لتنفيذ جرائمها

«السلاح الرخيص».. داعش المستهلك الأول للطائرات بدون طيار وألعاب الأطفال

الأحد، 15 أبريل 2018 10:00 م
«السلاح الرخيص».. داعش المستهلك الأول للطائرات بدون طيار  وألعاب الأطفال
داعش
حسن الخطيب

هل يعقل أن يكون تنظيم داعش الإرهابي هو الأعلى استهلاكا للطائرات بدون طيار؟.. وهي التي تستخدم على نطاق واسع استراتيجيا وحربيا، وهل يعقل أن يكون التنظيم الإرهابي هو المسيطر على الأنظمة الدفاعية لتلك الطائرة في منطقة الشرق الأوسط؟، دارت تلك التساؤلات في عقل كل من علم باكتشاف امتلاك تنظيم داعش الإرهابي، لأسطول من الطائرات بدون طيار، وطائرات ألعاب الأطفال المزودة بنظام حديث، الأقل تطورا من الطائرات التي تطير بدون طيار.

فعلى طريقة هجمات "«الكاميكازي» اليابانية، التي جرت في الحرب العالمية الثانية، على الأسطول الأمريكي في «بيرل هاربر»، حيث كان الطيارون الانتحاريون ف الجيش الياباني يسقطون عمدا بطائراتهم فوق السفن الأمريكية، فيلحقون الدمار بها، عمد التنظيم إلى تلك الطريقة.

لكن الشىء المختلف أن طائرات الكاميكازي كانت تقليدية،  بينما يستخدم التنظيم الإرهابي نوع يعمل بالتوجيه عن بعد وبدون طيار، وهو ماجعل العديد من دوائر الأمن والاستخبارات الغربية تستشعر الخطورة في امتلاك داعش لتلك النوعية من الطائرات، وكيف كان يستخدمها في أنشطته الإرهابية، خاصة وأن الجهات الأمنية صرحت ببيع تلك النوعية من الطائرات بسبب اتساع نطاق بيعها تجاريا، حيث تستخدم في أغراض التصوير السينمائي وغيرها من أعمال التصوير، برغم أن بعض الدول العربية تحظر دخول هذا النوع لأسباب أمنية.

وكشفت وكالة أنباء الشرق الأوسط، أمس السبت، في تقررير لها، عن خزائن أسرار داعش بعد سقوط التنظيم في سوريا والعراق، خاصة في استخدام هذا النوع من الطائرات التي تعمل بدون طيار، حيث كان يستخدمها التنظيم لمراقبة أفق الهجمات المضادة وجمع المعلومات عن الجيوش والقوات الأمنية، وأعداء التنظيم.

وأوضح التقرير، أن داعش كانت بصدد تطوير نوعيات من تلك الطائرات لتصبح مركبات هوائية مفخخة، بتحميلها عبوات ناسفة وإطلاقها صوب الأهداف المطلوب مهاجمتها والتضحية بالطائرة نفسها، واستوحت داعش هذا الأسلوب من هجمات الكاميكازي اليابانية على الأسطول الأمريكي في بيرل هاربر في الحرب العالمية الثانية، كما بينا سابقا.

لكن الأخطر من ذلك، لجوء التنظيم إلى الطائرات المندرجة تحت غطاء «لعب الأطفال»، والتي تتسم تلك النوعية من الطائرات برخص ثمنها، فلا تتعدى 650 دولارا للطائرة الواحدة، مع إمكانية شرائها عبر التسوق الإلكتروني، لذا كانت التضحية بها لا تعني خسارة كبيرة لداعش حال استخدامها.

أما الكارثة الكبرى في تلك العملية، هي أن داعش كتنظيم إرهابي، يتطور بشكل كبير، وأصبح أكثر تطورا من بعض الجيوش في المنطقة، مما يجعل جيوش دول منطقة الشرق الأوسط والعالم، في حاجة مستمرة إلى استثمارات كبيرة لتطوير تكنولوجيا دفاعها الجوى الجديدة وغير التقليدية، وذلك لمواجهة خطر الطائرات التي تعمل بدون طيار، والتي تعتزم داعش العمل بها بشكل استثنائي، بعد أن امتلكت اسطول كبير منها.

وهو ما استدعى في مطلع هذا العام الجيش الأمريكي، بطلب تدبير استثمارات قدرها 188.3 مليون دولار أمريكي في موازنة العام القادم لتطوير تلك التكنولوجيا، وبيعها لبلدان الشرق الأوسط والعالم، لمواجهة تلك الاستراتيجية الداعشية المتطورة.

وكذلك طلب الجيش الأمريكي اعتماد 332.2 مليون دولار خلال الأعوام الخمسة القادمة، لتطوير بحوث المضادات الأرضية للطائرات التي تعمل بدون طيار، وتعول القيادة الوسطى في الجيش الأمريكي وهي المسئولة عن مسارح العمليات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كثيرا على تسويق تلك التكنولوجيا للدول التي تكافح الإرهاب، وهو ما سيشكل عبئا إضافيا على موازنات الدفاع لعدد من بلدان الإقليم.

أما المفاجأة الأهم التي احتوتها خزائن أسرار داعش السرية في العراق، أن تنظيم داعش نفسه كان سباقا لتطوير نوعيات من أسليب التشويش والإعاقة الإلكترونية لمواجهة الطائرات الأمريكية التي تعمل بدون طيار، خلال تحليقها فوق مناطق كانت تحت سيطرة الإقليم.

وتقوم فكرة هذا الأسلوب على تشتيت مستقبلات التحكم في توجيه تلك الطائرات الصادرة عن مراكز قيادتها الأرضية التي غالبا ما تكون بعيدة ومؤمنة، ووظفت داعش منتسبيها من ذوي الخبرة في هذا المجال، والكثير منهم قادم من بلدان غربية متطورة وذي خبرة في المجالات الهندسية والاتصالاتية.

ويعلق الدكتور خالد الزعفراني الخبير في الحركات الدينية والتنظيمات الإرهابية، بأن هذا الأمر إن صح، فإن العالم وبخاصة دول المنطقة العربية في كارثة حقيقية، إذا لم تقم بتطوير أنظمتها الدفاعية والأمنية.

وقال الخبير في شأن الجماعات الإرهابية، أن امتلاك تنظيم داعش الإرهابي لتلك النوعية من طائرات بدون طيار واستخدامها في عملياتها الإرهابية، أمر يبعث القلق، خاصة وأن دول المنطقة في حاجة لأموال تستثمرها في شراء انظمة أمنية لمواجهة تلك الأمور، وهو مايحملها أعباء اقتصادية كبيرة.

ولفت الخبير في الحركات الدينية، إلى أن التنظيم الإرهابي إذا ما امتلك تلك النوعية من الطائرات، ولايمكن إنكار ذلك لما تتلقاه التنظيمات الإرهابية لتمويلات من جهات عديدة، فسوف يكون خطرا كبيرا ويجب من الآن العمل على تسليح الجيوش بأنظمة دفاعية متطورة في كافة المجالات.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة