«الجزيرة» أحدثهم.. أشهر قصص المجرمين التي تحولت لأفلام سينمائية في مصر

الجمعة، 04 مايو 2018 08:00 ص
«الجزيرة» أحدثهم.. أشهر قصص المجرمين التي تحولت لأفلام سينمائية في مصر
أفلام سينمائية في مصر
إيمان محجوب

غالبا ما يكون الواقع أكثر تعقيدا من الخيال فكثيرا من الأفلام التي شاهدتها وانبهرت حدثت بالفعل في الحياة، فبعض القصص التي عرضتها السينما مستوحاة من قصص حقيقة،لو ألفها أديب كنا وصفناه بالمبالغة، ومن هذه الأفلام المأخوذة عن قصص مجرمين وقعت بالفعل في المجتمع المصري  ( المرأة والساطور- الجزيرة – حافية علي جسر من ذهب )

 قصة "ناهد القفاص" بطلة فيلم المرأة والساطور

كثیرون شاھدوا فيلم المرأة والساطور، وھو مأخوذ عن قصة حقیقة لسیدة  تدعى ناھد القفاص، استنادا لقصة كتبها محمود السمان  في  صفحة ماوراء القضبان بجريدة الأهرام، كانت ناهد مطلقة وتعرفت على رجل نصاب متلون سرق مالھا وممتلكاتھا وكان یعذبھا وقد نال الطفل الذي أنجبته منه نصیبه من التعذیب.

فصبرت ما یربو على 8 سنوات كان یضربھا ویھینھا متخیلا أنه سینجو بأفعاله الدنیئة وأنھا غبیة ولن تستطیع فعل شيء، وكان لناھد إبنة من زوجھا الأول وشقتین وأموال في البنك وسیارة ومجوھرات، كل تلك الأشیاء أخذھا لنفسه فاغتصب بھذا حق إبنتھا في تلك التركة كما اغتصب حق زوجته.

مرات عدیدة حاول قتلھا ونجت بأعجوبة وقد اكتشفت ذلك بالصدفة وبالإضافة لكل مساوءه فقد كان مدمن مخدرات وفي یوم من الأیام لم یعد من الممكن أن تحتمل أكثر فقتلتة وقسمته إلى أجزاء ووضعته في شنطه سفر المفاجأة أثناء المحاكمة، إذ تبین بأنه تزوج 17 مرة من قبل ، وكان یأخذ أموال كل زوجة ثم یتركھا مفلسة، وإحداھن حضرت للمحكمة متطوعة وروت ما كان یفعله بھا.

المرأة والساطور
 

وفي الفيلم، الذي أنتج في 1997 من بطولة أبو بكر عزت ونبيلة عبيد وماجد المصري وعبد المنعم مدبولي، والذي تدور أحداثه حول جريمة  " ناهد"، عرض أحد المشاهد للفنانة "نبيلة عبيد" تقوم بقتل زوجها "أبو بكر عزت" والمتمثل في شخصية "محمود علوان"، وتقطيع جسده بالساطور، لمحاولة اغتصاب نجلتها الوحيدة "مديحة"، ووضع الجثة في أكياس لتتخلص من جثته، لتنتهى قصة الفيلم بالسجن المؤبد 25 عامًا للمتهمة.

واستوحي الكاتب سعيد مرزوق سيناريو الفيلم من قصة " ناهد " التي كتبها محمود السمان في جريدة الأهرام والذي جاء فيها، «ليس كل قاتل مذنب وليس كل قتيل بريء»، مقولة حقيقة جسدتها (ناهد) البطلة الحقيقة لفيلم (المرأة والساطور).

 فيقول "السمان" التقيتها أول مرة في سجن النساء بالقناطر الخيرية عام 1997، كانت لاتزال تحتفظ بلكنتها الارستقراطية على الرغم من قسوة السجن التي رسمت على ملامحها خريطة من الحزن والمعاناة، وأخبرتني الاخصائية الاجتماعية في السجن أنها لم تتحدث مع أي إعلامي من قبل، ونصحتني بعدم التحدث معها.

محمود السمان
 
 ويستطرد قائلا، لكني وجدتها فرصة ربما لا تتكرر وقررت المحاولة، وطلبت مقابلتها في وجود الاخصائية وجاءت "ناهد" بكبرياء ممزوج بالقهر، وجلست بهدوء مشوب بالقلق، وبعد محاولات مريرة وافقت على فتح ملفاتها لي، تركتني أنبش في ذاكرتها بحثاً عن تفاصيل قتل زوجها المحتال وتقطيعه إلى أشلاء ووضعها في حقيبة سفر والتخلص منها.

 ويضيف " السمان " كانت امرأة ناضجة عقلاً وسناً، اشترطت قبل الكلام عدم تحريف قصتها، وعلى مدار ساعات راحت تروي تفاصيل التعرف على زوجها، في مدينة الإسكندرية كان شابا وسيما، وكيف احتال عليها وسلبها أموالها ودمر حياتها، حول حياتها إلى جحيم.

حتى أنها وجدت الحل الوحيد لإنهاء مأساتها في الساطور الذي استخدمته في قتل زوجها وتقطيعه إلى أشلاء، كلماتها الصادقة جعلتني أتعاطف معها على الرغم من أنها مذنبة، وعدت إلى مكتبي بجريدة الأهرام وبدأت على الفور في كتابة قصتها، وبدوري وضعت رتوش وتفاصيل لم ترويها ناهد (مجرد توابل صحفية)، ونشرت القصة في باب من وراء القضبان على صفحة كاملة تحت عنوان "قتيل في حقيبة البرنسيسة".

ومر الوقت ونسيت ناهد وقصتها وذات يوم كنت أشاهد فيلم "المرأة والساطور" وجدتها نفس قصة ناهد، وبحثت عن اسم الكاتب ووجدت عبارة قصة حقيقة من قصص الجرائد، والغريب أن الفيلم حول التوابل الصحفية التي لا وجود لها في الواقع إلى محور مهم في دراما الفيلم، وعندما ألتقيت ناهد بعد ذلك عاتبتني على تحويل قصتها إلى فيلم وأكدت لي عدم التحدث مع أي إعلامي غيري. 

عزت حنفي بطل فيلم الجزيرة

عزت حنفي هو تاجر أسلحة ومخدرات، شكل شركة مع شقيقه حمدان وآخرون، استولوا على 280 فدان في جزيرة النخيلة التابعة لمركز أبوتيج بمحافظة أسيوط بمصر، وزرعوا عشرات الأفدنة بالمخدرات، وبعد عملية اقتحام كبيرة شنتها الشرطة المصرية على الجزيرة تم القبض عليه في 1 مارس 2004 وتم إعدامه هو وشقيقه في 18 يونيو 2006.

الجزيرة

قامت عصابته باستقطاب الهاربين من أحكام في شتى محافظات الصعيد، واستولت على مئات الأفدنة في المنطقة لزراعتها بالمخدرات، وبلغت سطوتها في قيامها بتهديد بعض الصحفيين لمنعهم من متابعة الجرائم التي يرتكبونها والتي بلغ عدد ضحاياها خلال السنوات الخمس الأخيرة 103 قتيلاً، كما شملت تلك التهديدات عدداً من نواب البرلمان المصري.

بعد مقتل خمسة أشخاص في نزاع بين عائلتين في القرية قامت قوات الشرطة المصرية بحصارها لمدة 7 أيام، واحتجزت العصابة عدد من الرهائن، ولكن اقتحمت الشرطة الجزيرة في هجوم عنيف في 1 مارس 2004 واستخدمت فيه الشرطة المصرية أكثر من خمسين عربة مدرعة وستين زورقا نهريا وما يزيد على ثلاثة آلاف جندي وضابط من القوات الخاصة.

وشيدت العصابات حصون لها في كافة أنحاء جزيرة النخيلة، بعدة أشكال: منها الأبراج التي ترتفع أحيانا إلى خمسة طوابق، ومنها الدشم الحصينة التي بنيت من الطوب اللبن، الذي لا تستطيع طلقات الرصاص اختراقه، كما قاموا بحفر عدة خنادق تحت الأرض تمكنهم من إطلاق الرصاص على أي قوات مهاجمة.

عزت حنفي
 
وأسفر الاقتحام عن تحرير الرهائن سقوط 77 من أفراد العصابة في أيدي رجال الشرطة  وفي مقدمهم عزت حنفي الذي كان ينوي الانتحار بتناول السم وتم تنفيذ حكم الإعدام في عزت حنفي وشقيقه حمدان في سجن برج العرب بالإسكندرية في الساعة السادسة من صباح من يوم 18 يونيو 2006، وتم دفنهما في مسقط رأسهما في قرية النخيلة وسط حراسة أمنية مشددة

وجاء فيلم الجزيرة من إنتاج سنة 2007 من إخراج شريف عرفة وتأليف محمد دياب وبطولة كل من أحمد السقا وهند صبري ومحمود ياسين تدور أحداثها المستوحاة من القصة الحقيقية" لعزت حنفي " تاجر المخدرات الأسيوطي وعلاقته مع الحكومة والشرطة وتقلبها من التحالف من أجل القضاء على الارهابيين إلى الحرب. 


حافية على جسر الذهب

قررت كاميليا التضحية بحبها من المخرج أحمد سامح، بعدما اتفقا سويا على الزواج، وذلك لتنقذه من بطش عزيز صاحب النفوذ والذي هددها بقتله، وتساومه على الزواج منها مقابل السماح لأحمد بالسفر للخارج للعلاج عقب تعرضه  للأذى من "رجال عزيز"، وينتهي فيلم "حافية على جسر الذهب" بقتل كاميليا لعزيز في منزله وانتحارها.

حافية علي جسر
 

واقتبس مؤلف الفيلم عبد الحي أديب القصة من حياة الممثلة اليهودية كاميليا، والتي تعرف عليها المخرج أحمد سالم عام 1946، ودربها علي التمثيل والرقص، لتظهر في السينما من خلال فيلم "القناع الأحمر"، وبعدها انتشرت إشاعات بارتباطها بالملك فاروق، وتوفيت كاميليا في حادث طائرة رحلة 903 المتجهة إلى روما، ولا تزال ملابسات تلك الحادثة مجهولة.

وتري المؤلفة والناقدة ماجدة خير الله، أن جملة "مستوحاه من قصة حقيقية" يستخدمها بعض المنتجين لجذب الجمهور، حتى لو كان الفيلم من وحي خيال المؤلف، فهذه الكلمات تمثل دعاية تجارية مربحة في السوق المصري.

كاميليا
 

وأشارت إلى أنه، لا يوجد منتج مصري حتى الآن يندرج تحت بند الأفلام المقتبسة عن قصة حقيقية، فالمؤلفين يغيروا من صفات الأبطال وتفاصيل مؤثرة في حياتهم بطريقة تشوه القصة الواقعية، فمثلًا في فيلم "حافية على جسر من الذهب" لم تكن كاميليا التي لعبت دورها ميرفت أمين بهذه البراءة، بالعكس "هي اللي رمت نفسها على الملك".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق