لو لم تضع الحرب أوزارها.. أزمة «دوما» تطيل الوجود الأمريكي في سوريا

الخميس، 12 أبريل 2018 01:00 م
لو لم تضع الحرب أوزارها.. أزمة «دوما» تطيل الوجود الأمريكي في سوريا
قوات أمريكية
محمد الشرقاوي

فرض الهجوم الكيمائي المزعوم على مدينة دوما السورية تداعيات هامة على الساحة الدولية، حتى باتت المؤشرات جميعها تسير في اتجاه رد عسكري قد تشنه الولايات الأمريكية بدعم دولي على سوريا.

وارتفعت على مدار الساعات الماضية وتيرة الهجوم والتصريحات المتبادلة بين أمريكا وروسيا، حتى وصلت إلى تحذير رئيس البيت الأبيض من أن صواريخ أمريكية "ذكية" وجديدة قادمة إلى الأرض السورية لكن دون تحديد نوعها.

إلا أن المؤكد أزمة دوما الأخيرة التي فرضها استخدام الأسلحة الكيماوية في الغوطة الشرقية، سيكون لها تأثير مباشر على مسارات الوجود العسكري الأمريكي في سوريا، خاصة في ظل تصاعد التهديد الأمريكي بشن حرب.

وفي حال لم تشتعل حربا بين الأطراف المتصارعة، فإن الاحتمالات جميعها تؤكد استمرار الوجود العسكري الأمريكي في سوريا.

استمرار الوجود العسكري

يقول عرض بحثي لمركز المستقبل للدراسات المتقدمة، إن اتجاهات مختلفة داخل الولايات المتحدة الأمريكية باتت معاكسة لانسحاب القوات الأمريكية من سوريا والذي دارت حوله مناقشات داخل البنتاجون حول سحب القوات إلا أن المؤكد الآن إطالة أمد وجود القوات.

يقول العرض البحثي إن الانسحاب من الناحية العملية يواجه تحديات ليست «هينة»، وفقًا للحسابات الأمريكية تجاه الملف السوري بشكل خاص والسياسات الأمريكية إزاء أزمات المنطقة بصفة عامة، فمن المرجح أن تمارس مؤسسات الاستخبارات والكونجرس وشخصيات نافذة في الإدارة ضغوطًا للإبقاء على الوجود العسكري الأمريكي في سوريا، في حال تمت الضربة العسكرية أم لا.

وذلك أن واشنطن ترى انسحاب قواتها من سوريا تعني «هزيمة» لها، وهو ما اعتبرته الأطراف المعنية بالدور الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط، يعني عدم وضوح السياسة الأمريكية في التعامل مع بعض الأزمات الإقليمية، خاصة في ظل عزم واشنطن لوضع خطة للبقاء في سوريا وتشكيل إدارة منفصلة عن دمشق في المناطق التي تسيطر عليها ميليشيا قوات سوريا الديمقراطية «قسد» شرق الفرات بعد هزيمة تنظيم «داعش»، لمنع عودة التنظيم الإرهابي لتلك المناطق.

تحديات استمرار القوات في سوريا

غير أن المؤكد بات تعديل واشنطن لشكل الوجود العسكري ومناطقه داخل سوريا للتعامل مع التطورات الميدانية الأخيرة التي شهدها الصراع، وهو الأمر الذي دعمته «سوريا الديمقراطية».

لكن أي وجود عسكري أمريكي، ستواجهه تحديات، أهمها يتمثل في تغير توازنات القوى داخل سوريا، لصالح المحور الذي تقوده روسيا ويضم إيران والنظام السوري والميليشيات الموالية، وفي مقدمتها حزب الله.

من بين الإشكاليات اتجاه بعض الأطراف المحلية الحليفة إلى فتح قنوات تواصل مع النظام السوري، للتعامل مع المعطيات التي فرضتها التطورات الأخيرة، وعلى رأسها العمليات العسكرية التي تشنها تركيا ضد الميليشيات الكردية بداية من مدينة عفرين والهجمات الكيماوية التي تعرضت لها مدينة دوما.

الحد من تحركات أنقرة

إضافة إلى إشكالية ترتبط بحرص أنقرة على مواصلة التنسيق والتعاون مع المحور الذي تقوده روسيا.

يقول المركز البحثي إن إصرار تركيا على مواصلة عملياتها العسكرية في سوريا بعد فرض السيطرة على عفرين والإشارة إلى إمكانية التحرك باتجاه منبج، أثار قلقًا لدى واشنطن من تنامي التصعيد مع أنقرة إلى درجة غير مسبوقة، وهو ما يبدو أنه سيكون لها دور في تحديد الخطوة الأمريكية القادمة للرد على الهجمات الكيماوية.

واختتم العرض بأن تحديد ملامح السياسة الأمريكية تجاه تطورات الصراع في سوريا، سيتوقف على التداعيات المحتملة التي ستفرضها القرارات الأمريكية المتوقعة للرد على الهجمات الكيماوية الأخيرة، والتي ستؤثر على المسارات السياسية والعسكرية المحتملة للأزمة في سوريا خلال المرحلة القادمة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق