الباشوات والبهاوات فى الجامعات

الأربعاء، 21 مارس 2018 05:17 م
الباشوات والبهاوات فى الجامعات
أد/‏ محمد نبيه الغريب

(رسالة الي وزير التعليم العالي بمناسبة زيارته لجامعة طنطا )
 
من أهم إنجازات وزراء التعليم العالى في عهد مبارك أنهم أعادوا نظام الطبقات بين أعضاء هيئة التدريس فى الجامعات المصرية بعد أن كانت ثورة 23 يوليو قد إلغتها..! واستمرت هذة التغييرات حتي الآن وظهرت طبقة الإدارة العليا وهى تعادل طبقة الباشوات زمان وتشمل رئيس الجامعة ونوابة لأنهم يتقاضوا بالإضافة إلى رواتبهم حصة من دخل من جميع الصناديق الخاصة للجامعة بالإضافة لحصتهم من الانتساب الموجه وشعب اللغات وبرامج التميز ومكتب التنسيق والمدينة الجامعية والمشروعات الجارية بالجامعة والطلاب الوافدين ومن حصيلة بيع الاستمارات والنماذج ومن البرامج الخاصة وخلافه مع مميزات عينية مثل السيارات والتليفونات والمكاتب الفاخرة والاستراحات وسفريات للخارج وتذاكر سفر درجة اولى والدعوات والتبادل الثقافي...الخ. أما الطبقة الثانية فهى طبقة شاغلى المناصب الادارية بالجامعة والكليات مثل أمين عام الجامعة والعمداء ومديرى المستشفيات والمراكز المتخصصة وهى تعادل طبقة البهوات بتاع زمان ودول دخلهم فى المتوسط يعادل من 10-20 الف جنيها فى الشهر بالإضافة الى مميزات عينية مثل السيارات والتليفونات والمكاتب الفاخرة وبعض السفريات للخارج ...الخ والطبقة الثالثة وتشمل أغلبية أعضاء هيئة التدريس الذين يعادلوا طبقة الافندية بتاع زمان وهم الكادحين اللى عايشين على مرتباتهم التى لاتتجاوز بضعة آلاف جنيها شهريا ومش ممكن ننسي  طبقة المستشارين اللذين يتقاضوا آلاف الجنيهات شهريا بالإضافة لسفرياتهم العديدة للخارج والسيارات المخصصة لهم...
 
والإنجاز الثاني الذى حققته وزارات الحزن الوطني، في التعليم العالي واستمر الي الآن وهو التمييز بين الطلاب، ليس حسب قدراتهم العلمية بل وفق امكانياتهم المالية فأدخلت نظام برامج التميز أوما يسمي بالبرامج الخاصة الذى يدفع فيه الطالب مصاريف دراسية قد تصل الي ستون الف جنيها سنويا ليتمكن من الإلتحاق بها داخل الجامعات الحكومية..وحرمت منها الفقراء وخصصت أماكن فاخرة لهؤلاء لطلاب..! لأنهم متميزين بأموالهم والمشكلة الكبرى أن لهؤلاء الطلاب نظام تعليمي وجدول دراسي وأماكن تدريس وامتحانات وممتحنين غير الطلاب العاديين مع أن الدستور لايسمح بالتمييز كما أنه لايوجد قانون يسمح بهذا التمييز.  كل هذا وغيره يدفعني وبشدة الي الترحم علي باشوات زمان وأمراء زمان اللى كانوا  بيصرفوا من جيوبهم وعملوا الجامعة الأهلية والجامعة المصرية وجامعة فؤاد وجامعة فاروق وجامعة إبراهيم باشا، والله يرحم ثورة 23 يوليو التى الغت الألقاب والطبقات ونفذت مجانية التعليم، الله يرحمها هى كمان..!
 
أستاذ متفرغ بقسم التوليد وامراض النساء - بطب طنطا

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق