تحفة معمارية من العصر المملوكي.. مسجد «الناصر بن قلاوون»

الجمعة، 01 يونيو 2018 06:00 م
تحفة معمارية من العصر المملوكي.. مسجد «الناصر بن قلاوون»
مسجد «الناصر بن قلاوون»
أمل عبد المنعم

وصف في كتب التاريخ بـ«التحفة المعمارية» مسجد «الناصر بن قلاوون» ، الذي بُنى في القلعة قبل آلاف السنوات، ليبقى خالد، وذو أثر عظيم، وهو مسجد أثري، تم إنشاؤه في العصر المملوكي، ويعد من منشآت أسرة قلاوون، ويقع في وسط القلعة، بناه الناصر محمد في موقع جامع الكامل محمد، عام 718هـ/1318م، إذ هدم الجامع القديم وأعاد إنشاء الجديد، وانتهت عمارته في 4 شهور و25 يومًا.

كان يعرف باسم الجامع الناصري نسبة إلى الناصر محمد، وباسم جامع الخطبة لأنه كان الجامع الرسمي الذي تقام فيه صلاة الجمعة داخل المقر الرسمي للحكم في عصر المماليك، الذي جدده عام 735هـ/1335م عمارة مسجده، ليتسع لما يقرب من 5 آلاف مصل، وكان يستخدم كمسجد جامع لساكني القلعة وما حولها طوال الحكم المملوكي ثم العثماني، حتى أقام محمد على باشا جامعه في مقابلته من الجهة الغربية.

تحيط به 4 أروقة أكبرها رواق القبلة، ويشتمل رواق القبلة على 4 بلاطات موازية لجدار القبلة مكونة من بائكات من عقود على شكل حدوه الفرس، ويشتمل الأروقة الثلاثة الأخرى على صفين من العقود ترتكز على أعمدة رخامية مختلفة الأحجام ومتنوعة التيجان بمجموع 72 عمودًا، متعددة الأشكال منها البيزنطي والقبطي.

قبة المسجد متميزة، وتتألف من مربع حجري يرتكز على مجموعة من العقود، 3 على كل جانب، وترتفع فوق 10 أعمدة من الجرانيت الأحمر، وترتكز عليها 4 مناطق انتقال كل منها عبارة عن مثلث خشبي يضم 5 حطات من المقرنصات.

يتوسط جدار القبلة محراب الجامع على شكل مجوف يكتنفه محرابان صغيران، مكسوان بزخارف هندسية من فسيفساء رخامية دقيقة مطعمة بالصدف، كما كان جدار القبلة مكسو بالرخام الملون إلى ارتفاع ما يقرب من 5 أمتار ونصف، ولم يبق منها إلا أجزاء قليلة بعضها أشرطة من الرخام والبعض الآخر من الرخام الدقيق المطعم بالصدف.

يعلو المسجد مئذنتان إحداهما تجاه الشمال والأخرى تجاه الغرب، والمئذنتين متأثرتين بطرز مآذن مدينة تبريز، وتشبهان مئذنة على شاه بتبريز، للمسجد بابان أحدهما غربي، تجاوره مئذنة أشبه بالمآذن الفارسية في إيران، ويقع الباب الثاني بالواجهة الشمالية، وفي نهايتها ترتفع مئذنة ثانية تمتاز بقاعدتها المربعة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق