«القلم الحزبي فرغ حبره».. الصحف الحزبية أين أنتم؟ (تقرير)

الخميس، 19 أبريل 2018 10:35 م
«القلم الحزبي فرغ حبره».. الصحف الحزبية أين أنتم؟ (تقرير)
نقابة الصحفيين
سلمى إسماعيل

تحاول نقابة الصحفيين، في الآونة الأخيرة، حل الأزمات التي تواجه الصحف الحزبية، والتي تتمثل في: «نقص الموارد المالية، وضعف قدرات العناصر البشرية على مواكبة تطورات التكنولوجية، والمواقع الإلكترونية».. وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن بعض الممثلين البرلمانيين لا يتوافقون مع الجهود المبذولة لتطوير الصحافة المصرية، من قبل نقيب الصحفيين عبد المحسن سلامة.
 
أطراف الأزمة لم تكن متداخلة بالشكل الكافي حتى تجعل المشهد غير مرئيا بوضوح للعيان، لذلك ترصد «صوت الأمة»، كافة ملابسات أزمة الصحف الحزبية، وما تم تحقيقه حتى الآن.

نقابة الصحفيين
يقول حاتم زكريا، السكرتير العام لنقابة الصحفيين، إن الصحافة الورقية تواجه تحديات عديدة، منها المواقع الإلكترونية، والتقدم التكنولوجي الذي نعيشه اليوم، مؤكدًا أنه لا غنى عن النسخة الورقية من الجرائد، هذا لأنها تعتبر مرآة المجتمع والثقافة والسياسة المصرية.
 
وأشار، سكرتير عام نقابة الصحفيين، في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»، إلى إمكانية المحافظة على رونق الصحافة الورقية، خلال تحسين جودة الإخراج الصحفي للجرائد، وتنوع الألوان في الصفحة الأولى، واحترام عقلية القارئ وعدم ابتزازه، إضافة إلى التحليل التفصيلي للقصص التي يمكن نقلها عن المواقع الإلكترونية، فقد يمكننا استغلال التقدم التكنولوجي كعامل مكمل لنجاح الصحافة الورقية.
 
وأضاف «زكريا»، أنه يمكن استخدام المواقع الإلكترونية للإعلان عن القصص الإخبارية بإيجاز شديد، لجذب أتباه القارئ، وندعوه إلى استكمال التفاصيل في العدد الورقي، ومن هنا يمكننا استغلال الإنترنت لتسويق المنتج الصحفي، إلا أن هذا المقترح لا يمكن تطبيقه على صحيفة واحدة فقط، بل على الصحف المصرية العمل معًا، لافتًا إلى إمكانية الاعتماد على القصص الإنسانية بشكل أكبر على اعتبار إنها المفضلة للقارئ، إضافة إلى تطوير المتابعات الإخبارية لحظة بلحظة على الإنترنت.

الأحزاب
من جانبه قال حسام الخولي، نائب رئيس حزب الوفد، إن الأحزاب تتعامل مع الصحف الحزبية، كتلفزيون أبيض وأسود في ظل وجود التلفزيون الملون، موضحًا إن الأحزاب لديها مواقع إخبارية إلكترونية بشكل صوري فقط، حيث إنها لا تسعى لتطويرها، أو تحديث الأخبار بها إلى كل يومين تقريبًا هذا في إطار الأخبار المتداولة في المواقع الأخرى، فبتالي يقل إقبال القراء عليها.
 
وأوضح، نائب رئيس حزب الوفد، في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»، أنه لابد من وعى الأحزاب السياسية، بضرورة مواكبة تطورات العصر، واستخدام التكنولوجيا في عرض أرائها ووجهات نظرها، خاصة أن المواقع الإلكترونية تقرب المؤسسات الصحفية من القارئ أكثر من الورقية، مناشدًا الأحزاب بتطوير مواقعها الإخبارية لما لها من دور في تطوير الحياة الحزبية.

خلاف الأحزاب
فيما قالت الكاتبة الصحفية فريدة النقاش، رئيسة تحرير جريدة الأهالي- الصادرة عن حزب التجمع- إن الصحف المصرية بشكل عام تواجه العديد من التهديدات، منها الأزمات المالية التي تمر بها غالبية الصحف، ليس الحزبية فقط، لافتة إلى أن الصحف القومية تواجه أزمات اقتصادية عارمة، ووجد عدد كبير من الصحفيين في جريدة الأهرام لم يتقاضوا رواتبهم منذ أكثر من 6 أشهر، ولاسيما الصحف الخاصة والورقية.
 
