ديكتاتور تركيا يقودها للحضيض.. كيف تسبب أردوغان في انحدار الليرة وتراجع قيمتها؟

الثلاثاء، 05 يونيو 2018 08:00 م
ديكتاتور تركيا يقودها للحضيض.. كيف تسبب أردوغان في انحدار الليرة وتراجع قيمتها؟
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان
محمود علي

مزيد من القلق والتخوف ينتاب النظام التركي في الأيام الأخيرة، على خلفية استمرار انحدار العملة المحلية (الليرة)، وذلك بعد محاولات متكررة من البنك المركزي لانتعاشها برفع سعر الفائدة من 13.5% إلى 16.5%، ما يطرح الكثير من الأسئلة حول أسباب معاناة العملة التركية من الانخفاض في ذلك الوقت على الرغم من تحركات «المركزي»؟.

وكان البنك المركزي ألقى باللوم على التضخم والتدخل في سياساته من قبل الحكومة كأسباب رئيسية أدت إلى انخفاض سعر الليرة، لكن رغم كافة المحاولات لم تنجح السياسة الاقتصادية التي اتبعها البنك في إنقاذ الليرة التركية، وهو أمر سيناقشه يناقشه اجتماع البنك المركزي التركي، الخميس المقبل، لتحديد سعر الفائدة الجديد أو الإبقاء على السعر الحالي الذي وصل إلى نسبة قياسية.

ورغم أن تسجيل الليرة التركية مكاسب في هذا الأسبوع على خلفية قفز أسعار المستهلكين لها على خلفية توقعات برفع البنك المركزي أسعار الفائدة مجددًا ، لكن ترى وكالة «بلومبيرج» أن هذا الأمر مؤقت ولن ينقذ العملة التركية من الانخفاض، كما توقع محللون ارتفاع التضخم بحسب استطلاع أجرته الوكالة بنسبة 12% وهو أمر قد يؤدي إلى أضرار جديدة بالعملة.

ويبدو بحسب الوكالات العالمية فأن أزمة محتدمة تدور رحاها داخل تركيا بين الرئيس التركي والبنك المركزي على خلفية تصريحات الأول وتهديداته التي تزيد من عواقب انخفاض الليرة التركية، فرغم أن أردوغان تعهد بالتراجع عن التدخل في إدارة السياسة النقدية، فإن تصريحاته بشأن التعدي على استقلال البنك المركزي تؤثر سلبا على النشاط الاستثماري.

وترى "بلومبرغ" أن البيان الذي أصدره البنك المركزي التركي في مايو عن مراقبته عن كثب توقعات التضخم وسلوك التسعير وعوامل أخرى، يؤكد أن البنك يريد أن يظهر بشكل محايد، غير معبرًا عن وجهة نر الحكومة التي يترأسها حزب العدالة والتنمية الذي يترأسه أردوغان.

الخلاف بين البنك والرئيس التركي واضح، فبينما يرى الأول أن تصريحات أردوغان مثيرة وتدخله في السوق النقدي قد يؤثر على العملة بشكل أكبر، يعتقد رئيس الحزب الحاكم (أردوغان) أن ارتفاع أسعار الفائدة يسبب التضخم السريع، وأن من واجبه السيطرة على السياسة النقدية.

ورغم تصريحات جميل إرتيم المستشار الاقتصادي لأردوغان عن تراجع الرئيس عن التدخل في السياسات النقدية، لم تصمد العملة التركية طويلا لتسجل العملة التركية أسوأ أداء في ذلك اليوم من بين العملات العالمية، وتوقعت بلومبرج أن تصريحات إرتيم عن إعطاء الحرية الكاملة للبنك المركزي التركي في التعامل مع السوق النقدية لا يعني أن البنك سيحظى بالشجاعة لرفع أسعار الفائدة، في اجتماع الخميس المقبل، وهو ما قد يؤدي إلى مزيد من تدهور العملة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق