتراكين ولا ثوريين" على حد وصفه، مشيرا إلى أنها أحد فروع تنظيم جماعة الإخوان الإرهابية وناطقة بلسان حالة.

وأشار المتحدث باسم حزب التجمع إلى أن الحزب الناصرى يعانى من أزمة تنظمية كبيرة، لافتا إلى انقسام رئاسته بين نقيب المحامين سامح عاشور، وبين الدكتور محمد أبو العلا، الأمر الذى يجعل التحالف معه مستحيلا.

وأكد زكى أنه يرى أن بيت اليسار الحقيقى هو حزب التجمع، مشيرا إلى أن الحزب ينادى بوحدة الصف بجانب الديمقراطية والمواطنة والعدالة الاجتماعية، وإذابة الفوارق بين الطبقات، لافتا إلى دعوته إلى حزب الاشتراكى المصرى للانضمام إليه.

الكرامة لسانا طويل 

المهندس محمد سامى رئيس حزب الكرامة

فيما علق المهندس محمد سامى رئيس حزب الكرامة، على تصريحات نبيل زكى المتحدث باسم حزب التجمع، الذى اتهم فيها الكرامة بأنه لا ينتمى لليسار وبالاعتذار لجماعة الإخوان عن الملاحقات الأمنية التى طالتهم خلال العهد الناصرى، قائلا: "لم يصدر منا حديثا على هذا النحو بشكل رسمى".

وأشار رئيس حزب الكرامة، إلى أنه قد يكون أحد القيادات عبرت عن رفضها للممارسات القمعية السياسية ضد المعارضين، التى شملت فى فترة من فترات التاريخ ضد الشيوعيين والجماعة.

وهاجم محمد سامى، حزب التجمع، قائلا "إحنا لسانا طويل وشوطنا فى مبارك والعادلى ومواقفنا معروفة للجميع"، مضيفاً "اللى بيته من إزاز ميحدفش الناس بالطوب ولا تلومن إلا نفسك إذا أخرسناك وألزمناك الأدب".

وحول وصف الكرامة بأنه ليس حزبا يسارا، أوضح محمد سامى، أنه ليس من حق أحد إصدار المراسيم والألقاب، وأضاف مازحاً: "سنخرج على التجمع بالذقون والجلاليب بما أنه وصفنا بالمنتمين على جماعة الإخوان".

وأكد رئيس حزب الكرامة إلى أن موقف الحزب معروفا للجميع وسبق أن هاجم محمد مرسى وانضم إلى جبهة الإنقاذ لرفضه أفكار جماعة الإخوان وقت وصولهم إلى سدة الحكم.