انخفاض ضغط الدم "القاتل الصامت".. أبرز أعراضه ومضاعفاته ونصائح للمرضى الصائمين

الثلاثاء، 05 يونيو 2018 04:00 م
انخفاض ضغط الدم "القاتل الصامت".. أبرز أعراضه ومضاعفاته ونصائح للمرضى الصائمين
علاج ضغط الدم
محمد فرج أبو العلا

  • مرض "الضغط" أحد أخطر أمراض العصر المميتة
  • الدوخة والصداع وضيق التنفس أبرز أعراض انخفاض ضغط الدم
  • انخفاض الضغط يؤدى لفقدان التركيز والشعور بالخمول الذهنى والعضلى
  • يشكل خطرا على القلب والجهاز العصبى المركزى والمخ
  • إهمال علاج انخفاض ضغط الدم يؤدى إلى الوفاة
  • النظام الغذائى السليم لمرضى الضغط المنخفض فى رمضان 

 

تؤكد الأبحاث والدراسات العلمية أن الصيام مفيد جدا للإنسان، ولكننا الآن لسنا بصدد تناول تلك الفوائد، وإنما نود مساعدتك حال الشعور بالصداع وفقدان التركيز وعدم القدرة على الاستمرار فى الصيام، بسبب انخفاض ضغط الدم، وماذا تفعل حتى موعد الإفطار.


ما هو انخفاض ضغط الدم

إن أمراض ضغط الدم هى أحد أخطر أمراض العصر الحالى، وهو المسمى بـ"القاتل الصامت"، فضغط الدم هو قوة دفع الدم ضد جدران الشرايين عند ضخ الدم من القلب، ويحدث انخفاضا فى ضغط الدم عندما يقل ضخ الدم الانقباضى والانبساطى عند الإنسان، وقد يسبب زيادة انخفاض ضغط الدم الدوخة والإغماء، أو يشير إلى خطر بالقلب أو الغدد الصماء، وقد يهدد حياة الإنسان حال عدم وصول الأكسجين إلى المخ، ولكن بالنسبة لبعض الذين يمارسون الرياضة ويكونون فى لياقة بدنية عالية، يكون انخفاض ضغط الدم علامة على الصحة الجيدة

ويعتبر الدوار والدوخة وضيق التنفس والصداع وعدم انتظام ضربات القلب من أبرز أعراض انخفاض ضغط الدم، كما قد يحدث إغماء للمريض، أو ألم فى الصدر، أو تصلب للرقبة، أو آلام شديدة أعلى الظهر، بالإضافة إلى أعراض أخرى مثل السعال والإسهال وعسر الهضم وعسر البول وفقدان الوعى، وعدم وضوح أو فقدان الرؤية المؤقت.

جهاز قياس ضغط الدم

جهاز قياس ضغط الدم

 

أسباب انخفاض ضغط الدم

تتعدد أسباب انخفاض ضغط الدم، ولعل أهمها هو انخفاض حجم الدم، والتغيرات الهرمونية، وتوسع الأوعية الدموية، والآثار الجانبية للأدوية، وفقر الدم، ومشاكل القلب والغدد الصماء، وعدم كفاية كمية السوائل بالجسم عند الصيام، وقد يكون انخفاض ضغط الدم أحد الآثار الجانبية لبعض المشروبات مثل "الكاكاو والهوت شيكلوت".

 

ويرى الأطباء أن انخفاض ضغط الدم حالة مرضية يجب الاهتمام بعلاجها خاصة فى رمضان، حيث إنه يؤدى لفقدان القدرة على التركيز والشعور بالخمول الذهنى والعضلى المفاجئ والناتج عن نقص في كمية العناصر الغذائية والأوكسجين وهي العناصر اللازمة لتغذية أعضاء الجسم المختلفة ويؤثر نقصها على المدى البعيد على أداء الحواس والمخ فتضعف كفاءتها خاصة بالنسبة لحاستى البصر والسمع.


ويتفق العلماء على أن اختلال عناصر الدم مثل "النحاس، والبوتاسيوم، والأملاح" يعد أحد الأسباب الرئيسية لانخفاض ضغط الدم، وقد يرجع انخفاض ضغط الدم أيضا إلى عوامل نفسية أبرزها التوتر والقلق، بالإضافة إلى عوامل طبية مثل استمرار تناول المهدئات والعقاقير المدرة للبول وأدوية القلب والمسكنات والأدوية المضادة للاكتئاب وارتفاع مستوى السكر أو انخفاضه، ويمكن اكتشاف انخفاض ضغط الدم بوجود "رائحة بقولية في البول وسواد فى البراز".

تشخيص انخفاض ضغط الدم

يتم قياس ضغط الدم بوحدة الـ"مليمتر زئبق" فى وضع استرخاء المريض، حيث يتراوح الضغط الطبيعى الانقباضى للبالغين فى منتصف العمر من 90 إلى 140 مليمتر زئبق، والضغط الانبساطى من 60 إلى 90 مليمتر زئبق، أما الضغط المتوسط 120 مليمتر زئبق، ويتم قياس ضغط الدم بلف الجهاز حول الذراع، ثم نفخ الهواء ليتم جريان الدم بشكل مؤقت، بعد ذلك يتم خفض الضغط ليعود الدم للجريان ثانية، حيث يسمع الطبيب "الفاحص" عن طريق سماعة، الأصوات التى يصدرها الدم أثناء جريانه بالشرايين، ثم يحدد الطبيب ضغط الدم الانبساطى والانقباضى عندما تنتهى الأصوات، وهناك عدة أنواع من أجهزة قياس الضغط منها المنزلى والإلكترونى، وتدل الأرقام على شدة ارتفاع أو انخفاض الدم حسب اللجنة الطبية بالولايات المتحدة و رابطة القلب الأمريكية American Heart Association، ويمكن تقييم ضغط الدم كما فى الجدول التالى:

 

جدول قياس ضغط الدم من منظمة الصحة العالمية
 
جدول قياس ضغط الدم من منظمة الصحة العالمية
 

قد يحدث هبوطا لضغط الدم عند الأشخاص الطبيعيين، حيث تقل كمية الدم العائدة إلى القلب وتتجمع فى الأوردة، ما ينتج عنه نقص الدم الواصل للمخ ويسبب الدوخة والدوار، ويرى العلماء أن هذا النوع من انخفاض ضغط الدم لا يعتبر مؤذياً ما لم يكن السبب فقدان الدم أو التعرض لرضوضٍ شديدة، ولكن يجب التأكد من أن الصحة جيدة وليس هناك أى انخفاض لضغط الدم أثناء الوقوف، أما الهبوط المفاجئ يعد الأكثر تهديدا لحياة الإنسان، وتكمن خطورته فى نقص كمية الأكسجين الواصلة للمخ وباقى أعضاء الجسم، وهناك نوعا آخر يسمى بـ"هبوط ضط الدم الانتصابى"، هو الانخفاض الناتج عن الوقوف ساعات طويلة، حيث يتدفق الجزء الأكبر من الدم إلى الساقين، وتقل كمية الدم العائدة إلى القلب، ما يسبب انخفاضا فى ضغط الدم، فيزيد من سرعة نبض القلب، ويرفع معدل تدفق الدم بالشرايين.

 

كيفية-قياس-ضغط-الدم-بالجهاز-الزئبقي
 
كيفية قياس ضغط الدم بالجهازالزئبقي

 

أسباب هبوط ضغط الدم المفاجئ

إن قلة السوائل فى الجسم، والإسهال، وبذل الجهد الزائد تؤدى إلى الإصابة بالجفاف، ومن ثم صعوبة تعويض كمية الدم المتراكمة فى القدمين عند الانتقال إلى وضعية الوقوف، ما يسبب انخفاضا مفاجئا فى ضغط الدم، وكذلك الإصابة بأمراض القلب تؤثر على قدرة عضلة القلب على ضخ الدم بشكل أكبر عند الوقوف، ما يؤدى إلى انخفاض الضغط، كما أن اضطراب مستوى السكر فى الدم والذى قد يؤدى إلى جفاف وكثرة التبول، واضطرابات الجهاز الهضمى والعضبى المختلفة كلها عوامل قد تزيد من خطر الإصابة بهبوط ضغط الدم المفاجئ، وهناك أسباب أخرى لعل أهما تناول الأدوية النفسية وموسعات الأوعية الدموية، أو الاستلقاء فى الفراش فترة طويلة، أو الإصابة بالدوالى أو الأنيميا أو النزيف.


مضاعفات انخفاض ضغط الدم

يصاحب انخفاض ضغط الدم ضعفا كبيرا فى وصول الأكسجين إلى الدماغ وأعضاء جسم الإنسان، ما يشكل خطراً على القلب، وقد يسبب أوجاع فى الصدر وضيق التنفس، ومشاكل الجهاز العصبى والهضمى، وقد تتعرض الكلى للضمور، حيث إن كل مرة ينخفض فيها ضغط الدم تتضرر الكلى، ومع ذلك التكرار، بالإضافة إلى أنه قد يسبب شحوبا فى لون الجلد، وضعفا فى الوظائف العقلية والدماغية مثل التركيز والانتباه، وقد يؤدى إلى ضعف الرؤية وفقدان البصر.

كثرة تناول السوائل لعلاج انخفاض الضغط
كثرة تناول السوائل لعلاج انخفاض الضغط

 

كيف تتعامل مع انخفاض الضغط فى رمضان

عزيزى الصائم.. أنت فى نهار رمضان تمتنع عن تناول الطعام والشراب اللذان يساعدانك على إحداث التوازن فى ضغط الدم، وقد تشعر فجأة بهبوط الضغط نتيجة للعوامل والأسباب السابق الإشارة إليها، وليس عليك إلا اتباع الإرشادات التالية دون اللجوء لـ"الإفطار" حتى تكمل يومك دون حدوث مضاعفات. فإن كنت تشعر بدوخة أو دوال عليك الجلوس والاستلقاء لدقائق حتى فى العمل، أو اجلس فى وضع القرفصاء، ويمكنك وضع رأسك بين الركبتين، ويساعد ذلك على عودة ضغط الدم إلى وضعه الطبيعى، كما أنك لابد أن تقف ببطئ "واحدة واحدة"، وإن كنت نائما عليك التدرج فى النهوض من السرير، أى النهوض على مراحل حتى تقف على قدميك، وإذا كنت تشعر بالإجهاد الشديد الناجم عن قلة عدد ساعات النوم والتى تكون منتظمة بين 6:8 ساعات، فعليك أخذ قسط من الراحة، أما إذا كانت الحالة تزداد سوء، لا تنتظر وعليك التوجه إلى أقرب مستشفى أو طبيب.

 

نظام غذائى لمرضى ضغط الدم المنخفض
 
نظام غذائى لمرضى ضغط الدم المنخفض

 

طرق علاج انخفاض ضغط الدم

ينصح الأطباء بمحاولة علاج انخفاض ضغط الدم دون التطرق أو الوصول لمرحلة الاعتماد على الأدوية، وذلك عن طريق تناول وجبات عالية الملح، واتباع نظام غذائى يحوى الفواكه والخضروات الغنية بفيتامين ب المركب وفيتامين C والبروتينات، والإكثار من تناول السوائل خاصة أثناء ارتفاع درجة حرارة الطقس، وممارسة الرياضة لتحسين الدورة الدموية، والنوم على وسادة مرتفة إلى حد ما، وتجنب الأعمال الشاقة والإجهاد الشديد.

 

كما يوصى الأطباء بأخذ قسط من الراحة بعد تناول الطعام، والمحافظة على رطوبة الجسد، وزيادة تناول الأغذية الغنية بـ"الفوليك أسيد وفيتامين ب12"، مثل "الأسماك ومنتجات الألبان والخضر والفاكهة"، حيث تسهم فى تحسين وظيفة ضغط الدم والدورة الدموية، تناول "الكافيين" والذى بدوره يعمل على تضييق الأوعية الدموية ومن ثم يساعد على رفع ضغط الدم، حيث إن "فنجان قهوة" قد يكون الأسرع فى إسعاف مريض حال هبوط ضغطه، إلى جانب "العرق سوس" وعسل النحل والزبيب وأوراق الريحان والشمندر والرمان، كما ينصح.

القهوة لمرضى ضغط الدم المنخفض
 
القهوة لمرضى ضغط الدم المنخفض

 

كما ينصح الأطباء، المرضى أصحاب الضغط المنخفض بالإكثار من تناول والتين الجاف وقمر الدين، لاحتوائها على العناصر النادرة المهمة مثل البوتاسيوم والنحاس وغيرهما، وممارسة الرياضة بشكل مستمر ومنتظم، كما ينصحون مرضى الضغط المنخفض المزمن بعدم تناول المشروبات الكحولية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة