فازت بجائزة «ذهبية» بسويسرا فى مجال الطاقة والبيئة

مايسة صلاح الدين لـ«صوت الأمة»: أستخدم البردقوش لمنع تراكم الصدأ على المعادن

الثلاثاء، 01 مايو 2018 03:00 م
مايسة صلاح الدين لـ«صوت الأمة»: أستخدم البردقوش لمنع تراكم الصدأ على المعادن
مايسة صلاح الدين
كتب - محمد صابر

أهم الخطوات هى ترويج المنتج، فلا بد من وجود شركة تنتج وتسوق المنتج للمصانع والشركات المختلفة والمتابعة معهم من أجل مساعدتهم للتحكم فى معدلات التآكل للوصول لأعلى درجة من الكفاءة
 
هى أحد النماذج الناجحة على مستوى العالم، والتى تؤكد قدرة المرأة المصرية على رفع علم مصر عاليا بين الدول. هى الدكتورة مايسة صلاح الدين، مدير مراقبة الجودة والبيئة فى شركة مياه الشرب بالإسكندرية، الحاصلة على الميدالية الذهبية فى مجال الطاقة والبيئة عن ابتكارها «طريقة صديقة للبيئة لتثبيط تكون القشور وتآكل المعادن بمستخلصات الطحالب والأعشاب”، بمعرض «جنيف الدولى للابتكارات» فى دورته الـ 46، فى الفترة من 10 إلى 17 أبريل 2018، بعد منافسة تمت بين 164 دولة.. فى حديثها لـ«صوت الأمة» سألناها وأجابت فكان هذا الحوار:
 
1
 
 
ما الخطوات التى سبقت اشتراكك بهذا البحث فى معرض جنيف الدولى للابتكارات؟
- هناك الكثير من الأبحاث التى سبقت الاشتراك فى مسابقة معرض جنيف، والعديد من الجوائز، فقد حصلت على براءة اختراع فى «تثبيط تكون القشور وتآكل المعادن بمستخلصات الطحالب والأعشاب” من أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا، وحصلت أيضا على عدد من الجوائز منها جائزة الدكتور عبدالرحمن الصدر، وعلى المركز الأول فى العروض الشفوية لأحدث الأبحاث العلمية المبتكرة فى المؤتمر الطلابى الخامس للبحوث والابتكارات الذى عقد فى كلية العلوم جامعة الإسكندرية فى مايو 2016.
كما رشحت لجائزة المخترع الشاب 2017 بإنجلترا وتم ترشيحى لأكون واحدة من ضمن أعضاء المنظمة العالمية لصغار المبتكرين الأفارقة فى المؤتمر العالمى المقام بجنوب الصين، كما تم عرض الدراسة فى المؤتمر الدولى الثانى الخاص بمستقبل التحلية فى مصر والشرق الاوسط بالغردقة فى فبراير 2018 وقيم البحث على أنه من أهم الأبحاث فى مجال تحلية المياه وتمت الموافقة عليها للعرض فى معرض جنيف لحقوق الملكية الفكرية ممثلا عن مصر فى دورته 46.

ما الهدف تحديدا من ابتكارك؟ وأهم مميزاته؟
- الاختراع يهدف للتحكم فى تآكل الأجسام المعدنية «الصلب» ومنع تكون القشور فى أنظمة التبريد أو الغلايات باستخدام بعض مستخلصات الأعشاب والطحالب البحرية غير الملوثة للبيئة بدلاً من المواد الكيميائية، ومن ثم يصلح استخدامها فى الصناعات الخاصة بالأغذية والأدوية.
كما أن أهم مزايا الاختراع تتمثل فى كونها غير مكلفة وآمنة للبيئة، وتتكون من مواد طبيعية متاحة وغير معقدة التصنيع وتقوم بنفس الدور الذى تؤديه المواد الكيميائية المستوردة من الخارج.

كيف تمكن الاستفادة من هذه الدراسة القيمة؟
- تهدف الدراسة الى استخدام مستخلصات عدد من الأعشاب الطبيعية (الحرجل والبردقوش) والطحالب البحرية (الخضراء والحمراء) لتقليل تكون القشور وتآكل الصلب المستخدم فى أنظمة التبريد وغلايات المصانع، وقد تمت دراسة وتقييم كفاءة هذه المستخلصات العشبية والطحلبية باستخدام ثلاث طرق، هى أولا: تثبيط تكوين القشور عن طريق قياسات التواصل الكهربى وقياسات التيار مع الزمن وقياسات معوقات التيار المتردد وصور الميكروسكوب الإلكترونى والضوئى واختبار الأشعة تحت الحمراء، ثانيا: تثبيط تآكل الصلب عن طريق قياسات الإعاقة الكهربائية لتأكل الصلب ونتائج منحنيات الاستقطاب، بعد أن أثبتت النتائج كفاءة مستخلصى أعشاب ومستخلصات الطحالب فى تثبيط تكون القشور وتثبيط تآكل الصلب عن بقية المثبطات السابقة.
ثالثا: مقارنة كفاءة استخدام 50 جزءا من المليون من مستخلص الحرجل و10% من خليط كيميائى يتكون من (11.1 مل صوديوم ثلاثى الفوسفات+11.1 مل كربو هيدرازيد ) فى تثبيط تكون القشور وتثبيط عملية تآكل الصلب المستخدم فى البتروكيماويات، وأوضحت النتائج كفاءة 50 جزءا من المليون من مستخلص الحرجل عن الخليط الكيميائى فى تثبيط تكون القشور وتثبيط تآكل الصلب، وأظهرت النتائج زيادة كفاءة 50 جزءا من المليون من مستخلص الحرجل عن كفاءه الخليط الكيميائى فى تثبيط تكون القشور.
 كما أوضحت النتائج زيادة كفاءة الخليط الكيميائى عن كفاءة 50 جزءا من المليون من مستخلص الحرجل فى تثبيط تآكل الصلب، وأن وجود المياه المعالجة تقلل من عملية تكون القشور وتآكل الصلب.
ولذلك: يعد مستخلص الحرجل أحد البدائل الصديقة للبيئة والأقل تكلفة وذات كفاءة عالية، لذلك يوصى باستخدامه كاتجاه حديث فى تثبيط عملية تآكل الصلب وتكون القشور ببعض أنظمة التشغيل الصناعية، كما يوصى باستخدامه فى أنظمة التبريد المغلقة لتقليل كمية المياه المستخدمة فى عمليه التبريد.
ويسمى هذا  العلم «علم تآكل الفلزات وحمايتها»، ويعكف عليه العديد من العلماء والباحثين، للتحكم فيه، لأن المعادن أيا كانت كالحديد يحدث لها صدأ، ويختلف التآكل حسب نوع المعدن والوسط الموجود به.
كما أن المعادن تدخل فى العديد من الصناعات حيث إن المياه تستخدم على نطاق واسع فى عملية التبادل الحرارى لإزالة الحرارة غير المرغوب فيها فى بعض أنظمة التشغيل الصناعية، وأن الماء الدافئ الخارج من عملية التبريد يحتوى على أملاح ذائبة ومواد عضوية وكائنات حيّة دقيقة تؤدى إلى تأكل المعادن، وتكون قشور تترسب داخل «مواسير» أنظمة التبريد، ما ينتج عنها انسداد جزئى أو كلى بها.
 
3

كيف كان دور الشركة فى دعمك لتقديم الابتكار بمعرض جنيف؟
- كان للشركة دور كبير فى دعمى خاصة جهود المهندس أحمد جابر رئيس الشركة لحثه ودعمه وإيمانه بأهمية البحث العلمى، حيث يعد العلم من سبل تطور ونجاح المؤسسات ورفع اسم مصر عالياً فى المحافل الدولية وللحفاظ على مكانة الشركة لتبقى دائماً فى الصدارة بجهود أبنائها المتميزين كما قام بتكريمى فور عودتى من المعرض، كما ستقوم وزارة التعليم العالى والبحث العلمى وأكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا بتكريمى.
وقد أشاد الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالى والبحث العلمى بالمشاركة المصرية المشرفة هذا العام فى معرض جنيف الدولى للابتكار والذى يعقد حاليًا فى العاصمة السويسرية جنيف، حيث حصل كل المشاركين الذين اختارتهم الأكاديمية من بين المتقدمين على موقع الأكاديمية بطريقة شفافة وعادلة ومعلنة على ميداليات وجوائز من قبل لجان التحكيم بالمعرض، وقد أسفرت المشاركة عن فوز الفريق المصرى المكون من 12 مشارك بـ 5 ميداليات ذهبية و5 ميداليات فضية و2 ميدالية برونزية.
 
2

ما الخطوات المقبلة لتطوير هذا القطاع؟
- أهم الخطوات هى ترويج المنتج، فلا بد من وجود شركة تنتج وتسوق المنتج للمصانع والشركات المختلفة، والمتابعة معهم من أجل مساعدتهم للتحكم فى معدلات التآكل للوصول لأعلى درجة من الكفاءة.
لأنه كلما كانت الدول أكثر تقدمًا استطاعت التحكم فى معدلات التآكل، مؤكداً أنه لا يمكن إيقاف عمليات التآكل وإنما التحكم فيها، وبدلاً من تغيير الماسورة كل عشر سنوات، باستخدام مواد تتحكم فى التآكل يمكن تغييرها كل 50 سنة.
وفى نهاية الحوار توجهت الدكتورة مايسة بالشكر لكل من ساعدها للفوز بالجائزة المهندس أحمد جابر رئيس شركة مياه الشرب بالإسكندرية والمشرفين على البحث الدكتور عصام خميس نائب وزير البحث العلمى والتعليم العالى والدكتور عصام الرافعى عميد معهد الدراسات العليا والبحوث السابق والدكتور أشرف مصطفى رئيس قسم الكيمياء بجامعة لبنان والدكتور أحمد حفناوى أستاذ مساعد كيمياء التآكل.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق