أحدثهم الكينوا.. 4 محاصيل تتنافس على زيادة حصتها في رغيف العيش

الإثنين، 07 مايو 2018 08:00 ص
أحدثهم الكينوا.. 4 محاصيل تتنافس على زيادة حصتها في رغيف العيش
سامي بلتاجي

سر الصنعة في رغيف العيش، دائما ما تتحكم في معدة المصريين، وهي الدافع وراء البحث عن البدائل، لإنتاج رغيف عيش مرض وذي قيمة غذائية تحتفظ بالحد الأدنى من المواصفات المطلوبة لضمان صحة المواطنين؛ ولهذا دخلت 3 محاصيل حقلية للمنافسة على حصة من الرغيف، بالنسب التي تتحكم فيها مواصفات ومميزات كل محصول عن الآخر؛ حيث ينافس القمح كل من الشعير والذرة الرفيعة، ودخل مؤخرا محصول الكينوا، وأن ظل القمح هو المكون الرئيسي حتى الآن في إنتاج رغيف الخبز.

القمح 

تعمل محطات البحوث، التابعة لمركز البحوث الزراعية، على استنباط سلالات جديدة، عالية الانتاجية، ومقاومة للظروف البيئية غير المناسبة أو الصعبة، خاصة ملوحة التربة أو درجات الحرارة المرتفعة؛ وذلك في سبيل الحفاظ على المكانة الاستراتيجية للقمح والنهوض بزراعته؛ تتركز التجارب الحالية في محطتي بحوث سخا والنوبارية، على تجارب (أ. قمح الخبز)، (أ. قمح المكرونة)، ثم (د. قمح الخبز)، (د. قمح المكرونة)، إضافة لتجارب أصناف المستوردات؛ حيث يمر الصنف بثلاث مراحل تجارب للزراعة، وفي كل مرحلة تتم التصفية لمرحلة تالية، للأصناف التي كانت نتائج تجاربها إيجابية في المرحلة السابقة؛ وتتركز التجارب في محافظات الوجه البحري لكون المحصول فيها أكثر عرضة لمشاكل الإصابة بتلك الأمراض؛ حيث أن التجربة (أ)، هي التجربة الأولية لاختبار مواصفات الصنف أو السلالة، حيث تمت التجربة فيها لعدد 64 سلالة، وتتم بناء على نتائج اختباراتها، ترشيح السلالات ذات النتائج الإيجابية إلى المرحلة (د)، والتي يتم فيها اختبار 10 سلالات جديدة من قمح الخبز، وما يثبت منها مقاومته للظروف غير الملائمة ومقاومته للإصابة بالمرض، يتم اعتماده كصنف تقاوي جديد، وتعميمه على مستوى الجمهورية؛ ويتم استخلاص مادة سيولينا المكرونة من سلالة قمح المكرونة، والتي تختلف عن قمح الخبز؛ حيث يحتوي قمح المكرونة على 28 كروموسوم وراثي، في حين يحتوي قمح الخبز على 42 كروموسوم وراثي؛ وعلى ذلك، فالتركيب الوراثي لقمح الخبز سداسي التركيب، بينما قمح المكرونة رباعي التركيب، وهو ما يميز حبة وسنبلة كل سلالة عن الأخرى؛ حيث الحبة في قمح المكرونة أكبر من نظيرتها في قمح الخبز، وتزيد السلالة في قمح المكرونة بمعدل 5 كجم للفدان أحيانا في معدل التقاوي.

 تجرى تجارب الاختبار على عدة أصناف من تقاوي القمح، من خلال فريق عمل على مستوى محطات البحوث بأنحاء الجمهورية، كما في محطات (سخا، الجميزة، الجيزة، شندويل، رأس سدر، أسيوط، والوادي الجديد)، تحت ظروف كل منطقة، للتأكد من قدرة وملاءمة السلالة للزراعة على مستوى الجمهورية، والتأكد من كونها مقاومة للأمراض، ومنها الأصداء، أو ليست مقاومة؛ وصولا إلى سلالات جديدة، تزيد على مواصفاتها على مواصفات الأصناف والسلالات التجارية الحالية.

قسم بحوث القمح بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية، يعد تقريرا عن نوع من القمح تمت تجربته بمحافظتي الفيوم والبحيرة بمنطقة النوبارية، وجار استكمال عيناته، حول سلالة من الأقماح يصل طول ساقها إلى نحو 190 سم؛ وأن كان الطول في سيقان القمح ليس ميزة للأقماح في مصر، لأنها تجعل المحصول عرضة للرقاد بتأثير الرياح، مما يسبب الإصابة بالعديد من أمراض النبات، مثل الصدأ الأسود والبرتقالي والأصفر؛ إلا أن أية صفات للصنف لا يمكن تأكيدها أو نفيها إلا بعد استكمال التقرير المشار إليه، بتحليل للعينة التي تم الحصول عليها من حقول بعض المزارعين.

الكينوا

تأتي مناسة المحصول لمحصول القمح من عدة أوجه، حيث ينتج المحصول حبوب الكينوا العادية والعضوية والدقيق والمُعجنات مثل البسكويت، بالإضافة إلى البُن والسحلب بالكينوا، ودخلت الكينوا في صناعة أغذية الأطفال، حيث يُرشح بقوة في تغذية تلاميذ المدارس لارتفاع مُحتواه من الليسين والكالسيوم والحديد على وجه الخصوص، كما تتميز الحبوب بارتفاع قيمتها الغذائية؛ حيث تصل نسبة البروتين إلى 16.5%، إضافة إلى ارتفاع محتواها من الأحماض الأمينية الأساسية، وبخاصة الليسين مقارنة بباقي محاصيل الحبوب، وارتفاع نسبة الكالسيوم والحديد والمغنسيوم والبوتاسيوم والعناصر المعدنية عن محاصيل الحبوب الأخرى؛ وتدخل الكينوا تدخل في صناعة الأغذية الخاصة للمرضى الذين يُعانون من الحساسية لجلوتين القمح، لعدم احتواء الحبوب على مادة الجلوتين، كما يصنع منه العديد من المخبوزات والكيك والرقائق والبسكويت والحلويات وتستخدم حبوبه في الإفطار كرقائق؛ كما أن المحصول يستخدم في إعداد وجبات متنوعة ويستخرج من الحبوب زيت غذائي ويمكن استخراج مادة السابونين التي لها العديد من الاستخدامات لاسيما في مجال تصنيع الأدوية.

ومحصول "الكينوا" أدخله مركز البحوث الزراعية إلى مصر عام 2005 من خلال قسم بحوث التكثيف المحصولي بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية، حيث تمت زراعته بمدينة نويبع في محافظة جنوب سيناء كمحصول غذائي يساهم في تقليل الفجوة الغذائية؛ وتمت تجربته في العديد من المحطات البحثية، ولدى المزارعين بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة (FAO)، والتي أدرجت الكينوا ضمن المحاصيل الرئيسية التي ستلعب دوراً هاماً في ضمان تحقيق الأمن الغذائي خلال القرن الخادي والعشرين ، لما له من قيمة غذائية مرتفعة ومقاومته الشديدة للظروف المناخية المعاكسة، ويعد المحصول من المحاصيل التصديرية والتي ستساهم في جلب المزيد من العملة الصعبة للبلاد.

و"الكينوا" محصول حبوب حولي شتوي، تتم زراعته في شهر نوفمبر، وتمتد فترة الزراعة إلى منتصف ديسمبر، حيث يحتاج إلى نهار قصير ودرجات حرارة منخفضة للنمو الجيد، حيث المحصول ينمو في مختلف أنواع الأراضي، حتى الملحية إلا أنه يجود في الأراضي الخفيفة حسنة الصرف؛ حيث يتميز المحصول بتحمله للجفاف والملوحة وينمو بنجاح في الأراضي الرملية الجديدة؛ وبحسب مركز البحوث الزراعية، هناك تطور مستمر في مساحات زراعة محصول الكينوا، كما يتم توفير الدعم الفني الإرشادي المجاني نظرا للإقبال على المحصول لقيمته الغذائية نظراً لعائده الاقتصادي الكبير مما يُسهم في تحسين دخل المُزارع، حيث وصلت المساحات موسم 2017/2018 لأكثر من 80 فدانا، موزعة على 20 موقعا بمحافظات: جنوب سيناء، الاسماعيلية، الشرقية، المنوفية، الجيزة، البحيرة والإسكندرية.

تحصد الكينوا بعد حوالي 100 إلى 120 يوماً للأصناف المُبكرة النضج، وقد تصل إلى أكثر من 160 يوما للأصناف المتأخرة النضج، وتختلف كمية محصول الحبوب باختلاف الصنف ونوع التربة وميعاد الزراعة؛ حيث يتراوح بين 0.75 إلى 1.25 طن للفدان، وبقدرة انتاجية تصل إلى 1.8 طن للفدان عند الالتزام بكافة التوصيات الفنية والزراعة بالأراضي الجيدة.

تجاوزت القدرة الانتاجية للفدان حاجز الطن؛ وذلك تحت ظروف الأراضي الرملية والجديدة كمناطق مُستهدفة لزراعة المحاصيل الجديدة، دون الإخلال بالتركيب المحصولي الحالي، وعدم منافسة المحاصيل الشتوية الأخرى بمناطق وادي النيل والدلتا؛ حيث أظهرت النتائج المجمعة مجموعة مُتميزة من التراكيب الوراثية التي يُرجى من الانتخاب منها انتاج أصناف واعدة مبكرة النضج؛ كما يجرى حالياً تسجيل صنف كينوا جديد " مصر-1 " لتوفير التقاوي للمزارعين والمستثمرين والشركات.

الذرة الرفيعة

يعتبـر محصول الذرة الرفيعة من محاصيل الحبوب الغذائية الهامة في مصر، حيث يقع كثالث محصول حبوب صيفي بعد الأرز والذرة الشامية من حيث المساحة، حيث يبلغ متوسط المساحة المنزرعة به في مصر سـنويا 358 ألف فدان؛ خلال الفترة من 1997 حتى 2014، ويدخل المحصول بنسبة 20% مع دقيق القمح في صناعة الخبز البلدي جيد المواصفات، مما يؤدي إلي تقليل استيراد القمح، وتحتل مصر المرتبة الأولى من حيث الغلة الفدانيـة بـين دول العـالم المنتجة لهذا المحصول؛ بحسب بعض الدراسات.

وبالنسبة لمتوسط المساحة المنزرعة بالذرة الرفيعة في مصر، فقد بلغ حوالي 357.51 ألف فدان؛ وذلك بحد أعلى حوالي 77.389 ألف فدان في عام 2003، وبحد أدني بلغ حوالي 86.328 ألف فدان في 2010، حيث أخذت المساحة المزروعة بمحـصول الذرة الرفيعة في مصراتجاهاً عاماً متناقصا، وبلغ مقدار الانخفاض السنوي حوالى 898 ألف فدان، وبلغ معدل النقص السنوي 53% من متوسـط المـساحة المنزرعة؛ هذا، وبلغ متوسط الانتاجية الفدانية في مصر حـوالي 16.70 أردبا، وبلغت الانتاجية الفدانية أدنى حد لها الأدنى في 2010، بمقدار 15,02 أردبا، وكان أقصى حد لها عام 2000، والذي يقدر بحوالي17.51 أردبا.

