الحكومة العراقية أم المهدي المنتظر.. من يحمي نهر دجلة؟

الثلاثاء، 05 يونيو 2018 09:00 م
الحكومة العراقية أم المهدي المنتظر.. من يحمي نهر دجلة؟
الجعفري

لخص وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري أثناء لقائه بمجموعة من الإعلاميين العراقيين أزمة جفاف نهر دجلة، في أنها من علامات ظهور المهدي المنتظر، ورغم عدم التأكد من إطلاق هذه التصريحات على المستوى الرسمي، إلا أن بنقلها على عدد من المواقع المحلية أثارت جدلًا واسعًا في الأوساط العراقية لاسيما مع الغضب الشعبي الواسع اتجاه تركيا وإيران إزاء ممارستهم بإنشاء سدود جديدة تؤدي إلى جفاف انهار العراق.

وعكست تصريحات إبراهيم الجعفري المتداولة بحسب المتابعون عدم اهتمامه بالمطالبات الشعبية التي تدعو إلى تدخل الحكومة العاجل لمواجهة جفاف نهر دجلة بمخاطبة الدول المسئولة (تركيا وإيران) لمنع كارثة إنسانية بدأت تلوح في الأفق، وتحوير وزير الخارجية العراقية أزمة قلة منسوب المياه بإدخالها في إطار ديني، بدلًا من دعوة أنقرة وطهران بإيقاف إنشاء السدود.

وينبع «نهر دجلة» من جبال طوروس جنوب شرقي الأناضول في تركيا، ويمر في سوريا بمسافة 50 كيلومتراً، في ضواحي مدينة القامشلي، بعدها يدخل العراق عند بلدة «فيشخابور»، وللنهر روافد تنبع من أراضي تركيا وإيران وكذلك في العراق وأهمها «الخابور، والزاب الكبير، والزاب الصغير، والعظيم، ونهر ديالى».

اقرأ أيضًا: جفاف العراق.. كيف كتبت تركيا وإيران نهاية نهر دجلة؟

ومع بناء الكثير من السدود بتركيا وإيران في السنوات الأخيرة، ذهبت تقارير وتصريحات عدة لتتهم الدولتين، بالتسبب في أزمة جفاف مياه نهري دجلة والفرات، وفي حين انتظر المواطن العراقي حديثًا أشد قوة من قبل الحكومة العراقية على واقع دعوة رئيس البرلمان العراقي الدكتور سليم الجبوري، إلى عقد جلسة استثنائية، الأحد الماضي، بحضور وزراء الموارد المائية حسن الجنابي، والخارجية إبراهيم الجعفري، والزراعة فلاح الزيدان، لمناقشة التداعيات المحتملة لهذا التدهور الواقع على نهر دجلة، نزلت التصريحات المنسوبة للجعفري كالصاعقة على أذان جموع العراقيين على ما يبدو.

وتعكس تصريحات الجعفري إيمانه بالمذهب المهدي، حيث أكمل وزير الخارجية العراقي للصحفيين بعد تأكيده أن جفاف النهر من علامات ظهور المهدي، أن «هذا ما ينتظره»، وهو ما يؤكد أنه ينتمي للشِّيعَة الإثنا عشرية التي تؤكد أن المهدي هو إمام غائب يدعى محمد بن الحسن العسكري، آخر أئمتهم ولد في سامراء عام 255هـ للهجرة.

 

وحتى بالانتقال إلى ما ذكرته المواقع الشيعية عن علامات ظهور المهدي المنتظر لدى الشيعة، فلم يُرصد أي أحاديث تشير إلى صحة ما نسب لوزير الخارجية العراقي وعلاقة ظهور المهدي عند الشيعة بجفاف دجلة، في حين دفعت هذه التصريحات البعض إلى التأكيد على أن هناك بعض المسئولين العراقيين يصل بهم الحد إلى الترويج لبعض الخزعبلات في إطار ملاهاة الشعب عن أزماته عوضا عن مواجهة الدول المعتدية على العراق، خاصة وإن كانت إيران واحدة منهما لاسيما وأن طهران تربطها علاقات مع مسئولين بالمؤسسات العراقية تشوبها الكثير من اللغط.

وتناول موقع «بغداد بوست» تصريح وزير الخارجية العراقي التي وصفته بالغريب، تحت عنوان « تعليق عجيب من الجعفري على جفاف نهر دجلة.. ماذا قال؟»، حيث وصف الموقع جواب الجعفري أغرب من الخيال، فيما أكد رئيس تحرير الموقع ذاته على تدوينه له بموقع التواصل الاجتماعي تويتر هذا الحديث ناقلًا كلام الجعفري بالنص الأمر الذي أدى إلى دخول الكثير من المتابعين ليطلبوا وزير الخارجية العراقي بالحفاظ على نهر دجلة من الجفاف. 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق