قنابل موقوتة فى معرض الكتاب..

المعركة مستمرة بين السلفيين والشيعة.. و«الطريق إلى الجنة» بديلة للسلم والثعبان

الأربعاء، 14 فبراير 2018 07:00 م
المعركة مستمرة بين السلفيين والشيعة.. و«الطريق إلى الجنة» بديلة للسلم والثعبان
هيثم الحاج
كتب - طلال رسلان

رئيس الهيئة العامة للكتاب: جارى التحقيق من الأمر مع الجهات المسئولة من دور النشر

بالجناح الأيمن من معرض الكتاب ظهرت فى بعض المكتبات كتب من الفقه والتفسير، منها مجموعة من كتب الشيعة، مثل «رجال حول الحسين»، و«شهداء كربلاء» لمحمد على القطب، و«قصص الأصحاب فى القرآن»، و«سيد الخلق - السيرة النبوية المبشرة»، و«طقوس التشيع» للدكتور حمزة الحسن، و«نهج البلاغة» للإمام على بن أبى طالب، ويشرحه الشيخ محمد عبده، وهو صادر عن دار الكتاب العربى.

هذه الكتب جددت معركة كل عام بين السلفيين والشيعة، حيث رصد أحد الائتلافات المهتمة بمناهضة الفكر الشيعى، تواجد كتب تروج للتشيع وتدعمه، ورغم قلة هذه الظاهرة خلال هذا العام، وعدم وجود تلك الكتب بنفس الانتشار مثلما كان فى العام الماضى، إلا أنه تم رصد بعض الكتب فى بعص دور النشر، وهو الأمر الذى رد عليه المعرض بالتأكيد على أنه يتحقق من الأمر.

ائتلاف مناهض للفكر الشيعى  يدعى «خير الأمة»، كشف وجود كتب شيعية داخل معرض الكتاب، تروج لأفكار الشيعة، ولكنه فى نفس الوقت أكد أنه تم غلق كافة المكتبات الشيعية خلال هذا العام، منذ أن رصد الائتلاف بعض المكتبات العام الماضى.
 
وقال ناصر رضوان، مؤسس ائتلاف «خير أمة»، إنه بالنسبة للمكتبات الشيعية فبعد إغلاقها العام الماضى فور إبلاغ الجهات المعنية لم يشترك أى منها خلال هذا العام ولكن بعضها يشترك تحت أسماء مستعارة لدور نشر أخرى.
 
وأضاف أنه فى هذا العام قمنا بالرصد، فلم نجد إلا مكتبة شيعية تسمى مكتبة تموز السورية بصالة ألمانيا (ب) تعرض كتبا شيعية وأيضا مكتبتين لبنانيتين، متابعا: «رصدنا حتى الآن عدة عناوين ولكن فى المجمل لا تمثل إلا نسبة بسيطة مما كنا نجده فى الأعوام السابقة».
 
وتابع: «لقد اعتدنا الحيل من أصحاب المكتبات الشيعية فلا يعرضون كتبهم بشكل عام فى الأيام الأولى من المعرض ويعرضونها تباعا بتأجير أجنحة فى المعرض من مكتبات مصرية من ذوى ضعاف النفوس تحت إغراءات مالية كبيرة».
 
وحصلت «صوت الأمة»، على صور لبعض الكتب التى تواجدت داخل معرض الكتاب، باب ألمانيا «ب»، من بينها، كتاب «التشيع المصرى الفاطمى.. إشعاع حى وحضارى»، وكذلك كتاب «زمن الظهور فى جعفر الإمام على».
 
جدير بالذكر أنه تم إغلاق العام الماضى مكتبتى «دار آل ياسر ودار العلوم» فى صالة ألمانيا «ب»؛ لبيعهما كٌتبا تنشر فكر المذهب الشيعى، حيث تم مصادرة 38 كتابًا، وجار البحث عن كتب أخرى.
 
«صوت الأمة» تواصلت مع الدكتور هيثم الحاج، رئيس الهيئة العامة للكتاب، الذى أكد فى تصريحات خاصة، أنه جار التحقق من الأمر وأنه يقوم بجولات بصحبة العديد من الجهات المسئولة فى دور النشر المختلقة للوقوف على حقيقة هذه الإصدارات.
 
فى الوقت الذى أثارت لعبة ظهرت فى معرض الكتاب أطلقوا عليها «الطريق إلى الجنة» علامات استفهام وانتقادات من بعض رواد المعرض. وتشبه هذه اللعبة لعبة «السلم والثعبان» التى طالما هاجمها دعاة ومنتمون لجماعات الإسلام السياسى فى مصر، خاصة السلفيون، ومنعوا أطفالهم منها، بدعوى أنها محرمة شرعا باتفاق جمهور الفقهاء.
 
لكن مروجى اللعبة المستنسخة من «السلم والثعبان» يعتبرونها تربوية. وعلى الرغم من أن «الطريق إلى الجنة» ظهرت منذ سنوات قليلة بمصر، وكانت تباع على نطاق ضيق للغاية، لا يلفت الأنظار، إلا أن ما أثار الانتقادات الأخيرة هو ظهورها فى معرض الكتاب الذى يعد أكبر حدث ثقافى وتنويرى فى مصر، واقترب عدد زواره منذ انطلاقه فى 27 يناير الماضى من نحو مليونى زائر، ويستمر المعرض حتى 10 فبراير الجارى. 
 
ومن غير المعلوم المصدر الذى اقتبس لعبة «الطريق إلى الجنة»، لكن دور النشر فى بلدان عربية عدة، منها مصر، تقوم بطباعة نسخ من هذه اللعبة التى لم تصل بعض إلى شعبية «السلم والثعبان»، وغالباً ما تقوم هذه الدور بإنتاج مواد تعليمية وألعاب متنوعة، ويستهدف كل منتج شريحة معينة من المستهلكين، ويبرز جانباً يجتذب هذه الشريحة، مثل ألعاب الذكاء، وتبسيط العلوم، وكذلك المنتجات «الدينية».
 
وتشير التعليمات المكتوبة على اللعبة أن «عدد اللاعبين هو 2 أو 3 أو 4. ويقوم كل لاعب باختيار بطاقة من بطاقات الأرقام بشكل عشوائى، ويتم تحريك الأزرار على حسب الرقم الذى اختير عشوائيا، ويتعرض اللاعب مع تكرار سحب البطاقات واللعب إلى الوقوف فوق السلوكيات المختلفة على لوحة اللعب، ويتم صعوده أو نزوله حسب بداية ونهاية السهم، واللاعب الفائز هو من يصل إلى مربع النهاية قبل باقى اللاعبين».
 
قال الكاتب أحمد لطفى: «إن (الإسلامجية) كالعادة يتعاملون مع موروثات المجتمع التى لا تنبع من المنطلقات التراثية الدينية بمنطق (عينه فيه ويقول إخيه)، حتى لو كان هذا الموروث مجرد لعبة أطفال».
 
ومن واقع مراقبته للمجتمعات الإسلاموية، يضيف: «أستطيع أن أقول إن هذه الطريقة (إخوانية) بامتياز، وليست جديدة عليهم، بدليل إنهم يسرقون ألحان الأغانى العادية، ويركبون عليها كلمات أخرى، ويقدمونها للمتدينين كأناشيد دينية، سواء للأطفال، أو للأعراس، بل إنهم يعالجون بعض الأغانى تقنياً، كى يخفوا صوت الموسيقى على اعتبارها (حراماً شرعاً)، وموقع (يوتيوب) ملىء بنماذج لتلك المهزلة الأخلاقية، وأقول مهزلة أخلاقية لأنها فى النهاية سرقة باسم الدين».
 
ويرى أن هذه «الظاهرة ليست مجرد تجارة ساذجة، برغبة المتدينين فى تحرى أى أمور مرتبطة بكلمة (إسلام)، لكنها تعمق ازدواجية المجتمع ككل، وتزيد انفصال المتدينين الشكليين غير المنتمين لأى جماعة أو تنظيم عن الواقع وعن المحيط الاجتماعى».
 
لكن أوصاف اللعبة تؤكد أنها تعتمد على الاختيار العشوائى للأرقام، سواء من خلال البطاقات، أو العجلة الدوارة، تماما كما يحدث مع النرد، وبناء على هذه الأرقام يتحرك الطفل، وقد يصل دون إرادته إلى مربع يتضمن عملا صالحا، أو يحتوى عملا غير صالح، ومن ثم يصعد أو يهبط وفقا للأرقام التى تظهر له عشوائيا.
 
 قال محمود ناصر مدير مُخيم كلمات للأطفال بمعرض القاهرة الدولى للكتاب، إن لعبة الطريق إلى الجنة، تشهد إقبالا كبيرا من أولياء الأمور خاصة المسلمين، لأنها تدعم تحسين السلوك والأخلاق لدى الأطفال، وتعبتر هذه اللعبة هى التطوير الحديث إلى لعبة السلم الثعبان.
 
وأوضح «ناصر»، فى تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»، أن اللعبة تتجنب النرد (الزهر) ، ذلك بسبب الاشتباه فى تحريمه، ولكن تحديد عدد الخطوات التى يخطوها اللاعب يتم خلال ساعة يقوم الطفل بتدويرها والرقم الذى تقف عنده هو عدد خطوات اللعب، لافتًا إلى سبب زيادة الطلب عليها هذا العام هو رغبة المواطنين فى توعية أطفالهم بالسلوك السليم.
 
وأضاف «الطريق إلى الجنة»، تعتبر من أرخص الألعاب فى معرض الكتاب، كما أنها تتميز بكبر حجمها وألوانها التى تلفت انتباه الأطفال.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق