"المسجد المعلق" لرأس الحسين.. جامع الصالح طلائع بمنطقة الدرب الأحمر

الأربعاء، 30 مايو 2018 06:00 م
"المسجد المعلق" لرأس الحسين.. جامع الصالح طلائع بمنطقة الدرب الأحمر
جامع الصالح طلائع
أمل عبد المنعم

يعتبر جامع الصالح طلائع بمنطقة الدرب الأحمر بالقاهرة، أحد أهم الآثار الإسلامية التاريخية، وآخر المساجد في العهد الفاطمي، حيث تم بناؤه قبل سقوط الدولة الفاطمية بعدة سنوات، وبناه الفاطميون في القاهرة "555 هـ ــ 1160م"، قبل سقوط الدولة الفاطمية بـ 11 عامًا، وأمر بإنشائه الوزير الصالح طلائع بن رزيك، والذي كان وزيرًا للخليفة الفاطمي الفائز، ثم للخليفة العاضد من بعده.

وأمر "ابن رزيك" ببناء المسجد ليدفن فيه رأس الإمام الحسين لكن الخليفة الفاطمي الفائز لم يمكنه من ذلك، حيث أشار عليه خواصه بأن رأس الإمام الشهيد جد الفاطميين يجب أن تكون في القصر، فأعّد له الفائز مشهدا خاصا داخل باب الديلم أحد أبواب القصر الفاطمي.. وهو المشهد القائم حاليًا.

ورغم إتمام بناء الجامع في المعاد المحدد 555 هـ إلا أن أول صلاة جمعة تقام فيه كانت بعد 100 عام من إنشائه، وبالتحديد في عهد السلطان المملوكي عز الدين أيبك "1250 هـ ـ 1257م"، ليصبح بعد ذلك مسجدًا جامعًا.

جامع الصالح طلائع إحدى المساجد الكبيرة، وتبلغ مساحته 1522 مترا، ويطلق عليه الجامع المعلق، نظرًا لأنه كان يرتفع عند بنائه  4 متر عن مستوى الشارع الأرض، وللمسجد 4 وجهات مبنية بالحجر والوجهة الغربية أهم وجهات الجامع وبها الباب العمومي أمامه رواق محمول على 4 أعمدة من الرخام تحمل عقودًا مزخرفة عليها أفاريز من كتابات قرآنية بالخط الكوفي المزهر.

كان للجامع بابًا كبيرًا من الخشب يعتبر الأول من نوعه في القاهرة يكون عبارة عن تغليف نحاسي بشكل هندسة إسلامية، وظهر الباب تغطية زخارف نباتية محفورة فاطمية الطراز، وأما وجه الباب فمغطى بالنحاس وترجع إلى أعمال التجديد التي أجريت على الجامع في العصر المملوكي، ويوجد الباب في الوقت الحالي بمتحف الفن الإسلامي بالقاهرة، وتم وضع بدلا منه على الجامع نسخة عمرها ٨٣ عامًا.

يحتوى على زخارف متنوعة تملأ مسطحاته الداخلية والخارجية والتي تتميز بالدقة في عناصرها الهندسية، إلى جانب الكتابات القرآنية الكوفية المزهرة التي تدور حول عقود رواق القبلة ونوافذ الجامع، والجامع مستطيل يتوسطه صحن مكشوف مساحته 454 مترا مربع، وبه صهريح أرضى يحيط بالصحن 4 أروقة أكبرها رواق القبلة الذى يتكون من 3 بائكات، والثلاثة الأخرى يتكون كل منها من بائكة واحدة فقط، ذات عقود محمولة على أعمدة من الرخام ويعلو كل عقد شباك صغير مفرغ بزخارف نباتية.

جامع الصالح طلائع له 3 مداخل، ويحتوى على محراب يتميز بالبساطة، ومنبر من أعمال بكتمر الجركندار فى أواخر القرن الثالث عشر الميلادي، أما عن المئذنة فكانت هناك المئذنة الأصلية تعلو الباب الغربي الرئيسي، والتي هدمت في وقت لم يتم الإعلان عنه، وتم بناء أخرى عام 1926 وتم إزالتها بسبب خلل في الإنشاء، ليظل بدون مئذنة.

وذكر على مبارك أن جامع الصالح طلائع من المساجد الشهيرة ولم تزل شعائره مقامة بالجمعة والجماعة- وكان بوسط صحنه حنفية وصهريج وميضأة. وبعد عصر على مبارك - أواخر القرن 19 - ساءت حال الجامع فتوقفت الصلاة فيه، لتحيطه المباني السكنية والمحلات.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة