"مصائب قوم عن قوم فوائد".. موسكو أبرز المستفيدين بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي

"مصائب قوم عن قوم فوائد"، هكذا يمكن أن نطلق على الموقف الروسي بشأن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، حيث أن هذه الخطوة سيكون لها انعكاسات إيجابية على روسيا خلال الفترة المقبلة.

ونقل موقع "روسيا اليوم"، عن وكالة "نوفوستي" تأكيدها أن قرار الرئيس الأمريكي بالانسحاب من الاتفاق النووي المبرم مع إيران بدأ يعود بالمنفعة على الاقتصاد الروسي، موضحة أن انسحاب واشنطن من الاتفاق دفع أسعار النفط إلى الأعلى ما حقق إيرادات إضافية لروسيا، إحدى أبرز منتجي الخام في العالم.

وقالت الوكالة الروسية، إن أسواق الطاقة العالمية علمت نية الرئيس الأمريكي بالخروج من الاتفاق قبل شهر تقريبا، رغم أن بعض المحللين شككوا في ذلك، ومنذ ذلك ارتفعت أسعار النفط بنسبة 14% وبلغت الثلاثاء الماضي قبل الإعلان عن الانسحاب مستوى 75 دولارا للبرميل، فيما بدأ للوهلة الأولى أن أسواق النفط باتت مستعدة لقرار الرئيس الأمريكي وأسعار الذهب الأسود لن تتأثر أكثر من ذلك، إلا أن سعر برميل النفط قفز بواقع 3 دولارات أخرى بعد إعلان الرئيس الأمريكي الثلاثاء الماضي قرار الانسحاب وفرض العقوبات من جديد على إيران ليصل إلى 77 دولارا للبرميل.

ولفتت الوكالة الروسية، إلى أن كل شيء يعتمد الآن على مدى تأثير العقوبات الأمريكية على صادرات النفط من إيران، العضو في منظمة "أوبك" التي تنتج حوالي 3.8 مليون برميل في اليوم منها 2.5 مليون برميل يتم تصديرها، حيث أن هناك عدة سيناريوهات منهت انخفاض معروض النفط الإيراني في الأسواق بواقع 1 – 1.5 مليون برميل في اليوم ما سيدفع أسعار النفط إلى 85 – 95 دولارا للبرميل.

وأشارت الوكالة الروسية، إلى أن عزل إيران بشكل كامل بواسطة العقوبات يكاد يكون مستحيلا في ظل الرد الأوروبي على قرار دونالد ترامب، حيث أعربت لندن وباريس وبرلين عن أسفهم لهذا القرار، مؤكدين أنهم لن ينسحبوا من الاتفاق النووي، الذي أبرم في 2015 بعد جهود حثيثية من جميع الأطراف المشاركة.

وأكدت الوكالة الروسية، أن مهما كان تأثير الأحداث السياسية على أسواق النفط، فالأسعار ستبلغ مستويات تعود على منتجي النفط مثل السعودية وروسيا بإيرادات إضافية.