وأشارت «النقاش»، في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»، إلى أن نقابة الصحفيين تسعى لدعم الصحف الحزبية، فقد قام عبد المحسن سلامة نقيب الصحفيين، بتخصيص وديعة بمبلغ 15 مليون جنيه، كرواتب للصحفيين العاملين بالأحزاب وتوسيع المجال أمام الصحف الإلكترونية الحزبية، قائلة: «هذه الإجراء آت مهمة جدا للإبقاء على الصحافة الحزبية حية»، إضافة إلى تعاونه مع مؤسسة هيكل لصحافة في إطار دعم الصحف الإلكترونية الحزبية أيضًا.
 
وأكدت أن قوانين الصحافة التي قُدمت إلى الحكومة ومجلس النواب بعد أكثر من سنة من العمل فيها بمشاركة كافة الصحف، وعدد كبير من الصحفيين وممثلي الحكومة وتقدموا بمشروعات قوانين عديدة وافقت عليها الحكومة، لكنها لم تخرج للنور بعد وصولها لمجلس النواب، كما أنه حدث تغيير للمواد الأساسية فيها، مؤكدة أن أهم ما رفض البرلمان الموافقة عليه حتى الآن هو إلغاء المواد الخاصة بالحبس الاحتياطي.

البرلمان
في المقابل قال النائب نادر مصطفى، أمين سر لجنة الإعلام بمجلس النواب، إن البرلمان لم يكن يومًا غائبًا عن المشاكل التي تواجه الصحف القومية والحزبية والخاصة، فقدت عقدت لجنة الإعلام عدد من الاجتماعات لمناقشة قانون تنظيم الصحافة، وبموجبه نحاول حل أزمة التمويل ونقص الموارد المالية في الصحف الورقية، والتي تعاني منها كافة الصحف دون استثناء.
 
وأكد أمين سر لجنة الإعلام، في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»، على ضرورة تعاون الصحف مع مجلس النواب لعبور أزمات الصحف، خاصة الصحف الحزبية، لافتًا إلى أهمية مواكبتها لتطورات العصر والتقدم التكنولوجي، والانتباه إلى أهمية مواقع التواصل الاجتماعي التي أطاحت بدول في الآونة الأخيرة، فمنذ 25 يناير أثبتت أهميتها ودورها الفعال في التأثير في الرأي العام.
 
وأشار «نادر»، إلى أن السبب وراء ضعف الموارد المالية للصحف القومية، سوء إدارتها، والمركزية في قراراتها، لافتًا إلى ضرورة تطوير إدارات هذه المؤسسات بما يواكب تطورات العصر وسرعته، إضافة إلى سرعة انتقال الأحداث وكثافتها، مؤكدًا أن البرلمان واحدة لا يستطيع النهوض دون تكاتف الجميع.

مؤسسة هيكل للصحافة
تجدر الإشارة إلى أن الكاتب الصحفي عبد المحسن سلامة، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام ونقيب الصحفيين، التقى هدايت هيكل، حرم الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل، لبحث سبل التعاون المستقبلي بين نقابة الصحفيين ومؤسسة هيكل في كافة المجالات.
 
وصرح نقيب الصحفي عبد المحسن سلامة، أن اللقاء جاء في إطار دعم المهنة واستكمال مسيرة هيكل، بشأن رعاية الصحافة والصحفيين من خلال مؤسسة هيكل للصحافة العربية، ووعدت السيدة هدايت هيكل بتقديم 50 جهاز كمبيوتر يتم توزيعها للزملاء الصحفيين بواقع 40 جهاز للذين يجتازون الدورة التدريبية المقررة الخاصة بذلك.
 
وأوضح نقيب الصحفيين أن باقي أجهزة الكمبيوتر وعددها 10أجهزة، سوف يتم تخصيصها لدعم الموقع الإلكتروني المقترح للزملاء في الصحف الحزبية المتوقفة حيث استجابت السيدة هدايت لمطلب نقيب الصحفيين في هذا الصدد.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة