تخبط السياسة الخارجية القطرية.. الدوحة تفشل في استقطاب موسكو وواشنطن

الأربعاء، 28 مارس 2018 02:00 ص
تخبط السياسة الخارجية القطرية.. الدوحة تفشل في استقطاب موسكو وواشنطن
تميم بن حمد
كتب أحمد عرفة

 

حالة من الارتباك تشهدها السياسة الخارجية القطرية، ما بين الارتماء إلى أحضان تركيا وإيران، ثم اللجوء إلى واشنطن، وبعدها اللجوء إلى موسكو، فجميع تلك الدلائل تؤكد مدى المعاناه التي يعيشها تنظيم الحمدين.

في هذا السياق، ذكرت صحيفة "العرب" اللندنية، أن إيقاع هروب السلطات القطرية تسارع إلى أحضان روسيا بعد أن فشلت جميع محاولاتها لاسترضاء الإدارة الأمريكية في ملف المقاطعة الشاملة التي تفرضها السعودية والإمارات ومصر والبحرين عليها بسبب دعمها للإرهاب.

وأضافت الصحيفة، أن الدوحة قدمت إغراءات كبيرة لموسكو بالتزامن مع تزايد المؤشرات التي ترجح تزايد الضغوط الأمريكية عليها، بعد تعيين مايك بومبيو وزيرا للخارجية وجون بولتون مستشارا للأمن القومي، وهما شخصيتان قريبتان من توجهات دونالد ترامب، الذي اتهم الدوحة مرارا بدعم الإرهاب.

وأوضحت الصحيفة، أن التوقيت سيء جدا لقطر في ظل التوتر الشديد بين روسيا والدول الغربية، وأن مغازلة الدوحة لموسكو من المرجح أن تزيد الضغوط الأميركية المحتملة على الدوحة، حيث قامت الدوحة بمحاولات مستميتة لاسترضاء الإدارة الأمريكية منذ فرض المقاطعة العربية عليها في مايو 2017 وعرضت شراء صفقات طائرات وشراء حصة في شركة أميركان ايرلاينز، إضافة إلى إعلان استعدادها لاستثمار مليارات الدولارات في خطط ترامب لإنعاش البنية التحتية الأمريكية ،إلا أن جميع تلك المحاولات لن تغير شيئا في السياسة الأميركية تجاه الدوحة، التي بلغ يأسها ذروته بإقالة وزير الخارجية ريكس تيلرسون، الذي كان يحاول تخفيف موقف ترامب من الدوحة.

 

وأشارت الصحيفة، إلى أن تقلبات قطر بين محاولة استرضاء واشنطن والهروب إلى موسكو التي تعاني من توتر علاقاتها مع الدول الغربية كشفت تخبط الدوحة، وذلك يؤدي لتشديد ضغوط واشنطن عليها بسبب لجوئها إلى القطب الروسي.

 

ولفتت الصحيفة، إلى أن السلطات القطرية سعت مؤخرا لنسج نظريات مؤامرة عن تلاعب في عملتها لتبرير الضغوط المتزايدة على الريال بسبب انحدار ثقة الأسواق بمستقبل الاقتصاد القطري والذي انعكس في رهانات المتعاملين بالعقود طويلة الأجل للعملة القطرية، حيث لجأت إلى واشنطن للشكوى من تعاملات مشبوهة في سوق الصرف أجرتها وحدة أميركية تابعة لأكبر بنك إماراتي هو بنك أبوظبي الأول الذي نفى الاتهامات وأكد أنه يلتزم بأعلى المعايير التنظيمية في تعاملاته، فيما تراجع الريال في التعاقدات الآجلة ناتج عن انحدار ثقة أسواق المال بمستقبل الاقتصاد القطري، والذي يظهر في موجة نزوح الأموال للخارج وفي تصاعد رهانات المتعاملين في الأسواق العالمية على حتمية تراجع الريال القطري.

 

وأوضحت الصحيفة، أن الدوحة تحاول تبرير تراجع ثقة المستثمرين بمطاردة أشباح مؤامرة تتخيل اشتراك أسواق المال العالمية فيها، وهو أمر لا يمكن حدوثه في الواقع، ولم يعد أمامها سوى اللجوء إلى نظريات مؤامرة لتبرير انحدار ثقة المستثمرين والأسواق المالية بمستقبل الاقتصاد القطري في ظل المقاطعة الخانقة التي تفرضها السعودية والإمارات ومصر والبحرين على الدوحة بسبب دعمها للإرهاب.

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق