"بسلاح تركيا وإيران".. بكين وموسكو يصفيان حساباتهما مع "أوروبا وأمريكا"

الخميس، 31 مايو 2018 04:53 م
"بسلاح تركيا وإيران".. بكين وموسكو يصفيان حساباتهما مع "أوروبا وأمريكا"
بوتين
كتب أحمد عرفة

لم يكن ملف الاتفاق النووي الإيراني، بعيدا عن استغلال كل من روسيا والصين من أجل مكايدة الولايات المتحدة الأمريكية، التي تظهر عداءا واضحا لكلا الدولتين خاصة مع قدم إدارة جديدة للبيت الأبيض بزعامة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

 

لم يكن يعلم الرئيس الأمريك، أن قراره الذي اتخذه في 12 مايو الجاري، بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، سيكون ورقة رابحة لكل من موسكو وبكين يستخدمونها ضد كل من أمريكا والاتحاد الأوروبية، خلال معركة تصفية الحسابات التي نشبت بينهما في عدد من الملفات على رأسها ملف تسميم الجاسوس الروسي السابق سيرجي سكريبتال، وكذلك الأوضاع التي تشهدها سوريا.


موسكو تصفي حسابتها مع واشنطن

أول الطرق التي تستخدما الصين لمقايضة دول أوروبا وأمريكا، هو دفع طهران لطرد شركات أوروبا التي تخشى من العقوبات الأمريكية التي ترفضها واشنطن خلال الفترة الأخيرة،  فخلال الساعات الماضية، خاطبت طهران شركات فرنسية لبحث على إعفاء من تلك العقوبات، أو الانسحاب من طهران في محاولة لفتح المجال للشركات الصينية للعمل في إيران.

201804131243444344
وزير خارجيه روسيا

 


إيران تهدد الشركات الفرنسية

وزير النفط الإيراني بيجن زنجنه، أكد هذه الخطوة، موضحا أن إيران أمهلت شركة النفط الفرنسية العملاقة "توتال" مدة شهرين للحصول على إعفاء من العقوبات الأمريكية للمشاركة في مشروع طاقة بإيران، وذلك بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الإيراني، ومؤكدا في ذات الوقت أن أمام "توتال" 60 يوما للتفاوض مع واشنطن للحصول على إعفاء للعمل في المرحلة الـ 11 من حقل بارس الضخم، في حال انسحاب الشركة الفرنسية من إيران فستحل محلها في المشروع شركة النفط الوطنية الصينية "سي إن بي سي".

 

1
وزير النفط الإيراني

 

في سياق متصل، ذكرت صحيفة "العرب" اللندنية، أن دول الاتحاد الأوروبي أصبحت تواجه صعوبات كبيرة في الوفاء بوعودها عبر إقناع الشركات الأوروبية بالمضي قدما في عقود استثمار كبيرة وقعتها مع إيران، وهو ما يزيل العقبات أمام روسيا والصين لتقوية تحالفاتهما مع طهران، التي باتت تشعر أنهما أصبحتا مخرجها الوحيد من استراتيجية أمريكية عدائية تأخذ تدريجيا طابعا دوليا.


أوروبا تخشى عقوبات واشنطن

وأوضحت الصحيفة، أن تركيا لا تشعر بفارق كبير عن العزلة التي يتسع نطاقها يوما بعد يوم، إثر توتر حاد في العلاقات مع واشنطن، بعدما وضع الكونجرس الأمريكي قيودا على بيع مقاتلات من طراز أف-35 لتركيا، وممارسة واشنطن ضغوطا على أنقرة في ما يتعلق بسياساتها في سوريا، حيث وضع ذلك تركيا على حافة الانتقال أيضا إلى المعسكر الشرقي، الذي يرى فرصة سانحة لجذب تركيا إلى صفوفه، وشق حلف شمال الأطلسي (الناتو) عبر تعزيز الانقسامات.

 

download
الرئيس الصيني

ولفتت الصحيفة إلى أن منطلقات البلدين استراتيجية بعيدة المدى، رغم تركيز إيران على المكاسب الاقتصادية كأولوية، مؤكدة أنه لا أحد يملك تكنولوجيا دفاعية من الممكن أن تمثل توازنا للتكنولوجيا الأمريكية سوى روسيا، وبدرجة أقل الصين.

 

وأوضحت الصحيفة، أن الوروبا فشلت فشلا ذريعا في إقناع واشنطن بالتخفيف من حدة مقاربتها في التعاطي مع قضايا حساسة تمس استقرار الاتحاد الأوروبي، كبرنامج الصواريخ الباليستية ونفوذ إيران في الشرق الأوسط، وملف الهجرة واللاجئين، حيث أنه إذا ما تمكنت روسيا وإيران من استقطاب الدولتين المحوريتين في المنطقة، فسيمثل ذلك فشلا لاستراتيجية أمريكية لم يبدأ تطبيقها بعد.

 

وأوضحت الصحيفة، أن الولايات المتحدة الأمريكية تحاول العثور على مخرج لمعاقبة إيران وتركيا دون أن يمنح ذلك موسكو وبكين رصيدا استراتيجيا مجانيا على حساب الغرب.

 

وكان وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، فتح النار على الولايات المتحدة الأمريكية، متهما إياها بأنها تسعى لفرض سياسة الضغط بصفاقة على كل من خصومها  بالتحديد إيران، موضحا أن الولايات المتحدة، بانسحابها من الصفقة النووية الإيرانية، كانت تعول على مواجهة شاملة مع طهران، قائلا: نتذكر التنبؤات المروعة فى ثمانينيات القرن الماضى حول الشتاء النووى الذى لحسن الحظ لم يأت بل حل "الربيع العربي"، والذى أثار أيضا، عبر سلسلة من الأحداث المأساوية مشكلة أسلحة الدمار الشامل، حيث خرجت واشنطن من خطة العمل الشاملة المشتركة حول البرنامج النووى الإيرانى تعويلا على تنظيم مواجهة شاملة مع طهران.

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة