معاناة عمال النظافة بالشرقية: "مبقاش فيه صحة للمعافرة.. واليومية 20 جنيه" (صور)

الأربعاء، 28 فبراير 2018 04:00 ص
معاناة عمال النظافة بالشرقية: "مبقاش فيه صحة للمعافرة.. واليومية 20 جنيه" (صور)
معاناة عمال النظافة بالشرقية
سها الباز

يمتلكون من عزة النفس ما يجعلهم ﻻ ينتظرون إحسانا حتي من أبنائهم، التجاعيد علي وجوههم تحكي قصة الشقاء والتعب، بعضهم تجاوز الستين والبعض اﻵخر قارب السبعين، وبينهم من هم في مرحلة الشباب، تلك السن التي يحتاج فيها المسن الراحة بعد رحلة شاقة من التعب إنهم عمال النظافة في الشركات الخاصة.

يفترشون اﻷرض ويتجاذبون أطراف الحديث حول المعيشة وظروفهم، وبعضهم يسند ظهره إلى شجرة ويضع يده على خده يجتر الذكريات المريرة ويفكر كيف يدبر لقمة اليوم، في انتظار العربة التي تقلهم بعد انتهاء يوم العمل.

أحمد السيد دسوقي 62 عاما من بني صريط فاقوس قال: عملت في شركة النظافة منذ 6 سنوات، بـ 600 جنيه فقط، وﻻ زيادة في المرتب أبدا، مضيفا أنه لجأ للعمل حتى ﻻ يكون عالة على أحد، فأبنائه ظروفهم المادية ضيقة وكلا يسعى علي لقمة العيش حتى يسد متطلبات أولاده.

واستطرد قائلا: نبدأ العمل في تمام الثامنة صباحا وربما قبل ذلك وبالرغم من شقاء العمل وكثرة انحناء الظهر حتى نجمع قصاصات الورق ومخلفات المارة إلا أنني راضي بما قسمه الله لي، ولكن أطالب بزيادة في المرتب حتى نستطيع مجابهة متطلبات الحياة اليومية من المأكل والمشرب والدواء.

أما  محمد السيد عبد العال 69 عاما فيقول: زوجتي تعاني من آﻻم الغضروف وتحتاج إلي العلاج الذي أرتفع ثمنه بطريقة يصعب الحصول عليه كلما نفذ الدواء  وليس لي ولد يسعى علينا، فقط لي أبنتان متزوجتان، وﻻ يوجد لدي مصدر رزق آخر، فقمت بالعمل في شركة النظافة منذ ما يزيد على خمس سنوات، ولكن المرتب زهيد ﻻ يسمن وﻻ يغني، فيومية عامل النظافة ﻻتتعدي ال20 جنيها، فهي ﻻ تكفي العيش الحاف.

واستطرد قائلا: لم نقبض المرتب منذ شهرين وﻻ نعرف السبب،  وليس أمامنا إلا الصبر، فنحن في سن ﻻ يسمح لنا بالمعافرة مع أصحاب العمل، ثم صمت لبرهة وعاد ليقول رحم الله أيام الشباب كنت أعمل في الحقل لمدة 10 ساعات متواصلة دون كلل، ولكن اﻵن تسبقني أنفاسي كلما أمسكت بأدوات العمل معلنة اعتراضها.

 
بدوره قال حسيني إبراهيم عبد الدايم 63 عاما من الديدامون فاقوس:" أعمل بشركة النظافة منذ 3 سنوات ولي 6 من اﻷبناء تزوجوا جميعا، وبقيت بالمنزل أنا وزوجتي، نسكن باﻹيجار بعد ان قمت ببيع بيعتي لكي أستطيع تزويج بناتي وسترهن، ولست نادما علي ذلك، فالحياة ﻻ تساوي كثيرا أمام فرحة بناتي بالثوب اﻷبيض والمنزل الجديد والستر الجميل 
وتابع قائلا مادام الله قد أبقي لي بعضا من العافية في الصحة، فأنا أستغلها في العمل، وبالرغم من ضآلة المبلغ ولكن علي رأي المثل( نواة وبتسند الزير) ، والقليلة بترضي خاطرنا، مضيفا أن يستغل يوم عطلة العمل ليخرج ليساعد بعض الفلاحين في اﻷرض مقابل الحصول علي بعض الخضروات والفاكهة، كما تقوم زوجته بتربية الدواجن بالمنزل والحمام وتقوم ببيعها وبيع البيض، باﻹضافه إلي عمل المخللات بطريقة شهية وبيعها إلي بعض المحلات والجارات العاملات".

أما محمد عبد المعطي 43 عاما من بني صريد فاقوس فيقول: سلوكيات المواطنين في حياتهم اليومية، من حيث إلقاء المخلفات من أوراق وأكياس الشيبسي والمناديل وغيرها، باﻹضافة إلى إرسال اﻷهالي أطفالهم لرمي أكياس القمامة في الصناديق مما يؤدي إلى سكب نصف محتويات كيس القمامة علي اﻷرض ﻷن قامة اﻷطفال وطولهم ﻻ يمكنهم من تدارك فوهة الصندوق، كلها يؤدي إلى معاناة عمال النظافة من كبار السن الذي تعدى بعضهم الستين بسنوات، وتابع قائلا، أرثي لحالهم أحيانا وأقوم ببعض أعمال من عجز عنها لمرض أو لتعبه من العمل، وطالب عبد المعطي شركات النظافة الخاصة بالنظر إلي عمال النظافة بعين الاعتبار وزيادة مرتباتهم والتي ﻻ تتعد 600 جنيه ثابتة منذ سنوات، بما ﻻ يواكب زيادة اﻷسعار وارتفاع سعر الدواء وفاتورة الكهرباء والمياه .

 

 

20180222_124106
 

 

20180222_124119
 

 

20180222_124127
 

 

20180222_124409
 

 

IMG-20180222-WA0007
 

 

IMG-20180222-WA0008
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة