"إن ربك لبالمرصاد".. جريمة قتل بشعة تضع أمين شرطة وزوجته في قبضة عشماوي

الإثنين، 05 فبراير 2018 09:00 ص
"إن ربك لبالمرصاد".. جريمة قتل بشعة تضع أمين شرطة وزوجته في قبضة عشماوي
جريمة قتل - صورة أرشيفية
علاء رضوان

"إن ربك لبالمرصاد".. آية قرآنية فى كتاب الله تعالى لكل من تسول له نفسه تنفيذ أى مخططًا شيطانيًا يظن بعده أنه سيهرب من العقاب، كما حدث مع أمين الشرطة "وائل.م.ش"، وزوجته "حنان.ي.م"، المتهمين بقتل تاجرًا وتمزيق جسده إلى أشلاء وإلقاءها فى النيل لإخفاءها.  

استغلال طيبة التاجر

التاجر هو الحاج أحمد عبد العزيز، 55 سنة، صاحب محلات أدوات كهربائية، معلوم عنه لدى أقرانه مداومته على أعمال الخير، كان ضمن هذة الأعمال قبول طلب أمين الشرطة "وائل.م.ش"، وزوجته "حنان.ي.م"، 28 سنه، كوافيره، بإستئجار شقة لمدة عامين فى عماره مملوكه له الكائنة فى منطقة شارع الوحدة بإمبابة تبلغ مساحتها 200 متر، وذلك فى غضون عام 2015، كما استغلا طيبة الرجل من خلال سحب مجموعة الأجهزة الكهربائية من محلاته بألاف الجنيهات وتسديد ثمنها على أقساط.   

أمين الشرطة يستغل نفوذه

المتهمان لم يكتفيا بإستغلال الحاج أحمد عبد العزيز عند هذا الحد، حيث حاول أمين الشرطة "وائل.م.ش"، استغلال نفوذه عن طريق التأخير فى سداد الإيجار، وكذا سداد أقساط الأجهزة الكهربائية لعدة شهور، الأمر الذى جعل التاجر يطلب من أمين الشرطة وزوجته بمغادرة العمارة، والبحث عن مكان أخر للعيش فيه، إلا أن أمين الشرطة استعطف التاجر كى يثنيه عن قرار طرده من الشقة، وبالفعل استجاب التاجر.   

 

أمين الشرطة المتهم وزوجته
 

 

مخطط شيطانى

وعلى ما يبدو أن أمين الشرطة وزوجته، كانا لهما رداَ أخر بديلاَ عن رد الجميل، فكلف أمين أمين الشرطة زوجته بالإتصال بالتاجر فى غضون شهر رمضان، ومطالبته بالقدوم إلى الشقة لتحصيل إيجار الشقة وكذا أقساط الأجهزة الكهربائية، وبالفعل استجابت زوجة أمين الشرطة، وأجرت إتصالاَ هاتفياَ بالتاجر.  

 التاجر يذهب لقدره المحتوم

الحاج أحمد عبد العزيز لم يطمئن قلبه إلى حد ما، فأجرى إتصالاَ هاتفياَ للمحامى جمال عنتر، الذى يستشيره دائما فى كل صغيرة وكبيرة، حيث نصحه الأخير بعدم الذهاب، بإعتبار أن الساعة 1 صباحاَ والسحور قد اقترب، فحاول التاجر الوصول إلى أمين الشرطة للتأكد منه عن طريق الإتصال به هاتفياَ إلا أن أمين الشرطة لم يرد على الهاتف، وقرر التاجر الذهاب لتحصيل الإيجار والأقساط.  

 بداية المخطط

وبالفعل انتقل الحاج "أحمد" إلى منطقة إمبابة حيث مكان العمارة، وطرق باب الشقة، وفتحت له "حنان.ي.م" زوجة أمين الشرطة الباب، وطلبت منه الدخول لحين عودة زوجها أمين الشرطة "وائل.م.ش"، إلا أنه رفض فى بادئ الأمر، وحينما اصرت على دخوله، استجاب لها التاجر، إلا أنه فوجئ بدخول زوجة أمين الشرطة الغرفة وخروجها له بمقيص النوم وفى يدها كوب عصير، فأصر الرجل على نزوله وانتظار أمين الشرطة أسفل العقار.  

كشف المستور

 وفى تلك الأثناء، فوجئ الحاج أحمد عبد العزيز، بدخول أمين الشرطة وفى يده سلاحه الميرى ليكتمل المخُطط، حيث اتهمه بأنه جاء الشقة لخيانته مع زوجته، إلا أن التاجر أكد له أن هناك سوء فهم قد حدث، فطلب منه أمين الشرطة ايصالات الأمانة الخاصة بالأجهزة الكهربائية وإيصالات الإيجارات "المتأخرة"، فضلاَ عن مطالبته له بتغير عقد الشقة من مدة السنتين إلى عقد مفتوح 59 سنه، حينها أيقن التاجر أن هناك مخطط لإجباره على كل هذه الأمور، فرفض.

 قتل الحاج أحمد

رفض الحاج "أحمد" تنفيذ أوامر أمين الشرطة رغم تهديده بسلاحه الميرى، أدى إلى وقوع إشتباك بالأيدى بينهما، وأطلق أمين الشرطة عليه بمعاونة زوجته عيارين أحدهما أصابه فى الرأس والأخر فى البطن، فأرداه قتيلاَ، وحاولا إخفاء جثة القتيل، واخفيا الجثة فى حمام الشقة، إلا أنهما لم يتمكنا من إخفاء الجثة فى مكان آخر. 

 تمزيق جثة التاجر لأشلاء

الشيطان لم يفارق أمين الشرطة وزوجته خلال تلك الفترة، حتى اختمر فى عقلهما تمزيق وتقطيع الجثة لإشلاء، ووضعها فى أكياس أو كراتين لإخفاءها بعيداَ عن الشقة وكى لا يفتضح أمرهما عن طريق رائحة الجثة التى بدأت تتعفن، ونظراَ لأن القتيل كان قوى وضخم البنيان، اقترض منشار كهربائى من ورشة نجار مجاور لمكان عمله، وبالفعل قاما بتقطيع الجثمان الضخم بالمنشار، وعبأ أمين الشرطة الجثمان فى كراتين والقاها فى ترعة المناشى.  

 تحرير محضر وحفظه

فى تلك الأثناء، ذهبت الحاجة "فاطمة" زوجة القتيل إلى أمين الشرطة للسؤال عن زوجها الذى تأخر عن العودة للمنزل، إلا أنه أخبرها أنه جاء إليه وتحصل على الإيجار منذ أمس، وبعد مرور يومين اضطرت الزوجة بالذهاب إلى قسم شرطة روض الفرج وإمبابة برفقة المحامى جمال عنتر لتحرير محضرى تغيُب، وأمرت النيابة العامة بحفظ التحقيق فى البلاغات عقب سؤال أمين الشرطة الذى أكد أنه لم يرى صاحب العقار منذ أن تسلم الإيجار.

 

بعد مرور 245 يوماً من اختفاء تاجر بالنسبة لأهليته، ذهبت "فاطمة" زوجته إلى العقار لإصلاح وترميم سور العقار، فسألها أحد سكان العقار يُدعى "محمد"، مهندس، عن هويتها، فأكدت له أنها زوجة الحاج "أحمد عبد العزيز"، وسألها عنه للإطمئنان على صحته حيث لم يلتقيه منذ 7 شهور، فقصت له الحكاية.

 أحد سكان العقار يفجر مفاجأة

رجع المهندس "محمد" بالذاكرة إلى الوراء، وذلك أثناء الحديث معها، وأخبرها أنه فى منتصف شهر رمضان وجد أثار دماء تنزل على السلم من شقة أمين الشرطة "وائل"، ما اضطره للقيام بتنظيفه بنفسه، فطلبت منه الشهادة على هذا الأمر أمام النيابة، ووافق المهندس، بعدما قامت بتحرير محضر أخر ولكن هذة المره فى مديرية الأمن، وبدأت الأجهزة الأمنية ورجال المباحث فى إجراء التحريات فى سرية تامة.

  رجال المباحث تصل للجناة

وتمكن رجال المباحث من الوصول إلى النجار صاحب المنشار ويدعى "على"، والذى أكد خلال التحقيقات الآولية السرية أن المنشار فيه عُطل منذ 7 شهور، وأمرت النيابة العامة بعرض المنشار على الطب الشرعى وأخذ عينه منه، حيث كانت المفاجأة حيث تبين وجود قطعة لحم صغيرة فى المنشار، وبتحليلها تبين أنها لحم الحاج "أحمد"، واخذوا عينة دم من ابنته وإبنه، واثبت تقرير الطب الشرعى أن قطعة اللحم خاصة بالقتيل، وفى هذه اللحظة ألقت الأجهزة الأمنية القبض على أمين الشرطة الذى اعترف بالواقعة.   

إحالة أوراق أمين الشرطة وزوجته للمفتى

من جانبها، قضت محكمة جنايات الجيزة الدائرة، بإحالة أوراق أمين شرطة وزوجته، إلى فضيلة المفتى، لإبداء الرأى الشرعى فى إعدامهما، على خلفية اتهامهما بقتل تاجراَ وتمزيق جسده إلى أشلاء.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة