عندما تهزم السياسة الرياضة.. الأزمة الروسية البريطانية تهدد كأس العالم

الإثنين، 26 مارس 2018 06:48 م
عندما تهزم السياسة الرياضة.. الأزمة الروسية البريطانية تهدد كأس العالم
كأس العالم
محمود علي

مر ما من ثلاثة أسابيع على محاولة اغتيال الجاسوس الروسي سيرجي سكريبال الذي كان يعمل ضابطًا في الاستخبارات الروسية، ومازالت تداعياتها مستمرة على العلاقات الروسية البريطانية، فبعد أن طردت بريطانيا 23 دبولوماسيًا روسيًا على خلفية تورط موسكو في الواقعة، زاد الوضع سوءًا اليوم حيث أعلنت 14 دول أوروبية وأمريكا وكندا تضامنهم مع بريطانيا وطردهم لعدد من الدبلوماسين الروس الأمر الذي يطرح تساؤلًا مهمًا حول تأثير هذه الأزمة المتفاقمة يومًا تلو الآخر على مونديال كأس العالم الذي من المقرر إقامته في روسيا في يوينو المقبل.

القصة بدأت بعدما تعرض سيرجي سكريبال لعملية تسمم في جنوب إنجلترا، بغاز سام قالت بريطانيا أنه أعد في روسيا لاغتيال العميل الروسي السابق، فيما ردت موسكو بحذر على الاتهامات البريطانية واضعة في اعتبارها استضافتها لحدث كروي عالمي بعد ثلاثة أشهر، حيث قررت لندن عدم إيفاد أي من المسئولين والعائلة المالكة لهذا العرس العالمي، فيما دعى ساسة بريطانيون الدول الأوروبية إلى مشاركة مخاوف لندن فيما يخص كأس العالم، محذرين من أن تتخذ موسكو هذا الحدث للترويج لروسيا سياحيًا واقتصاديًا.

اقرأ أيضًا : في بيان شديد اللهجة.. موسكو لـ"أوروبا": طردكم لدبلوماسيينا لن يمر مرور الكرام

وكان سكريبال اعتقل عام 2006 في روسيا بعد أن اكتشف تجسسه لحساب المملكة المتحدة، وحكم عليه بالسجن 13 عامًا قبل أن يفرج عنه باتفاق لتبادل الجواسيس بين البلدين بعد 4 سنوات، وفي حين قالت لندن على لسان وزير خارجيتها إنها سترد بحزم إذا تأكدت وقوف دولة ما وراء العملية في إشارة إلى موسكو، ترفض روسيا هذه الاتهامات وتحمل مسئولية بريطانيا عملية التسمم كون الجاسوس الذي يعمل لصالح  الأخيرة يتواجد هناك.

وتعرض سكريبال للتسميم بواسطة فنتانيل  وهي مادة أفيونية قوية للغاية، وبحسب وسائل إعلام بريطانية فأن الجاسوس الروسي حصل على 100 ألف دولار مقابل تزويد الاستخبارات البريطانية بأسماء الجواسيس الروس الموجودين في بريطانيا.

اقرأ أيضًا : الحرب تضع أوزارها.. 14 دولة أوروبية تطرد دبلوماسيين روس.. أمريكا تطلب من 60 ضابطا المغادرة.. وموسكو: سنتعامل بالمثل

ووصل التوتر أعلاه في الساعات القليلة الماضية، فبعدما اعتبرت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، في بادئ الأمر أن تسميم العميل الروسي السابق بمثابة عمل عسكري على الأراضي البريطانية، زادت المخاوف على تدعيات التحركات الأوروبية الأخيرة على كأس العالم، خاصة بعد طرد 14 دولة أوروبية دبلوماسيين روس  ، و يتوقع متابعون تبادل التراشق الإعلامي والسياسي  بين الجانبين في الفترة المقبلة،  وردًا على تهديد بريطانيا بمقاطعة كأس العالم، قالت الخارجية الروسية في بيان أن مثل هذه التهديدات الاستفزازية تغذي المشاعر المناهضة لروسيا وهي ضربة للرياضة العالمية.

وفي بيان شديد اللهجة ردًا على قرارات الأوروبية والأمريكية الأخيرة بشأن طرد دبلوماسين روس، قالت الخارجية الروسيةأن  هذه الخطوة، بالطبع، لن تمر مرور الكرام وسنرد عليها، مؤكده احتجاجها الشديد على قرار دول أوروبية وواشنطن بطرد دبلوماسيين روس، موضحة أن هذه الخطوة استفزازية ولن تمر مرور الكرام ولن تبقى من دون رد، قائلة :"نعبر عن احتجاجنا الشديد على القرار الذي اتخذته بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو بترحيل دبلوماسيين روس".

اقرأ أيضًا : «ورانا ورانا».. محمد صلاح يعتزم رفع صورة مجدي عبد الغني في كأس العالم

وتناول وسائل إعلام أجنبية تداعيات الأزمة المتفاقمة على كأس العالم، حيث سلط موقع "ديلي بيست" الأمريكي، في منتصف مارس  الضوء على هذا الأمر، ونقلت عن ساسة بريطانيون من بينهم  النائب البريطاني عن حزب العمال، جون وودوك دعوته لحوار مفتوح بين المشاركين في كأس العالم، للتناقش حول إمكانية بذل مجهودًا دوليًا وتقديم عريضة إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم للتصرف حول هذا الموضوع، فيما قال نائب حزب العمال آيان أوستن، في حوار له مع شبكة الإذاعة البريطانية البي البي سي إنه يخشى من طريقة تداعيات الأزمة على كأس العالم .

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق