من منع دخول المسلمين إلى إقامة إفطار رمضان.. هل تغير خطاب ترامب نحو الإسلام؟

منذ أن انتخب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية، واستلم حكم البيت الأبيض بداية عام 2017، وهو الأكثر إثارة للجدل من بين زعماء دول العالم بشأن ما يثار حوله عن نظرته الحقيقية للإسلام، فبدءًا من تصريحاته التي وصفت بأنها معادية للدين الإسلامي، مرورًا بقراراته التي منع على إثرها دخول عددًا من مواطني الدول الإسلامية للولايات المتحدة، وصولًا إلى إقامة إفطار جماعي داخل البيت الأبيض لسفراء الدول الإسلامية، بعد أن تجاهله  العام الأول من تولية المنصب.

وبتسلسل تصريحات ترامب عن الإسلام وقراراته الخاصة حول الدول الإسلامية، سيلاحظ تباين واضح في المواقف منذ ترشحه لرئاسة الولايات المتحدة، وحتى أخر تصريحات أدلى بها الرئيس الأمريكي، في الإفطار الذي أقامه على شرف سفراء الدول الإسلامية عندما وصف الدول الإسلامية بـ«أصدقائه الجيدين»، فهل تغيرت نظرة ترامب أم كان هناك مبالغة من الإعلام الغربي والعربي بوصفه أنه (الرئيس الأمريكي) معادي للإسلام؟.

سؤال مهم.. سوف تجيب عليه الأيام والأسابيع القادمة، بانتظار سياسة ترامب المستقبلية، وعلاقته بالدول العربية والإسلامية، ولكن المؤكد أنه بالنظر إلى ما مر من عام ونصف على حكم الرئيس الأمريكي، فأن التضارب كان واضحًا عندما تلقى نظرة على خطابه حول الإسلام.

وبرصد مواقفه منذ بداية ظهوره على السياحة السياسية حتى وقتنا هذا، سنرى أنه في البداية وأثناء حملته الانتخابية للرئاسة، تحدث ترامب غالباً عن الدين الإسلامي في سياق الأعمال الإرهابية التي قام بها عدد قليل من أتباعه، وفي إحدى المرات في مقابلة مع «سي إن إن» قال ترامب «أعتقد أن الإسلام يكرهنا»، وزاد الأمر توترا منذ أن اقترح الرئيس في بداية ولايته إغلاق حدود الولايات المتحدة مؤقتاً أمام المسلمين.

وعندما صعد إلى كرسي الرئاسة وخلال وجوده في منصبه، فرض ترامب حظر سفر يستهدف مواطني 6 دول ذات أغلبية مسلمة (إيران وليبيا والصومال والسودان واليمن وسوريا)، إضافة إلى اللاجئين، الأمر الذي أثار شكوكًا حول مستقبل علاقات الدول الإسلامية بأمريكا.

وانتهى الأمر بإعلانه نقل سفارة بلاده من تل أبيب للقدس واعترافه بها كعاصمة لإسرائيل، الأمر الذي أثار غضب الدول الإسلامية والعربية حول العالم.

وساهمت حوادث أخرى في تزايد التوتر بينها اتهامات وجهها ترامب إلى رئيس بلدية لندن المسلم صديق خان بالتقليل من خطر الإرهاب، لكن الرئيس دونالد ترامب قام بإحياء عادة الإفطار مرة أخرى هذا العام على غير المتوقع، ما أثار انتباه  وسائل الإعلام الأمريكية التي سلطات الضوء عليه، ليعبر عدد من النشطاء المسلمين في الولايات المتحدة عن سعادتهم بإعادة هذا الطقس مرة أخرى للبيت الأبيض والذي كان يرمز دائمًا للعلاقات الجيدة بين واشنطن والدول الإسلامية.

وخلال خطابه وصف ترامب الدول الإسلامية بـ«أصدقائه الجيدين»، وشكر كل من لبى دعوته بالقدوم لحفل الإفطار متمنيًا للجميع رمضان مبارك، وقال ترامب في خطابة: «يظل هذا اليوم دائمًا رمزًا للحب والسلام. ونقدم من خلاله كل الاحترام والحب لكل شركائنا في الشرق الأوسط».

وتابع ترامب قائلاً إنه مثل هذا الشهر العام الماضي كان يعيش أفضل الأوقات التي مرت عليه في حياته حيث وافق ذلك دخوله البيت الأبيض كرئيسًا للولايات المتحدة، وأكد أنه «من خلال العمل سويًا سنتمكن جميعًا من تحقيق التقدم وتحقيق الازدهار والسلام».