"من لا يحب لا يمكن أن يحبه أحد".. القضاء يُريح القس سمعان في قبره (تسلسل زمني)

الإثنين، 12 فبراير 2018 01:00 م
"من لا يحب لا يمكن أن يحبه أحد".. القضاء يُريح القس سمعان في قبره (تسلسل زمني)
القس سمعان شحاتة وقاتلة
هبة جعفر

بعد مرور ما يقرب من خمسة أشهرعلى وقوع الجريمة، وخلال خمس جلسات، تمكنت محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بالعباسية، من الثأر لدماء القس سمعان شحاتة، بعد صدور الحكم بإعدام المتهم أحمد سعيد السنباطي 19 سنة، لاتهامه بقتله في أكتوبر الماضي.
 
وقبل إصدار الحكم، قال المستشار أحمد الدقن، رئيس محكمة جنايات القاهرة، في كلمته "إن الله محبة ومن لا يحب لا يمكن أن يحبه أحد"، مضيفا أن نفس المتهم باتت رهينة عما ورد بارتكاب الجريمة، وتابع: "ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب ومن قتل نفسا بغير حق فكأنما قتل الناس جميعا".
 
وتابع: "جاء في الكتاب المقدس يقتل القاتل كما أنه ورد من قتل بهيمة يعوض عنها".
 
وبعد النطق بحكم الإعدام.. نرصد في هذا التقرير تسلسل وقوع الجريمة:
 
في 12 أكتوبر 2017، قتل أحمد سعيد، القمص سمعان شحاتة رزق الله (45 سنة) بمنطقة المرج، أثناء زيارته لأحد أقاربه بالمنطقة، حيث قام المتهم بمباغتة القس أثناء ركوبه السيارة، بعدة طعنات وضربات بأنحاء متفرقة من جسده، فلفظ أنفاسه الأخيرة، وظل القمص سمعان على قيد الحياة نحو 20 دقيقة، لكن عندما وصل المسعف قال إنه بلا نبض، ولا يستطيع نقله إلا بعد وصول النيابة، التي جاءت بعد ساعتين من الواقعة، وتم نقله إلى مستشفى المرج، لكنه كان قد فارق الحياة.
 
474737
 
إحالة للجنايات
 
أمر النائب العام بإحالة المتهم للمحاكمة العاجلة، بعد اكتمال التحقيقات باعتراف المتهم في 17 أكتوبر 2017، وأحالت نيابة شمال القاهرة الكلية برئاسة المستشار إبراهيم صالح المحامي العام، المتهم بقتل القمص سمعان إلى محكمة الجنايات؛ لمحاكمته في الاتهامات المسندة إليه بالقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد.
 
وجاء في أمر الإحالة أن النيابة العامة تتهم أحمد سعيد إبراهيم السنباطي 19 سنة، فني صناعي، مقيم بالمرج بقيامه، بقتل سمعان شحاتة رزق الله عمدا مع سبق الإصرار والترصد، بأن بيت النية وعقد العزم على قتل القس، وأعد لذلك الغرض، سلاح أبيض، وتربص له بالمكان الذي أيقن أنه سيظفر فيه بالمجني عليه، حتى باغته طعنا وضربا بأنحاء متفرقة من جسده، وأجهز عليه بالسلاح الأبيض، قاصدا من ذلك إزهاق روحه، كما أحرز بدون ترخيص سلاح أبيض.
 
 
القس سمعان
 
 
 
تحقيقات النيابة
 
كشفت تحقيقات نيابة شرق القاهرة الكلية ، في واقعة مقتل كاهن كنيسة بالمرج، أن المجنى عليه كان متوجها لزيارة كنيسة في منطقة المرج، ثم وقف المتهم أمام سيارته وطالبه بالنزول.
 
وأوضحت التحقيقات أن المجنى عليه نزل من سيارته، فباغته المتهم بسلاح أبيض على رأسه أرداه قتيلا، وأمرت النيابة بالبحث عن كاميرات مراقبة في موقع الحادث، والتحفظ عليها وتفريغها.
 
كما كشفت التحقيقات أن المتهم لا يعاني من أي مرض نفسي، وكان في كامل وعيه أثناء قتل المجني عليه، مشيرًا إلى أنه قبل يوم الحادث خطط لقتل أي كاهن يراه أمام الكنيسة.

تقرير الطب الشرعي
 
كشف تقرير الطب الشرعي، عن إصابة المجني عليه القمص سمعان شحاتة، 40 عامًا، مقيم بمركز الفشن فى بني سويف، بـ6 طعنات بـ«ساطور» فى الرأس والبطن والظهر، مما سبب له كسرًا بالجمجمة وكسرًا طوليا بالرأس ونزيفًا حادا، مما أودى بحياته.

الاتهامات
 
اتهمت النيابة في أمر الإحالة أحمد سعيد إبراهيم السنباطي، بأنه في 12 أكتوبر الماضي، قتل القس سمعان شحاتة عمدا مع سبق الإصرار والترصد بمنطقة المرج، بان بيَّت النية وعقد العزم على قتل أي من رجال الدين المسيحي، وأعد لذلك سلاح أبيض (سكين) وتربص له بمكان أيقن مروره به، وعندما شاهده باغته بعدة طعنات وضربات بأنحاء متفرقة من جسده، فلفظ أنفاسه الأخيرة جراء إصاباته.

الشهود
 
استمعت النيابة خلال التحقيقات إلى أقوال أحد مرافقي المجني عليه، الذي كان بصحبته بالسيارة، الذي أكد أنه والضحية وآخرين كانوا فى رحلة لجمع تبرعات للكنيسة، وأثناء سيرهما بمكان الحادث مترجلين عقب تركهما السيارة، فوجئا بالمتهم يحمل سلاحًا أبيض "ساطورا" يطارد المجني عليه، ثم سدد له عدة ضربات، عددًا منها بعد سقوط الكاهن أرضًا، حتى تأكد من مفارقته الحياة.
وتابع الشاهد بأنه حاول التدخل للدفاع عن المجني عليه، إلا أن المتهم حاول التعدي عليه هو الآخر، ثم فر هاربًا، وتجمع عدد من المواطنين، وتمكنوا من مطاردته وضبطه.
 
كما استمعت المحكمة إلي شهادة 15 شاهدا في تحقيقات النيابة العامة فى قضية قتل القس سمعان شحاتة رزق الله بمنطقة المرج، وأكد الشهود أن المتهم كان يبغض القساوسة بشكل أساسي، بحجة أنه يري أنهم الأساس في تعليم ونشر الكفر.
 

إحالته للجنايات
 
 في 17 أكتوبر الماضي أمر النائب العام، المستشار نبيل صادق، بإحالة المتهم بارتكاب جريمة قتل القس سمعان شحاتة رزق الله بمنطقة المرج، إلى المحاكمة الجنائية العاجلة مع استمرار حبسه على ذمة المحاكمة.

أولي الجلسات 
 
حددت محكمة استئناف القاهرة برئاسة المستشار عادل بعبش جلسة 11 نوفمبر الماضي لنظر محاكمة المتهم بقتل القمص سمعان كاهن المرج أمام  الدائرة 2 شمال برئاسة المستشار أحمد الدقن. 
 
في 15 نوفمبر 2017، قال المحامي أحمد عرابي، دفاع المتهم أحمد سعيد، إنه طلب من المحكمة الحصول على صورة رسمية من أوراق القضية، ومرافقاتها، واستدعاء شهود العيان لمناقشتهم حول الواقعة.

دفاع القس المجني عليه
 
استمعت الدائرة الثانية بمحكمة شمال القاهرة بالعباسية، لمرافعة دفاع المجني عليه، وقال الدفاع إن المتهم قتل موكله مع سبق الإصرار والترصد مبيتًا النية لذلك.
 
وتابع دفاع المجني عليه أن هناك جهلا كبيرا بأمور الدين، ليتدخل المتهم من القفص قائلًا: "أنتم الجهلاء، وهنا طلب القاضي إخراج المتهم من القفص، وإيداعه بحجز المحكمة لحين صدور القرار، وترحيله إلى محبسه".
 
قاتل القس سمعان
 

اعترافات المتهم
 
وجهت المحكمة سؤالا إلى المتهم: هل قتلت القس سمعان شحاتة؟ ورد المتهم قائلًا: "هذا جوابي"، ثم قدم الورقة وبها الأسماء.
 
وتضمنت الورقة عدة أسماء، بينها: محمد بديع، مرشد الإخوان، وخيرت الشاطر وعصام العريان ومحمد البلتاجي أعضاء التنظيم، وهادي خشبة ومحمد أبو تريكة نجمي الأهلي السابقان، وقال المتهم للمحكمة "يشهد بها عليّ ربي"، وأمر رئيس المحكمة المستشار أحمد محمود الدقن، الحرس بإعادة المتهم إلى قفص الاتهام.
 
ثم صاح من داخل القفص قائلا: "أنا باسمع اللي ماحدش بيسمعه، وباشوف اللي ما تقدروش تشوفوه، أنا بيجيني المنادي ويقول لي على كل حاجة، بيؤمرني ولازم أنصاع لأوامره.. وأمرني إني أقتله". 

إحالة للمفتي
 
في 15 نوفمبر الماضي قضت محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بالعباسية، بإحالة أوراق قاتل الكاهن سمعان شحاتة، أثناء توجه المجني عليه وآخرين لجمع تبرعات للكنيسة للمفتي لإبداء الرأى الشرعي.
 
القس سمعان شحاته
 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق