مرضى الإيدز في مصر بلا هوية.. وبرلماني يطالب بحمايتهم

الإثنين، 12 مارس 2018 07:00 م
مرضى الإيدز في مصر بلا هوية.. وبرلماني يطالب بحمايتهم
مرضى الإيدز في مصر بلا هوية
إبراهيم الديب

 
 
«آلام لاتنتهي.. علاقات جنسية خاطئة، وربما عملية نقل للدم قد تسلبك حياتك ومستقبلك.. يعيشون في عزلة نفسية واجتماعية وراءها إرث كبير من الثقافات المغلوطة.. يخضعون للعلاج النفسي تزامنا مع العضوي ونسبة الشفاء والاندماج في المجتمع ضئيلة.. إنهم مرضى الإيدز».
 
قررت وزارة الصحة والسكان، ممثلة في الدكتور عمرو قنديل، رئيس قطاع الطب الوقائي، ترحيل أي أجنبي على الأراضي المصرية حال ثبوت إصابته بمرض الإيدز، واشتراط استخراج شهادة طبية تثبت خلو الأجنبي من المرض قبل تعيينه في أحد مجالات العمل المصرية، الأمر الذي أعاد فتح ملف حقوق مرضى الإيدز في مصر.

8 آلاف مريض

وأعلن الدكتور خالد مجاهد، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، عن عدد المصابين بالمرض في مصر طبقا لآخر إحصائيات عام 2017، من قبل الإدارة المركزية للشئون الوقائية والبالغ عددهم تراكميا 8 آلاف و 550 مصابا، منهم 82% مرضى من الرجال، و 18% من النساء، تتراوح الفئة العمرية لـ 75% منهم من 15 إلى 50 عاما.
 
وقال مجاهد إن الوزارة قدمت العلاج لـ 3 آلاف مريض خلال عام 2017، وتقديم الدعم لبرنامج مكافحة العدوى وسلامة الدم، كما تقوم بجميع الإجراءات الوقائية للعاملين في المنشآت الصحية التي تقدم الخدمات الطبية للمرضى، بالإضافة إلى تنظيم دورات للعاملين في المنشآت الصحية لتقديم الخدمة الطبية للمصابين، وتدريب 77 طبيبا وصيدليا، و52 من مقدمي الخدمات الصحية على المشورة، مؤكدًا توفير الوزارة 100% من الأدوية للمصابين المسجلين خلال 15 مركزا متخصصا على مستوى الجمهورية بالمجان.
 
 
ثقافات مغلوطة
 
من جانبه أكد النائب البرلماني، شريف الورداني، أمين سر لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان، أن الثقافة الخاطئة لدى قطاع كبير من الشعب المصري أدت إلى انعزال مصابي «الإيدز» عن التعامل مع المجتمع بشكل طبيعي.
 
وقال «الورداني»، في تصريحات له اليوم الإثنين، إن مرضى الإيدز في مصر حرموا من كافة حقوقهم، وليس لهم حق في العاربة الطبية والعمل والاندماج في العمل بشكل طبيعي مثلهم كغيرهم من المواطنين، مشيرا إلى إنه على الرغم من عدم وجود مادة صريحة في قانون العمل تمنع مريض الإيدز من الاستمرار في وظيفته إلا أنه بمجرد العلم بمرضهم يتم فصلهم من العمل، بالإضافة إلى أن هناك وظائف تتطلب تحليل للفيبوس قبل التقدم للوظيفة، وفي حالة ثبوت الإصابة يعتبر غير لائق طبيا.

 إصابات خاطئة
 
وأوضح «الورداني»، أن الاصابة بفيروس الإيدز قد تكون نتاجا لإصابة بوخز «إبرة» أثناء عمل الشخص في إحدى المعامل أوالمستشفيات، أو استعمال حقن ملوثة خلال نقل الدم، وبالتالي فلا جرم لهؤلاء لكي يتم النظر إليهم على أنهم وصمة عار في جبين المجتمع، مطالبا بضرورة التوعية بطبيعة المرض وكيفية الإصابة به، ونشر ثقافة القبول في المجتمع، مشيرا الى ضرورة تطبيق القانون على كل من ينتهج سياسة التمييز ضد مرضى الإيدز وفصلهم عن العمل.
 
وتشير إحصائية منظمة الصحة العالمية عن طرق الإصابة بالمرض إلى أن 87% من أصحابه أصيبوا نتيجة الممارسة الجنسية، بينما انتقل إلى 3% منهم عن طريق نقل الدم الملوث، و2.7% منهم بسبب الشذوذ الجنسي، بينما حصل 2% نتيجة الإدمان والتعاطي، 3% اثناء عمليات الغسيل الكلوي، و1% من الأم لجنينها أثناء الحمل والولادة.
 
انتهاك حق المريض
 
يرى حقوقيون أن قرار الحكومة المصرية ليس بدعة وإنما انتهجته عددا من دول الخليج والتي منعت دخول الأجانب المصابين بالمرض إلى أراضيها من الأساس، إلا أنه فيما يتعلق بعزل الموظف من عمله حال إصابته بالمرض يعد انتهاكا لحقوق مواطني البلد، والتضيق عليهم يتسبب في زيادة انتشاره لاسيما وأنهم دائما مايحاولون التخفي عن أعين المجتمع.

من جانبه، أكد الدكتور وليد كمال، مدير البرنامج الوطني لمكافحة مرض الإيدز في مصر، أنه لابد وأن تتغير النظرة المجتمعية للمريض من خلال رفع التوعية بطرق الإصابة بالمرض وعلاجه وتغير النظرة السلبية له للبدء في مواجهته والقضاء عليهن من خلال وسائل الإعلام والتواصل المختلفة وعقد ورش العمل والندوات للمساهمة في تنفيذ خطة الدولة للقضاء على المرض.

وأشار «كمال» إلى ضرورة رفع الوعي الثقافي لدى المواطنين بطرق التعامل مع المتعايشين مع المرض وتوفير الدعم المعنوي اللازم لمساعدتهم  مؤكدا أن تجارب الدول الأوربية التي انتهجت حماية ومساندة المتعايشين كانت سبباً في تراجع نسب الإصابة، بالإضافة إلى ضرورة التوعية بالمفاهيم الدينية وزيادة نسبة الوزارع الديني لدى الشباب لحمايتهم من مخاطر العلاقات الجنسية وآثارها على الصحة العامة.

وأضاف مدير البرنامج الوطني لمكافحة مرض الإيدز في مصر، أن الفيروس ضعيف جدا ويموت خارج الجسد في مدة لاتتجازوز الخمس دقائق، لذا فإن مايتم ترديده عن انتقاله بالحقن والدبابيس مجرد أقاويل لاصحة لها، وأن المرض ينتقل فقط عن طريق ممارسة الجنس مع شخص مصاب.

ولفت إلى أنه يتم تحليل أكياس الدم بشكل دقيق قبل نقلها للمواطنين ولذلك فإنها ليست إحدى عوامل نقل الفيروس إلى جسد الإنسان، وأنه لايوجد أي حالات في مصر انتقل إليها المرض من خلال أكياس الدم، أو التعامل المباشر مع المرضى، أومن خلال التقبيل والاحتضان.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة