هل تنهي الانتخابات البرلمانية العراقية النفوذ الإيراني في بغداد؟

الخميس، 03 مايو 2018 09:49 م
هل تنهي الانتخابات البرلمانية العراقية النفوذ الإيراني في بغداد؟
العراق
كتب أحمد عرفة

مع اقتراب الانتخابات البرلمانية العراقية المقرر إجرائها في 12 مايو الجاري، يطرح تساؤل حول مدى قدرة هذه الانتخابات في التقليل من النفوذ الإيراني في بغداد خلال الفترة المقبلة.

في هذا السياق، قالت صحيفة "العرب" اللندنية، إن المدى غير المسبوق الذي بلغته شدّة التنافس في الانتخابات العراقية التي ستجري نهاية الأسبوع المقبلة، يرتبط الرهان المتعلّق بها، ليس فقط محلّيا ولكن إقليميا ودوليا، خاصة في ظل آمال بشأن حدوث تغيير ينقذ البلاد من أوضاعها الصعبة على مختلف المستويات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية، ويكبح جماح ظاهرة الفساد المتغوّلة والمتغلغلة في جميع مفاصل الدولة، أما على صعيد خارجي، فإنّ السؤال بشأن من ستفرزهم صناديق الاقتراع حكّاما للبلد في المرحلة القادمة، هو سؤال عن الوجهة التي سيسلكها العراق في سياساته الخارجية وعلاقاته الدولية، وخصوصا الإقليمية.

 

وأضافت الصحيفة، أن العراق تخوض معركة كبيرة على النفوذ، أطرافها الأساسية، إيران والولايات المتحدة، وبعض دول المحيط العربي، ومع بروز ملامح استراتيجية شاملة تقودها الولايات المتحدة لتطويق النفوذ الإيراني في المنطقة ككلّ، يصبح الحفاظ على النفوذ في العراق قضيّة حياة أو موت بالنسبة لطهران، حيث أنه ليس هدف ذلك حجم العراق ووزنه وضخامة مقدّراته الطبيعية والبشرية فقط، ولكن أيضا لموقعه الذي يؤمّن لإيران التواصل مع ساحتي نفوذ أخريين بالغتي الأهمية هما كلّ من سوريا ولبنان.

 

وتابعت الصحيفة، أن النظام الإيراني لا يرغب في رؤية ساسة عراقيين على رأس السلطة بعد الانتخابات القادمة، يحملون أفكارا استقلالية ويدفعون باتجاه تغيير ما درج عليه البلد من ارتباط شديد بإيران منذ سنة 2003، كما أنه لا يرغب بدرجة أشد في قيادة عراقية تعيد تقوية الروابط مع بلدان ظهرت خلال الفترة الأخيرة متحفّزة لتقوية علاقاتها السياسية والاقتصادية مع العراق، وهو ما شرعت فيه عمليا المملكة العربية السعودية، التي هي أيضا جزء أساسي في استراتيجيا تطويق النفوذ الإيراني التي تقودها الولايات المتّحدة.

 

وأوضحت الصحيفة، أن لعبة الانتخابات في العراق أكثر تعقيدا من ذلك، فالمال السياسي دور في كسبها، وكذلك للسلاح دور، كما أنّ محاذير التزوير تظلّ قائمة رغم كل الإجراءات المتّخذة، أما عملية تشكيل الحكومة واختيار رئيس لها فأكثر تعقيـدا من الانتخابات بحدّ ذاتها إذ تتطلّب توافقا وتكتّلا بين الأطراف الفائزة، ووفـاقا بين كل من الـولايات المتحدة وإيـران، الأمـر الـذي سيكـون أصعـب هذه المـرّة مـن الدورات الانتخـابية الثـلاث السابقة.

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق