معمر القذافي في ذكرى ميلاده الـ76.. يوم يفر المرء إلى جهنم

الخميس، 07 يونيو 2018 04:00 م
معمر القذافي في ذكرى ميلاده الـ76.. يوم يفر المرء إلى جهنم
الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي
عنتر عبداللطيف

عاش الرئيس الليبى الراحل معمر القذافى حياته وهو يخاف من الجموع، كما قال وسجل عن نفسه، ربما لأنه لم يستطع أن يتفهمهم، أو كان يشعر أن نهايته ستكون على أيديهم.

انضم «القذافى» منذ أن ألف روايته «الفرار إلى جهنم» إلى بعض الرؤساء العرب، الذين كتبوا - أو قيل إنهم كتبوا - روايات أدبية، مثل الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الذي كتب رواية «زبيبة والملك».

«جهنم» المقصودة في الرواية ليست جهنم المشتعلة في الآخرة، وإنما هي القرية التي وُلد فيها «القذافي» في 7 يونيو 1942، وتقع هذه القرية بالقرب من شعيب الكراعية في وادي جارف بمنطقة سرت.

Capture

تنبأ «القذافى» بنهايته فى روايتة العجيبة «الفرار إلى جهنم»، وكأنه يصف مشهد خروجه من مقر حكمه بالعاصمة طرابلس بعد اندلاع أحداث 17 فبراير 2011، قائلا فى الرواية: «ما أحلى جهنم من مدينتكم، ما أقسى البشر عندما يطغون جماعيا، يا له من سيل عرم لا يرحم من أمامه، فلا يسمع صراخه، ولا يمد له يده عندما يستخدمه وهو يستغيث، بل يدفعه أمامه في غير اكتراث، إن طغيان الفرد أهون أنواع الطغيان، فهو فرد في كل حال، وتزيله الجماعة ويزيله فرد تافه بوسيلة ما .أما طغيان الجموع فهو أشد صنوف الطغيان، فمن يقف أمام التيار الجارف والقوة الشاملة العمياء..كم أحب حرية الجموع وانطلاقها بلا سيد، وقد كسرت أصفادها وزغردت وغنّت بعد التأوه والعناء، ولكني كم أخشاها وأتوجس منها، إنني أحب الجموع كما أحب أبي، وأخشاها كما أخشاه».

ما إن أخبر البعض «القذافى» بقرب سقوط طرابلس حتى سارع بالهروب إلى مسقط رأسه "سرت"، فالميليشيات المسلحة سيطرت على معظم المدن الليبية. وما قيل فى واقعة مقتل القذافي أن طائرات حلف الناتو قصفت موكب سياراته في الطريق إلى سرت، ليتعرض الرئيس الليبى الراحل للإصابة جراء القصف.

--3

ما شاهده الملايين عبر الفضائيات يوم 20 أكتوبر 2011 لن يُمحى بسهولة من الذاكرة الإنسانية، فقد تعرض القذافي للتتنكيل والتعذيب في مقطع فيديو أظهر استعطافه لمن كانوا يتناوبون على ضربه وصفعه، وقد سالت الدماء من جسده بعدما استطاعوا القبض عليه، إذ كان مختبئا فى إحدى أنابيب تصريف مياه الأمطار.

كأنه يصف قسوة الجموع ومدى همجيتها، وهو يقول فى «الفرار إلى جهنم»: «إنني هربت بالفعل إلى جهنم مرتين فرارًا منكم، ولكي أنجو بنفسي فقط، إن أنفاسكم تضايقني وتقتحم عليّ خلوتي وتغتصب ذاتي، وترغب بنهم وشراهة شرسة في عصري وشرب عصارتي ولعق عرقي ورشف أنفاسي، ثم تغطّني مودّعة لتعيد الكرّة. أنفاسكم تلاحقني كالكلاب المسعورة، ويسيل لعابها في شوارع مدينتكم العصرية المجنونة، وعندما أهرب منها تتعقّبني عبر خيوط العنكبوت وورق الحلفا، لذلك فررت إلى جهنم بنفسي فقط، الطريق إلى جهنم ليست كما تتوقعون، أو كما وصفها لنا الدجالون الذين يصورونها لنا من خيالهم المريض، أصفها لكم أنا الذي سلكتها بنفسي مرتين، وتمكنت من المنام والراحة في قلب جهنم، وأقول لكم إني جرّبت ذلك، وكانت أجمل ليلتين في حياتي تقريبا هما اللتان قضيتهما في قلب جهنم بنفسي فقط. إن ذلك أفضل عندي ألف مرة من معيشتي معكم، أنتم تطاردونني وتحرمونني من الراحة مع نفسي، فاضطررت للهروب إلى جهنم».

لا شك في أن شريط حياة «القذافى» مر أمام عينيه بينما تتجاذبه الأيدى وتنسحب روحه من جسده، وأهم محطاتها ولادته في العام 1942 في منطقة سرت، وبدء دراسته بالجامعة قبل أن يتركها وينضم للجيش.

داعبت صورة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر مخيلة «القذافى»، وأثرت فيه شخصية الزعيم، وهو الذى كان شابا صغيرا عندما شارك فى التظاهرات الليبية ضد العدوان الثلاثى على مصر بعد تأميم القناة في عام 1956، وكذلك ثورته على الملك إدريس في 1 سبتمبر 1969، وصولا إلى غزوه "تشاد" وعلاقته السيئة بالغرب وتحذيره القادة العرب من تآمر أمريكا وإسرائيل عليهم، وانتهاء بكابوس ما أطلقوا عليه ثورة جاءت لتقضي على حياته.

20171022120758758
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة