علوم مسرح الجريمة..كيف تدل «بصمة الشعر» على سن وجنس الجانى وصلته بالمجنى عليه ؟

السبت، 02 يونيو 2018 03:00 م
علوم مسرح الجريمة..كيف تدل «بصمة الشعر» على سن وجنس الجانى وصلته بالمجنى عليه ؟
صورة أرشيفية
علاء رضوان

 

كيف يعرف مصدر شعر الجسم في مسرح الجريمة ؟..وهل هو شعر «ذقن أو رأس أو عانة»؟..وغيرها من الأسئلة التي تطرح نفسها باستمرار في الجرائم  وتحتاج إلى إجابة.

 

بالتعرف على وجود وخصائص ومميزات وألوان و تركيب ومكونات الشعر الآدمي، حيث يحوي جلد الإنسان على جيوب صغيرة تشكل كل منها منبت لكل شعرة من شعيراته، وهو ما يعرف بـ«بصيلات الشعر»، وبداخل هذه البصيلات يوجد نوعان من الخلايا المسئولة عن لون الشعر، وهو ما أكده محمود على مدير عام مركز علوم الأدلة الجنائية والدراسات الأمنية والقانونية، بجامعة سوهاج.   

 

النوع الأول: الخلايا السوي (Eumelanin) والذي يحمل الصبغة ذات اللون البني أو الأسود.

 

و النوع الثاني: هو فيوميلانين (pheumelanin) المسؤول عن اللون الأشقر والأحمر للشعر.

شعر الرأس
شعر الرأس

 


وأضاف فى تصريح لـ«صوت الأمة» أن جميع البشر يملكون ولو جزء بسيط من «الفيوميلانين» بشعرهم، لكن هناك من يمتلك شعر أسود أو بني، ويكون فيه الفيوميلانين محجوب من قبل الخلايا المسؤولة عن اللون الأساسي للشعر، وفي هذه الحالة تظهر هذه الخلايا على شكل خصلات ذات اللون الكستنائي متداخلة في الشعر البني، و تختلف نوعية وشكل الشعر من منطقة الى أخرى في جسم الإنسان وعوامل عديدة مسؤولة عن هذه الظاهرة، أهمها أن بعض بصيلات الشعر تفرز الصبغ أكثر من غيرها، فاللون الغامق للحواجب، مثلاً، هو نتيجة إفراز البصيلات لكميات كبيرة من الصبغ أو المادة الملونة.


بعكس طبيعة الشعر الأملس للرأس، فانه ينمو للرجل شعر ذو طبيعة مجعدة في مناطق أخرى من جسمه، كالذقن أو الأعضاء التناسلية، ويعود السبب وراء ذلك، الى أن الشعر النابت عند ذقن الرجل ينتمي إلى فئة «منشط الذكورة»، والذي ينمو خلال أو بعد بلوغه، وذلك بفضل التغيرات في مستوايات هرمون الذكورة، مما يجعله مختلف بطبيعته عن ذاك الذي ينمو على رأسه.

شعر العانه
شعر العانه

 

بصمة الشعر :

الجرائم المصحوبة بعنف، غالبا يتخلف عنها آثار مادية بمسرح الجريمة، من بينها الشعر، حيث يتساقط نتيجة المقاومة ثم يعلق بجسد الجاني أو المجني عليه أو بملابسهما أو بالفراش أو حتى بأدوات ارتكاب الجريمة، و يعتبر الشعر من الأدلة القوية في مجال البحث الجنائي، لاسيما أنه لا يتعرض للتلف رغم مرور الوقت، كما أن تحليله بعد وفاة الشخص قد يصل إلى مرحلة بداية تحليل العظام.

يتكون جسم الشعرة من «بصيلة»، وهي جذر الشعرة، والساق الذي يتكون من ثلاث طبقات «البشرة الخارجية، القشرة و التي هي طبقة سميكة تتكون من ألياف طولية وخلايا غنية بجينات الأصباغ المميزة للون الشعر، و أخيرا النخاع أو اللب الذي يختلف من شخص إلى آخر»، حيث يكون أحيانا ضيقا ومتقطعا، وأحيانا أخـرى منعدما تماما، غيـر أنـه يكون مستمرا على مستوى شعـر العانة والشارب.

وتختلف هذه المناطق من حيث شكلها وسمكها ولونها من شخص إلى آخر، حيث أثبتت الدراسات العلميـة في هذا المجال أن لكـل شعرة 14 عنصرا نادرا، واثنيـن من بيـن بليـون شخص يتقاسمان تسعـة عناصر منها.  

بصيلة الشعر
بصيلة الشعر

 

  خطوات تحليل عينة الشعر

بعد وصول عينات الشعر إلى المعامل الجنائية العلمية فرع التحاليل البيولوجية، تبدأ عملية الفحص أولا من المظهـر الخارجي للشعرة، وهذا بالعين المجردة وقبل تنظيفه، إذ يسمح هذا الفحص بتسجيل مواصفات الشعر الظاهرية كاللون والطول والسمك، وتصنيفه ضمن صنف من أنواع الشعر المختلفة ﴿ناعم، متموج، صوفي، متهدل، مجعد﴾.  

 يتم التفريق بين الشعر والألياف النسيجية الأخرى، بالرائحة المميزة لاحتراق الشعر والتواء الطرف المتحرق للشعرة، و قبل وصول مرحلة الفحص المجهري للشعرة، تمر بمعالجة وتحاليل هامة، وهذا من آجل إزالة العوالق المرتبطة بالشعر، وذلك باستخدام مذيب ثنائي كلور الميثانDechloro Méthane ، والذي لا يؤثر في محتويات الشعرة الداخلية، ويفضل استخدام هذا المذيب ثلاث مرات للتخلص من الملوثات والعوالق تماما من السطح الخارجي للشعرة .

الشعر
الشعر

 

معرفة الجنس وسن صاحب الشعر

بعد هذه المرحلة تأتي مرحلة الفحص المجهري للشعرة بواسطة الميكروسكوب، حيث يتمكن الخبير الفني من خلال هذا الفحص من استنطاق الشعرة لمعرفة سلالة مصدر الشعرة، هل إنسان أم حيوان، من خلال الفروق الواضحة بين الطبقات الثلاثة لكلا الفصيلتين، كما يمكنه معرفة جنس وعمر صاحبها، وكذا تحديد العضو الذي تساقطت منه الشعرة، ويتم التفريق بين أنواع الشعر بمعرفة صفات كل نوع، فشعر الرأس يظهر بمقطع بيضوي أو مستدير يتراوح من 2 إلى 20 سنتيمتر، وهي أطول من ذلك لدى المرأة، ويكون مثلث المقطع بالنسبة لشعر الذقن والشارب والذي يبلغ سمكه أكثر من 100 ميكرون، أما شعر الحاجبين فهو قصير وقوسي الشكل وله نهاية مدببة.

كما يتم التفرقة بين شعر الذكر و شعر الأنثى من خلال الأصباغ ، طول الشعرة وفحص الكروموزومات الجنسية الموجودة في خلايا الشعر، و يمكن تحديد الجهة التي تساقط منها الشعر هل الشارب، شعر الرأس، العانة، الإبط ...إلخ، كما يمكن معرفة عمر الشعر ضمن حدود .  

تحليل نوع الشعر
تحليل نوع الشعر

 

التميز بين شعر الطفل والبالغ

يمكن التمييز كذلك بين شعر الطفل و شعر البالغ، إذ أن شعر الأول جذوره تذوب مباشرة في محلول البوتاس الكاوي Potasse caustique في حين أن شعر البالغ يقاوم فترة من الزمن .  

وفي شعر البالغ، فإن لفحص الشعرة أهمية بالغة يتم من خلاله الكشف عن بعض مواصفات صاحبها من حيث سنه وجنسه وإثبات الصلة بين شخصين، وهذا في حالة العثور على الشعرة عالقة بالضحية يكون أمسك بها في يده أو عثر عليها تحت أظافره، لتوضح مقاومة الضحية للجاني، كذلك في الجرائم الجنسية فقد يعثر على شعـر الجاني عند الأعضاء التناسليـة أو بالملابس الداخليـة للطرفين .   

تكوين الشعر
تكوين الشعر

 

مواد الكشف

كما يكشف تعرض الضحية للتسمم بالزرنيخ Arsenic بعد فحص شعره، لأن هذه المادة تترسب بالأنسجة القرنية بالشعر والأظافر، ويفيد في كشف المخدرات القاعدية ولو مرت على الوفاة فترة طويلة، وهذا باستخدام الصودا الكاوية فهي الأنسب لأنها تعمل على تحرير المادة المخدرة، كما يمكن استخدام جهاز كروماتوغرافيا السائل ذي الكفاءة العالية HPLC في تحديد نسبة النيكوتين في الشعـر، غير أن كثيرا مـن الخبراء في هـذا المجال يفضل استعمـال جهاز كروماتـوغرافيـا الغاز مطياف الكتلة ﴿ GC/MS﴾ و ذلك لحساسية المواد المخدرة لهذا الجهاز وفعاليته .   

جهاز كروماتوغرافيا الغاز
جهاز كروماتوغرافيا الغاز
 

هل الشعرة دليل قاطع ؟

رغم أن الشعرة يمكنها أن تقدم دليلا حيويا ينير التحقيق، إلا أنها لا تملك الدلالة القاطعة في الإثبات كالتي تملكها بصمات الأصابع، بل تبقى مجرد قرينة بسيطة لا تقبل بمفردها كدليل إدانة، إلا إذا تساندت مع باقي الأدلة لتكون الإقناع لدى القاضي الجزائي، ومن أجل ذلك يتدخل العلم الحديث مرة أخرى عن تحليل النشاط النيتروني، فيعالج الشعرة بالمواد المشعة في مفاعل نووي، ثم يتم حساب نسبة التلف الناتجة إلكترونيا مما يزيد من احتمال تحديد هوية الشعر .  

مع اكتشاف تقنية البصمة الوراثية، أصبح وجود شعرة بمسرح الجريمة يقود إلى الكشف عن هوية صاحبها مباشرة عن طريق هذه التقنية .

تحليل الشّعر يقدّم تحليل الشعر التّقدير الصّحيح لتركيز المعادن في الجسم؛ حيث يكشف التّحليل المواد الضروريّة التي يحتاجها الجسم، وإذا ما كانت توجد أيّ سموم.

ويؤدّي التسمّم بكميّات كبيرة إلى السماح بالاكتشاف المبكّر للمواد السامّة مثل «الزئبق، والرّصاص، والكادميوم، والألمنيوم»، فبذلك يكون تحليل الشعر وسيلةً لاكتشاف ومعالجة التسمّم قبل ظهور الأعراض الواضحة له، فمثلاً يكتشف هذا التحليل مستويات الكالسيوم الموجودة في الجسم وما إذا كان هناك نقصٌ ما لتفاديه قبل أن تتفاقم المشكلة، كان الأطبّاء قبل اكتشاف تقنيّة تحليل الشعر يعتمدون على عيّنات البول وبلازما الدم لمعرفة العناصر الضئيلة في الجسم، ولسوء الحظ إنّ هذه الاختبارات كانت غير دقيقة؛ لأنّها ببساطة لا تعكس تركيز المعادن في الخلايا والأعضاء، ولكن بدلاً من ذلك تُظهر المعادن المنتشرة في الدم .  

أسباب_ضعف_بصيلة_الشعر

 

المعالجة الكيميائية

وتعدّ العلاقة بين تركيزات المعادن في الأعضاء الداخليّة للجسم وتركيزاتها في الشعر أكثر وضوحاً؛ ففي الواقع تحليل الشعر هو المقياس الدّقيق للمواد المعرّضة للفحص، وغالباً يُستخدم لتحديد الدواء الواجب استخدامه، كيفيّة تحليل الشعر يبدأ تحليل الشّعر بإزالة كميّة صغيرة من الشعر غالباً تؤخذ من خلف الرّقبة، ولأنّ المعالجة الكيميائيّة الجافّة للشعر من خلال التلوين وإزالة اللون الطبيعي وعمل التموّج الدائم للشعر قد يؤدّي إلى عدم دقّة النتائج؛ فإنّه يمكن استخدام عيّنة من شعر العانة. يتمّ غسل عيّنة الشعر وتنظيفها كيميائيّاً من المواد العالقة بها، ويتمّ إذابة كميّة خاصّة من العيّنة المأخوذة في حجم معلوم من الحمض.  

وأخيراً، باستخدام طريقة التّحليل الكيميائي الّتي تُسمّى القياس الطبقي الضوئي للامتصاص الذرّي، فإنّ كلّ معدن يتمّ فصله، ويُقاس بأجزاء من المليون، ويُقدّم تحليل الشّعر أيضاً تسجيلاً دائماً نسبيّاً لتركيز المعادن الّذي يمكن تحليله بواسطة الكمبيوتر لتحديد العلاقة بين العناصر المتعدّدة في الشعر، وعلاج أيّ واحدة من المشكلات الّتي تمّ التعرّف عليها باستخدام العلاج الاقتناصي، أو أيٍّ من البرامج الأخرى الّتي يمكن أن توضع وتُنجز قبل أن تصبح الأمور غير قابلة للإصلاح
في البشر، وهناك نوعان من الشعر:
- شعرة قصيرة ولينة، وهو موجود في جذع الرأس فى الإنسان.  

- شعر المحطة الطرفية قوية وطويلة، وهو موجود في النخاع، وشعر اللحية، وأسفل الإبط، والعانة.

 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة