الشعراوي لم يكن بريئا.. «الفرارجي» ليس أول من بدأ سبوبة الإعلانات

الثلاثاء، 29 مايو 2018 10:00 م
الشعراوي لم يكن بريئا.. «الفرارجي» ليس أول من بدأ سبوبة الإعلانات
عمرو خالد
طلال رسلان

كثيرا ما تورط علماء دين فى الترويج لسلع وخدمات، بعيداً عن مدى مصداقية تلك السلع والخدمات، والذين عاشوا فترة الثمانينات من القرن الماضى سيتذكرون الحملات الإعلانية لشركات توظيف الأموال التى شارك فيها قامات دينية.

يأتى الشيخ الراحل محمد متولى الشعراوى على رأس القائمة؛ فكثيرا ما ظهر فى حفلات افتتاح مشروعات كيان الريان الاقتصادى وهو الأمر الذى أدى إلى تدفق الجماهير التى تصدق علماء الدين للمشاركة فى تلك الكيانات التى سرعان ما انكشف أمرها، وضاعت مدخرات المصريين الذين أودعوا أموالهم فى تلك الشركات.

الشعراوي إعلان

صورة نادرة للشيخ الشعراوي 

القصة الجديدة بدأت بمحاولة دمج محتوى إعلامى عن برنامج للطبخ مع محتوى إعلانى وهو الترويج لمنتج دجاج، الأمر الذى وإن كان جائزا للشيفات ومقدمى برامج الطعام، فهو بالتأكيد غير جائز للدعاة، هذا هو ما حاول الداعية عمرو خالد فعله، ليتحول من داعية مثير للجدل إلى نجم إعلانات مغضوب عليه.
 
 أبرز أجزاء الإعلان التى أثارت الجدل هو قول عمرو خالد: «إنه لن ترتقى الروح إلا حينما يكون جسدك وبدنك صح.. ومع وصفات آسيا ارتقاؤك مع ربنا فى قيام الليلة والتراويح أفضل»، لترد الشيف آسيا عثمان عليه: «سفرة الوطنية ستكون على صفحة دجاج الوطنية، وصفحة عمرو خالد، وصفحة آسيا عثمان».
 
المفاجأة أنه عقب ساعات من انتشار فيديو الدجاج، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعى فيديو جديد يقوم فيه عمرو خالد، وبنفس طريقة خلط الدين بالإعلان، بالدعاية لمنتج عطور جديد، ويقول عمرو خالد خلال الإعلان الجديد: «إن الكثير من الدعاة يشعرون بالخجل فى الحديث عن أشياء مثل العطور، ولكنى أشعر بانسجام نفسى لأنى أكثر شخص فى الدعاة فى العصر الحديث تحدث عن قيم الجمال، ومن يشكك فى قيم الجمال يشكك فى الإسلام نفسه، وأنا أعتقد أن مهنة العطور والطريقة التى يعرض بها عبدالصمد القرشى تتفق مع قيم الجمال الإسلامية».
 
دشن رواد موقع التواصل الاجتماعى «تويتر»، هاشتاج بعنوان «عمرو خالد»، وسخر المغردون من طريقة عرض عمرو خالد، قائلين: «عمرو خالد الشخصية الوحيدة التى كانت وما زالت تمثل شعارات الدين للتجارة فقط، ولا هو صادق فى ما يقوله».

عمرو خالد إعلان
جانب من الهجوم على عمرو خالد على السوشيال ميديا
 
الغضب العارم، والانتقادات الواسعة التى تم توجيهها للإعلام والمنتج ومقدم الإعلان، دفعت القائمين على الإعلان لحذفه عقب ساعات من طرحه.  وقدم عمرو خالد اعتذارا عن الإعلان عقب الغضب العارم الذى شنه الجمهور عليه، قائلا إنه خانه التعبير ما أدى لفهم حديثه على أنه استغلال للدين للترويج لمنتج، موضحا أن هذا خطأ وغير مقبول.
 
وأضاف عمرو خالد: «أنا مش هدى مبررات وأقول إن الشركة دى بتعمل أعمال خيرية، لكن أتحمل الخطأ بالكامل وأنا المسئول عنه، أنا بقالى 20 سنة بشتغل كان فيها إنجازات وفيها أخطاء، أنا بشر أصيب وأخطئ، والله أعلم بنيتى». عمرو خالد واحد من رجال الدين الذين رقصوا على كل الحبال، فلن تبذل مجهودا لتكتشف هذه الحقيقة، ففى فيديو شهير اعترف عمرو خالد: «طبعا مفيش طالب متدين دخل الجامعة فى الثمانينيات ولم يرتبط بالإخوان المسلمين.. كنت عضوا بالإخوان المسلمين وما ينفعش طالب متدين ما يدخلش الإخوان وهو فى الجامعة»، ولكن لم يمر الكثير حتى خرج الرجل فى كل وسيلة إعلامية ممكنة ليقسم: «أنا مش إخوان هذا الكلام سخيف».
 
قبل 30 يونيو دخل عمرو خالد فى تحالف سياسى انتخابى مع البرادعى وأبو الفتوح، إلا أنه بعد 30 يونيو أصبح أمين عام حملة مع الشيخ على جمعة وخالد عبدالعزيز وزير الشباب.
 
فى يونيو 2017 خرج علينا الداعية الشهير على موقع التدوينات القصيرة «تويتر» ليخطف الأضواء من جديد بتويتة بعد إعلان قرارات المقاطعة لدولة قطر الإرهابية من قبل مصر والسعودية والإمارات والبحرين، كتب فيها مشبها تميم بالنبى والعرب بقريش «بعد أن فشلت قريش بكل الوسائل فى وقف دعوة النبى والقضاء عليها بدأوا فى سلك دروب أخرى وهى عزل ومحاصرة كل من خالفهم». بدأ عمرو خالد ركوب حصان الشهرة الجامح منذ نعومة أظافره، وتحديدا عندما كان طالبا فى الجامعة، حيث بحث ونقب عن الكيان الطلابى الأشهر فى جامعته، وذلك فى نهاية الثمانينيات، فلم يجد سوى جماعة الإخوان الإرهابية، فانضم إلى صفوفها، ووضعته الجماعة تحت اختبار شديد التعقيد، وتأكد لقياداتها أن عمرو خالد لا يبحث إلا عن مصلحته الشخصية حتى ولو على جثث الغير، فاستحدثت له ملفا مهما وهو الداعية الاستايل لاختراق مجتمع أبناء الذوات ورجال الأعمال والفنانين والرياضيين!

ظهر عمرو خالد فى أندية الجزيرة والصيد وهليوبوليس والأهلى، متخذا خط الداعية المودرن، الذى يرتدى الجينز والـ«تى شيرت» من الماركات العالمية الشهيرة، ليستقطب نجوم المجتمع، ونجح بالفعل فى إقناع عدد كبير من الفنانات بارتداء الحجاب واعتزال التمثيل، كما استطاع المساهمة فى ضم نجوم الكرة المشاهير لجماعة الإخوان.
 
ولمن يشكك فى أن عمرو خالد، إخوانى الهوى والتنظيم، نطالبه بدخول موقع الـ«يوتيوب» الشهير على الإنترنت، والبحث عن تصريح ضمن حوار تليفزيونى له على قناة الـ«سى بى سى» فى عهد الإخوان، ردا على سؤال هل أنت إخوانى..؟ عندما أجاب نصا: «طبعا مفيش طالب متدين دخل الجامعة فى الثمانينيات ولم يرتبط بالإخوان المسلمين.. كنت عضوا بالإخوان المسلمين، وما ينفعش طالب متدين ما يدخلش الإخوان وهو فى الجامعة».
 
هذه إجابة صريحة شافية وافية، ولا يمكن لشخص مهما تمتع من قريحة وذكاء خارق أن يبرر للداعية بأنه ليس إخوانيا، فالاعتراف فى علم القانون، سيد الأدلة! وبعد إزاحة الجماعة الإرهابية من الحكم، واندلاع ثورة 30 يونيو، عاد وأنكر انتماءه للجماعة، وقال نصا أيضا: «هذا الكلام عيب وسخيف وإقصائى بحيلة سخيفة، ولعبة قديمة، وهذا الكلام غير صحيح على الإطلاق». التصريحان المتناقضان، سواء الأول فى عهد الجماعة الإرهابية، والثانى بعد ثورة 30 يونيو، يكشفان مدى التناقض وحب الشهرة المتغلغل فى جينات الداعية الاستايل، وأن لديه استعدادا لأن يغير فكره السياسى، ونهجه الدعوى، حسب المصلحة، وبموجب الموجة السياسية المرتفعة والمسيطرة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة