المعاملة بالمثل.. سياسة موسكو في التعامل مع التصعيد الأمريكي البريطاني

ما زالت تداعيات التصعيد الروسي الأمريكي الذي اندلع منذ أيام وازداد مساء أمس الخميس مستمرة، بعدما أقدمت موسكو على طرد 60 دبلوماسيا أمريكيا، ردا على الخطوة التي اتخذتها واشنطن الإثنين الماضي، متبعة سياسة "المعاملة بالمثل".

الخطوة التي اتخذتها موسكو، ردت عليها واشنطن برد جديد بأنها سترد على طرد دبلوماسيها، لتأخذ أزمة تسميم الجاسوس الروسي السابق، أبعاد أخرى، يبدو أن روسيا وأمريكا لم يكونوا مستعدين لها، وتنذر بحرب باردة خلال الفترة المقبلة بين الدولتين.

لعل هذه الخطوة قد تدفع الولايات المتحدة الأمريكية، على فرض عقوبات جديدة على موسكو، خاصة أن الوقت أصبح مهيئا أكثر من أي وقت مضى، فمعظم دول الاتحاد الأوروبي، بجانب دول أخرى خارج الاتحاد، اتخذت إجراءات دبلوماسية ضد روسيا، وصل عددهم حتى الآن إلى 26 دولة، وهو ما قد يساعد أمريكا على اتخاذ إجراءات تصعيدية جديدة ضد روسيا، كرد على طرد دبلوماسيها.

وذكرت صحيفة "العرب" أن البيت الأبيض يرى أن قرار موسكو طرد 60 دبلوماسيا أمريكيا وإغلاق قنصلية أمريكية في روسيا مؤشرا إلى مرحلة جديدة من تدهور العلاقات بين واشنطن وموسكو.

وأوضحت الصحيفة، أن الولايات المتحدة الأمريكية ستتعامل مع قرار روسيا طرد دبلوماسيين أميركيين وإغلاق قنصلية، لافتة إلى أن رد موسكو يماثل تماما خطوات اتخذتها حكومات غربية ضد دبلوماسيين روس إلا أنه يظهر على ما يبدو أن موسكو لا تسعى إلى تصعيد المواجهة بشأن تسميم الجاسوس السابق سيرجي سكريبال وابنته يوليا بغاز أعصاب.

وقالت الصحيفة، إن الهجوم على سكريبال، وهو عميل مخابرات عسكرية روسية سابق تسبب في كشف هوية العشرات من العملاء الروس لجهاز المخابرات البريطاني، في تدهور العلاقات بين موسكو والغرب إلى مستوى متدن جديد في عهد ما بعد الحرب الباردة.

وأشارت الصحيفة، إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يلتزم بالقواعد الدبلوماسية المتبعة بهذا الرد المتماثل، حيث يواجه بوتين اقتصادا متباطئا واستعراضا غير معتاد للوحدة الأوروبية ضم حتى دولا كانت صديقة بشكل تقليدي لموسكو.

وكان وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، أعلن أن موسكو ستغلق القنصلية الأميركية في سان بطرسبيرغ، موضحا أن روسيا سترد بالمثل على قرار طرد الدبلوماسيين الروس، كما كشف وزير الخارجية الروسي، أن موسكو دعت لعقد اجتماع لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية يوم الثلاثاء المقبل بسبب أزمة تسميم الجاسوس الروسي السابق في بريطانيا.