قبل لقاء "ترامب وكيم".. لقاءات تاريخية تنهى عداوات طويلة

الثلاثاء، 12 يونيو 2018 04:00 ص
قبل لقاء "ترامب وكيم".. لقاءات تاريخية تنهى عداوات طويلة
الرئيس الأمريكى دونالد ترامب والزعيم الكورى الشمالى كيم يونج أون

تشهد سنغافورة غدا الثلاثاء، واحدا من أهم الأحداث التاريخية تلك التى تنطبع صورها فى الذاكرة ولا تسقط منها أبدا مهما كانت التغيرات التى تحدث عقبها، حين يلتقى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بالزعيم الكورى الشمالى كيم يونج أون، بعد أقل من عام واحد من تهديد بعضهما البعض بتبادل الهجمات الصاروخية بين البلدين.

اللقاء يذكر دوما بالمقولة الشهيرة التى تقول فى السياسة لا أعداء دائمين ولا أصدقاء دائمين ايضا، وتعيد للأذهان لقاءات مماثلة راقبها العالم كله تماما كما سيحدث فى الأمس.

1- لقاء "ماو تسى تونج" ونيكسون .. إنهاء العداوة لبدء أخرى

عقب الحرب العالمية الثانية حكم الصين نظام شيوعى بقيادة "ماو تسى تونج" طالما رأى فى الولايات المتحدة الأمريكية عدوا لها، وحاربته فى عدد من الحروب بطريقة غير مباشرة فى كل من الحرب الكورية، وحرب فيتنام، والحرب الأهلية الكمبودية، حيث دعمت الصين أعداء الولايات المتحدة الأمريكية فى كل تلك الحروب.

نيكسون وماو
نيكسون وماو

لكن بحلول السبعينات ومع اشتداد وتيرة الخلافات بين الصين والاتحاد السوفيتى، قرر الزعيم الصينى قلب الطاولة على "السوفيت" وبدء تطبيع العلاقات الصينية الأمريكية، حظيت الزيارة باهتمام عالمى ضخم، وإذا كنت قد شاهدت الفيلم الشهير "فورست جمب" فأنت بالتأكيد قد شاهدت البطل توم هانكس أو فورست وهو يذهب مرافقا للزيارة فى فريق كرة الطاولة الذى كان بداية تطبيع العلاقات.

2 – ريجان وجروباتشوف .. لقاء إنهاء الحرب الباردة

 

تميزت العلاقات الأمريكية السوفيتية طوال فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية بالنزاع بالوكالة المسمى بـ "الحروب الباردة" حيث تواجه السلاحنا الأمريكى والسوفيتى فى صراعات عدة طوال الوقت دعم الجانبين أطرافا متضادة، ووصل الأمر إلى ذروته فى أزمة خليج الخنازير الشهيرة عام 1962 حين أراد الاتحاد السوفيتى إنشاء منصات صواريخ فى كوبا على بعد 350 كيلو متر فقط من فلوريدا الأمريكية، وكاد الأمر أن يصل إلى حد الحرب النووية حتى اللحظات الأخيرة.

ريجان وجورباتشوف
ريجان وجورباتشوف

 

فى عام 1985 وصل ميخائيل جورباتشوف إلى قيادة الحزب الشيوعى الحاكم فى الاتحاد السوفيتى، وتبنى ما عرف بـ "بيرسترويكا" أو سياسة الانفتاح على الخارج، وفى العام التالى كان اللقاء الذى جمع بينه وبين الرئيس الأمريكى رونالد ريجان ليكون اللقاء الذى أنهى الحرب الباردة فعليا.

 

3- رابين وعرفات .. سلام لم يتم يدفع رابين حياته ثمنا له

 

فى عام 1993 وفى البيت الأبيض وبعد عامين من المفاوضات السرية وقع رئيس الوزراء الإسرائيلى إسحاق ربين، والرئيس الفلسطينى ياسر عرفات الاتفاقية التى عرفت بـ "اتفاقية أوسلو" فى البيت الأبيض.

رابين وعرفات
رابين وعرفات

 

تعتبر صورة المصافحة التى جمعت بين الرئيسين هى قصة بداية للطريق الذى لم يكتمل، فبعد عام أطلق متطرف اسرائيلى النار على إسحاق رابين فأرداه قتيلا عقابا له على توقيع تلك الإتفاقية، وفى المقابل وبعد عدة أعوام قضاها ياسر عرفات فى رام الله أطبق عليه الحصار فى مقر إقامته لمدة عامين منذ 2002 حتى 2004 حين وافته المنية بشكل مفاجئ واتهمت اطراف فلسطينية الإسرائيليين باغتياله من خلال مادة مشعة دست له فى ملابسه.

 

4- عبور الحدود التى لم يعبرها أحد منذ 47 عاما

 

استمرت الحرب الكورية لمدة 3 أعوام فى الفترة بين 1950 و1953، وأسفرت عن وقوع ما يقرب من مليون و200 ألف ضحية، وانتهى الصراع بتقسيم كوريا إلى دولتين الأولى مدعومة سوفيتيا فى الشمال، والثانية مدعومة غربيا فى الجنوب، وظلت الحدود بين الكوريتين واحدة من أكثر المناطق المتوترة فى العالم، إذ أن الحرب لم تنته رسميا وهى حتى اليوم مستمرة بين البلدين.

اول لقاء بين زعيمين كوريين
اول لقاء بين زعيمين كوريين

 

وعلى طول الحدود بين البلدين تستمر مظاهر العدائية من حراسة مشددة واستعدادات عسكرية، وحقول ألغام بالإضافة إلى مكبرات صوت تذيع البروبجندا والدعاية المضادة على طول البلدين.

 

فى عام 2000 التقى الرئيسين الشمالى كيم يونج إيل، والد الزعيم الكورى الحالى، ونظيره الجنوبى كيم داي يونج، فى قمة استمرت لثلاث ايام اتفقت على تخفيف التوتر بين البلدين، واعادة شمل الاسر، وكذلك الاشتراك فى مشروعات اقتصادية مشتركة.

 

لكن اللقاء لم ينجح فى تحقيق الكثير من تحريك الجمود فى العلاقات بين البلدين وسريعا عادت التوترات بين البلدين من جديد.

 

5- السادات يفاجئ الجميع ويخطب فى الكنيسيت

 

فى نوفمبر من عام 1977 فاجأ الرئيس محمد أنور السادات العالم حين قال فى خطابه أمام مجلس الشعب قائلا : "ستدهش اسرائيل حينما تسمعنى الآن أقول أمامكم إنى مستعد للذهب لبيتهم نفسه إلى الكنيست الإسرائيلى ذاته"

السادات وبيجن
السادات وبيجن

كان زعيم منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات جالسا فى الصف الأول فى مجلس الشعب إذ حل ضيفا على مصر وقتها، وصفق مع الحضور للسادات، لأنه وببساطة لم يتوقع أحد أن يفعلها السادات ، لكنه خلافا لتوقعات الجميع بعدها بـ 10 أيام زار الكنيست الإسرائيلى فعلا ووجه دعوة للسلام والذى أسفر فى النهاية عن توقيع اتفاقية كامب ديفيد عام 1978.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق