سلامتها أم حسن
الأربعاء، 28 مارس 2018 08:36 م
تروى في السب واللعن، ولا تأخذ المقال من عنوانه، وتعالى معي إلى ما أردت الإشارة إليه دون عمد إلى الهبوط بالذوق العام، كما تجهز الآن للكتابة على صفحتك على «فيس بوك».
أزعم وأدعي، وأحسب نفسي على شباب كان في مقدمة الصفوف في ثورة 25 يناير، شاركت في ثورة 30 يونيو بنفس الحماس والأهداف، ولكن تبقى «يناير» فتاتي البكر، لا أقبل اهانتها أو التقليل منها، أثور على من يثور عليها ويحاول تشويه شبابها وتحميلهم ما لا طاقة لهم به، أثناء مشاهدة ورصد الانتخابات الرئاسية التي انطلقت صباح الإثنين، وتستمر حتى العاشرة مساء اليوم، تذكرت ما كنا عليه منذ سنوات، وما كان عليه رفاق تغير حالهم الآن، وتبدلت مبادئهم.
تذكرت كيف كنا ننظر إلى الديمقراطية، كيف كنا نقدس المشاركة دون النظر إلى الكفة الراجحة، أو بالأصح كيف كان آخرون يخدعوننا بهذه المثالية، كنا ندعو للإيجابية، ونحشد لها وندعي أننا على الحياد، كيف نسينا ذلك كله، وأخذنا مقاعد جماعةً أطلقنا عليها نحن بنفسنا «حزب الكنبة»، ليس لشيء سوى لأنهم آثروا البقاء في أماكنهم يشاهدوننا نثور يناظر بعضنا بعضا، ونستفتي وننتخب.
بالصدفة، وجدت صديقاً عزيزاً، ضابطاً مسئولاً عن تأمين أحد اللجان الانتخابية بالمنصورة، يكتب منشوراً على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» يتفق إلى حد كبير مع المرثية التي جالت بخاطري، عندما شاهدت شبابا كانت تستقتل بالأمس على المشاركة واليوم تشوه من يقوم بها.
كتب الصديق رامي ياسين، منشوراً بعنوان «سلامتها أم حسن».. تطرق فيه إلى حجم التناقض مع الشباب التي كانت تعظم أو على الأقل التقدير لا تحرم رقص الشباب واختلاطهم بالفتيات داخل الخيام لمدة ١٨ يوماً، وتسمية هذا الأمر بالروح الثورية والحالة وطنية، قبل أن يهينوا ويسبوا من يقوم بالرقص أمام اللجان الانتخابية.
لا أعظم الرقص وبخاصة المبتذل منه أمام اللجان، ولا صديقي رامي أيضاً ولكن كان علي وعلى أصدقائي من شباب الثورة أن نقوم أنفسنا أولاً ونعيب على ما حدث بالثورة، قبل أن نتعرض للراقصين على حس الانتخابات.