تطور الانتاج الكلي لمحصول الذرة الرفيعة الصيفية في مصر خلال الفترة الدراسة من 1997 وحتى 2014، بحسب الدراسات، حيث بلغ متوسط الانتاج الكلي للمحصول خلال تلك الفترة حوالي 5969.50 ألف أردب؛ حيث الحد الأقصى للانتاج بلغ 6734.18 في عام 2003، ووصل إلى أدنى حد انتاج للمحصول بلغ حوالي 4939.37 ألف أردب في عام 2010، حيث أخذ الانتاج الكلي للمحصول اتجاهاً عاما متناقصا؛ وبلغ مقدار النقص السنوي حوالي 4.17 ألف أردب، وبلغ معدل النقص السنوي للانتاج الكلي حوالي 0.91% من متوسط الانتاج الكلي للمحصول.

الشعير

يعتبر محصول الشعير سادس المحاصيل الزراعية في مصرمن حيث المساحة المنزرعة؛ ويساهم المحصول في رغيف الخبز (العيش)، حيث يتم خلطه مع دقيق القمح بنسبة 5%؛ كما يستخدم في تغذية الأطفال أو شوربة الشعير اللؤلؤ؛ حيث تتم زراعة بالعديد من محافظات الجمهورية؛ حيث المحصول مقاوم لظروف الجفاف وندرة المياه، بالإضافة لمقاومته لضعف خصوبة التربة؛ ويمثل المحصول بنسبة 8% من المساحات المنزرعة في محافظات الوجه البحري، ونسبة 20% من المساحات المنزرعة في محافظات الوجه القبلي؛ كما أن الشعير تتم زراعته بالمناطق الصحراوية غير الملائمة لانتاج القمح.

تستغرق فترة بقاء المحصول في الحقول طيلة فترة الزراعة، من 150 إلى 160 يوما في محافظات الوادي، و120 في الهجين والظروف الصحراوية؛ وهو محصول شتوي ربيعي؛ يحمل الحرارة المنخفضة وكذلك المرتفعة نسبيا بخلاف القمح؛ خاصة في فترة تكوين السنابل؛ يوصف بأنه محصول هارب من الجفاف إن لم يكن يتحمله؛ بالإضافة إلى أنه أكثر من القمح تحملا للملوحة والقلوية؛ يتحمل التأخير في الزراعة في الأراضي الصحراوية؛ وتمتد فترات زراعته من أول نوفمبر حتى منتصف ديسمبر.

يتشابة محصول الشعير مع القمح في ترتيب موعد الزراعة في الدورة الزراعية، وتتم زراعته عقب المحاصيل الصيفية كالقطن، القصب، الأرز والذرة؛ كما تتم زراعته عقب المحاصيل النيلية مثل الذرة، ولكن في هذه الحالة يقل انتاجه؛ وتتم زراعته بنفس طرق زراعة القمح؛ حيث طريقة العفير ( البدار - التسطير) وطريقة الحيراثي (بدار - تلقيط خلف المحراث)؛ يأخذ رية أو رتين أقل من القمح، حسب نوعية الأرض ومعدل سقوط الأمطار، حيث تقل فترة زراعته نحو شهر عن فترة زراعة القمح؛ كما أنه تمكن زراعته محملا على محصول البرسيم، في الأراضي قليلة الأملاح، وفي المناطق الشمالية بهدف تدفئة البرسيم وتقليل نسب الرطوبة في أول حشة.

يعطي المحصول انتاج من 8 إلى 9 أردب حبوب للفدان، وزن 120 كجم للأردب؛ كما يعطي 3 أو 4 حمل تبن، وزن الحمل 250 كجم؛ ويصل في الأراضي الخصبة من 15 إلى 18 أردب من الحبوب، و8 أحمال تبن؛ وعند العناية الفائقة يعطي المحصول 24 أردبا للفدان؛ في حين في الأراضي الرملية الضعيفة ينتج المحصول من نصف أردب إلى 5 أردب للفدان.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة