أم اليتامى والمساكين.. قصة مسجد السيدة فاطمة الزهراء

الأحد، 27 مايو 2018 06:00 م
أم اليتامى والمساكين.. قصة مسجد السيدة فاطمة الزهراء
مسجد السيدة فاطمة الزهراء
أمل عبد المنعم

لم يقتصر رواده على المصريين فقط بل المسجد يتردد عليه زوار من كافة الدول العربية للصلاة، يقع مسجد السيدة فاطمة الزهراء "فاطمة النبوية" بنت الحسين بن علي بن أبي طالب بالدرب الأحمر بالقاهرة، عاشت السيدة فاطمة الزهراء في القرن الثالث الهجري وأقيم الجامع فى محل بيتها عقب وفاتها ويوجد داخل رحابه مقامها في مقصورة عالية المقام مصنوعة من النحاس الأصفر.

مر المسجد بالعديد من عمليات التجديد أشهرها تجديدات الأمير عبد الرحمن كتخدا له ثم الخديوي عباس حلمي الثاني الذي كان محبا لآل البيت وقام بتجديد كافة مقاماتهم على مستوى الجمهورية وآخرها في بداية القرن الحالي ولكن أخر عملية شهدت طمس معالم مقامات السبع بنات اليتيمات اللاتي كانت ترعاهن السيدة فاطمة والمدفونات بالقرب منها حيث تم بناء السور عليهن فطمست معالمهن.

في عام 1999 تم هدم المسجد القديم وأقيم بدلا منه المسجد الحالي بعد توسعته بضم عدد من البيوت التي كانت تجاوره وافتتح في أكتوبر عام 2003 على مساحة 2200 متر مربع وتشرف عليه وزارة الأوقاف ويضم بخلاف المقام مصلى للسيدات وقاعة أفراح ويقام به درس أسبوعي يوم الاثنين ومنبره ومحتوياته حديثه.

اشهر عادات الناس في مولدها الذي يستمر قرابة العشرة أيام أنهم يحرصون علي طهي العدس وأكل العسل الأسود في مولدها وذلك لما اشتهر وتوارث في العادات الشعبية أنها رضوان الله عليها كانت دائمة العمل علي تقديم العدس والعسل الأسود لزوارها وكانت تحب أكلهما ولذلك أصبح من مشهور عادات مولدها تقديم العدس والعسل علي روحها للزوار في مولدها بل إن الأهالي يسارع كل منهم علي إطعام الوافدين من قري الوجه البحري والصعيد بطعامها المفضل إحياء لذكراها.

ولقد لازمها طوال حياتها واشتهر عنها بين الجميع عامة وخاصة وبين دفات كتب التاريخ والتراجم ألقابها التي يعد كل واحد منهم تاجا تتشرف به أي امرأة في حياتها حيث عرفت بأم اليتامى ولعل هذا اللقب هو الأشهر والأكثر انتشارا بين الجميع لأنها كانت صاحبة أول مؤسسة خيرية اجتماعية في تاريخ الإسلام لرعاية أبناء ضحايا وشهداء الحرب وذلك لما عرف عنها باصطحابها لسبع بنات تيتمن بعد كربلاء فأخذتهن معها أينما كانت وتكفلت برعايتهن طوال حياتها ولم تفارقهن حتى دفن جميعا بجوار مقامها في مسجدها بالدرب الأحمر.

ولم تكتف بالسبع بنات فقط وإنما كانت دارها مأوي للمساكين من جميع الأقطار فكانت تحسن إلي المساكين وتطعمهم وتلبسهم وتعينهم بكل السبل علي مواجهة الحياة فجاء لقبها الثاني (أم المساكين )، لأنها كانت تعطف علي المسكين وتربي اليتيم.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة