عيد تحرير سيناء.. عندما هتف الأبنودي «تعيشي يا ضحكة مصر»

الأربعاء، 25 أبريل 2018 12:00 ص
عيد تحرير سيناء.. عندما هتف الأبنودي «تعيشي يا ضحكة مصر»
عبد الرحمن الأبنودى
محمد الشرقاوي

«في الأوله قلنا جيِّنلك وجينالك .. ولا تهنا ولا نسينا»، لم ينتظر القدر 3 أيام فقط، حتى يحتفل «الخال» بعيد تحريره لسيناء، لكنها كانت مشيئة القدر، أن يرحل وتبقى قصائده.

عبد الرحمن الأبنودى، أشهر شعراء العامية المصرية، ولد عام 1938، في قرية أبنود بمحافظة قنا في صعيد مصر، لأب كان يعمل مأذونًا شرعيًا وهو الشيخ محمود الأبنودي.

على مدار 26 عاما، تحتفل مصر في الـ 25 من أبريل في كل عام بعيد تحرير سيناء، وهو اليوم الذي استردت فيه أرض الفيروز بعد انسحاب آخر جندي إسرائيلي منها، وفقا لمعاهدة كامب ديفيد، وفيه تم استرداد كامل أرض سيناء ما عدا مدينة طابا التي استردت لاحقا بالتحكيم الدولي في 15 مارس 1989.

«والتانية قلنا ولا رملاية في رمالك .. عن القول والله ما سهينا، والتالتة إنتي حملي وأنا حمالك .. صباح الخير يا سينا»، حفر الأبنودى بقلمه في رمال سيناء، حينما كتب: «صباح الخير يا سينا»، والتي قال فيها: «وصباح الخير يا سينا .. رسيتي في مراسينا».

تعلقت آمال الخال بتحرير سيناء، مذ كان عضوا في المقاومة الشعبية بمدينة السويس، شاعراً ليشارك مع فرقة أولاد الأرض التي غنت للمقاومة معلنة رفضها للهزيمة بقيادة الكابتن غزالي، حيث انخرط بأشعاره الوطنية وكتابة الأغاني الرومانسية والوطنية وإنتاج للشعر المقاوم لكل ما هو سلبي، من خلال المعايشة الواقعية.

كتب «الأبنودي» حتى أبكى الجميع، فقال: «تعالي في حضننا الدافي.. ضمينا وبوسينا يا سينا، مين اللي قال كنتي بعيده عني.. إنتي اللي ساكنه في سواد النني، مش سهل ع الشبان يسهوا عن الأوطان، ورسيت مراسينا على رملة شط سينا، وقلنا يهون علينا .. دا أول الشطئان».

رسم الأبنودي بقلمه البسمة على رمال سيناء، بعد هزيمة 67، ولم تتمكن حتى الآن أمواج الإرهاب من محوها، فكتب: «وتعيشي يا ضحكة مصر».

لم يكن البكاء كافيا في عين الأبنودي، ولكنه حمل نزق الثوار ونزيفهم حتى الموت لتتحرر أرضهم، فقال: «أبكى.. أنزف.. أموت، وتعيشي يا ضحكة مصر، وتعيش يا نيل يا طيب، وتعيش يا نسيم العصر، وتعيش يا قمر المغرب، وتعيش يا شجر التوت».

«وتلاميذ المدارس .. والنورج اللي دارس، والعسكرى اللي دايس ع الصعب عشان النصر، يا مراكب.. يا صواري.. يا شوارع.. يا حواري.. يا مرازع.. يا صوامع.. يا مصانع.. يا مطابع.. يا مينا.. يا كباري.. يا منادر.. يا بنادر.. يا منازل.. يا بيوت».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة