خديعة انسحاب القوات الأمريكية من سوريا.. لماذا الآن؟

الأربعاء، 04 أبريل 2018 06:40 م
خديعة انسحاب القوات الأمريكية من سوريا.. لماذا الآن؟
السعيد حامد

يبدو أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن سحب القوات الأمريكية الموجودة في سوريا منذ عدة سنوات، لم يكن سوى «بالون اختبار» لحلفاء واشنطن بهدف الضغط عليهم وابتزازهم لدفع فاتورة الحرب في سوريا، بعد أن كشفت تصريحات المسئولين في أمريكا تضاربا وتناقضا كبيرا، بشأن انسحاب القوات.

الرئيس الأمريكي كان أعلن في وقت سابق من الأسبوع الماضي، اعتزامه سحب القوات الأمريكية من الأراضي السورية، بعد أن أبلغ مستشاريه برغبته في انسحاب قوات بلاده مبكرا، قبل أن تجمد الخارجية الأمريكية الأموال المخصصة لـ «جهود التعافي»، وتبدأ إدارته إعادة تقييم لدور واشنطن في الحرب السورية.

وقال ترامب، في مؤتمر صحفي عقد اليوم الأربعاء، إنه مهمة واشنطن الأساسية هي التخلص من تنظيم داعش، مشيرا إلى أنه سيعلن قريبا عن قراره بخصوص مصير القوات الأمريكية في سوريا.

وأضاف: «مهمتنا الأساسية هي التخلص من داعش. لقد أوشكنا على إنهاء هذه المهمة وسنتخذ قرارا سريعا بالتنسيق مع الآخرين.. أريد الخروج (في سوريا).. أريد أن أعيد قواتنا إلى الوطن»، متابعا: «التدخل الأمريكي في سوريا مكلف لواشنطن».

وفقد داعش نحو 98 بالمئة من الأراضي التي كان يسيطر عليها عناصر التنظيم في سوريا والعراق، بحسب تقديرات وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» وباتت مسألة القضاء على التنظيم نهائيا في موطنه الأخير بسوريا أمرا وشيك، خاصة مع استمرار العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش السوري بدعم من القوات الروسية في عدة مناطق، لازالت تضم تنظيمات مسلحة.
 
 
انسحاب داعش

فقدت داعش 98% من الأراضي التي سيطرت عليها

تصريحات الرئيس الأمريكي حول انسحاب قوات بلاده من سوريا، اعتبرها محللون ليس إلا «مساومة» من الجانب الأمريكي تجاه أعضاء التحالف الدولي، الذي يضم عدة دول عربية، خاصة وأن ترامب أعلن ذلك صراحة بزعمه أن التدخل الأمريكي في سوريا يعود بالمنفعة على دول أخرى، وحتى لو لم يسمها رسميا، إلا أن ذلك يشير إلى أن واشنطن وبالتحديد الإدارة الأمريكية الحالية عازمة ومصرة على تحميل بلاد أخرى فاتورة الحرب.

وكان ترامب قال، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده الأربعاء، إن التدخل الأمريكي في سوريا «مكلف لواشنطن، في الوقت الذي يعود بالمنفعة على دول أخرى»، كاشفا عن ما أسماه اهتمام الرياض بقرار سحب قوات بلاده، بقولها: «الرياض مهتمة جدا بقرارنا. وقلت، حسنا، كما تعلمون فإذا كنتم تريدوننا أن نبقى فربما يتعين عليكم أن تدفعوا».

خديعة ترامب- بحسب محللين- يكشفها بوضوح تصريحات المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، هيذر نويرت، بعد أن قالت إن وزارتها لا تملك معلومات بشأن تصريحات ترامب بشأن خطط الخروج من سوريا، وتبعها مساعد وزير الدفاع الأمريكي الأسبق، مارك كيميت، الذي أضاف خلال مقابلة مع قناة «سكاي نيوز عربية» إن تصريحات ترامب بالانسحاب قريبا من سوريا، لا تعني الانسحاب فورا.

كيمت أوضح أن الرئيس الأمريكي، ربما كان يقصد الانسحاب بعد هزيمة داعش نهائيا في سوريا، متابعا: «أعتقد أنه مفاجئ أن نسمع الرئيس ترامب يقول هذا، خاصة بعد عملية غصن الزيتون في عفرين. رأينا أن وحدات حماية الشعب الكردية كيف تراجعت وتحولت إلى قتال تركيا، وداعش أصبح في وضع المهاجم في بعض الأماكن في سوريا مثل دير الزور».

 

قوات سوريا

تحارب القوات الروسية بجانب الجيش السوري
 

«لذلك من المهم أن نعرف أن الرئيس ترامب يقول ربما قريبا لكن ليس فورا، لأنه لا يزال هناك بعض الأعمال القتالية ضد داعش في سوريا، ما يشير إليه ترامب ربما أنه عندما يتم تدمير داعش نهائيا في داخل سوريا، فإن ترامب لا يعتقد أنه سيكون هناك بقاء من أجل المفاوضات أو إعادة الأعمار. روسيا موجودة هناك وترامب ربما يشير إلى أنه عندما تكون هناك روسيا فإن عليها حل الأمور بالنسبة لسوريا، ولن تساعدهم أمريكا».. يضيف كيميت.

تصريحات المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية ومساعد وزير الدفاع، رغم تأكيدها أن قرار خروج القوات الأمريكية من سوريا ربما لن يحدث أبدا، خاصة وأن الصراع السوري، في رأي كثير من المتابعين، عبارة عن حرب بالوكالة بين الدب الروسي وواشنطن،  إلا أن حديث بريت مكغورك المبعوث الأمريكي الخاص للتحالف الدولي، أجهز على الأمر بعد تأكيده خلال منتدى في واشنطن في وقت سابق من اليوم إن مهمة القوات في سوريا لم تنته وستكمل تلك المهمة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق