إيجار الساعة من 100 لـ500 جنيه..
بيزنس ملاعب النجيل الصناعي.. لماذا تصمت الجهات المعنية على إهدار الأرض الزراعية؟
الخميس، 14 يونيو 2018 10:00 م
يبدو أن الرقعة الزراعية الخضراء، أصبحت حائرة بين مطرقة غول التوسع العمراني بخرسانته وحديده، وسندان الموضة وتقليعاتها الجديدة، بانتشار ملاعب كرة القدم أو ملاعب «الترتان» أو النجيل الصناعى على الأراضى الزراعية بالقرى والمدن، وكأنه لم يكف مصر ما فقدته من أجود الأراضى الزراعية خلال السنوات الخمسين الماضية.
أرقام وإحصائيات التعديات
وإذا كان كل شبر من الأراضى الزراعية يعتبر ثروة قومية، فإن الأرقام والإحصائيات فى شأن التعديات صادمة للغاية، وتحتاج إلى حلول تحفظ علينا ماتبقّى لنا من مساحات خضراء منتجة، بعد أن كشف تقرير للإدارة المركزية لحماية الأراضى بوزارة الزراعة، عن الفترة من يناير 2016 وحتى يناير 2017 ، تنامى هذه التعديات على الأراضى الخصبة بالوادى والدلتا، سواء كان التعدى بالبناء أو التجريف أو التشوين، وقد بلغت ما يقرب من مليون و800 ألف حالة، على مساحة 80 ألف و5 أفدنة.
كما واصلت إحصائية أخرى لنفس الإدارة، سد الفجوة فى الأرقام من يناير 2015، وحتى مايو 2018 ، خلال تقرير آخر يؤكد استمرار أزمة التعديات، وأن مساحتها على الأراضى الزراعية، وأملاك الدولة فى حيز الدلتا ووادى النيل، قد بلغ حوالي 112 ألفا و644 فدانا، منها 83 ألف و 474 فدانا إجمالى التعديات على الأراضى الزراعية، بينما بلغ إجمالى التعديات على الأراضى أملاك الدولة 22 ألف و 516 فدانا، فى حين بلغ إجمالى التعديات على أراضى الإصلاح الزراعى 6654 فدانا.
ملاعب "الترتان" تلتهم الأراضى
بدأت قصة وحكاية ملاعب كرة القدم أو ملاعب "الترتان" أو ملاعب النجيل الصناعى على استحياء، منذ عامين تقريبا، وما لبثت أن تمددت وانتشرت فى القرى والمدن شيئاً فشيئاً، حتى أصبح الحى أو القرية الواحدة بها أكثر من "ملعب نجيل صناعى" أو "ملعب ترتان".
ونظرًا لكثرة أعداد الشباب الراغبين في لعب كرة القدم، وخاصة فى أجازات الصيف الطويلة، ولعدم كفاية مراكز الشباب والأندية الرياضية لاحتواء كل هؤلاء الباحثين عن مكان لممارسة الرياضة ، بدأ أصحاب الأراضى الداخلة فى كردون المدن والقرى وكذلك المساحات البور من الأراضى الزراعية، حتى ولو كانت خارج الحيز العمرانى أو أراضى زراعية مازالت تُروى وتُزرع، فى تسوير مساحات من الأراضى لإنشاء وتصميم ملاعب كرة قدم، وفرشها أو تغطية أرضيتها بالنجيل الصناعى أو "الترتان"، حيث يقوم الشباب بتأجيرها بالساعة يومياً.
يقول يوسف أحمد طالب بالصف الثانى الثانوى بالجيزة إنهم يتجهوا إلى ملاعب الترتان أو نجيل الصناعي لأنه لا مكان لنا فى الأندية الرياضية أو مراكز الشباب المزدحمة أيضا.
ويتراوح إيجار الساعة مابين 100 إلى 500 جنيه حسب كثافة وإقبال الشباب على الملاعب، ويظل الملعب مفتوحاً لاستقبال الشباب ليلاً ونهاراً، وقد يكون الملعب محجوزاً لأيام مقدماً، ويجنى صاحبه آلاف الجنيهات يومياً أو أسبوعياً، دون أن يشغل أو يتعب نفسه فى الزراعة والرى والإنتاج، ودون أن يدفع مليماً كضرائب أو رسوم على مثل هذا النشاط، كما يمكن أن تحتوى المساحة الواحدة من الأرض ( ألف متراً) مثلاً على أكثر من ملعب.

يقول يوسف أحمد طالب بالصف الثانى الثانوى بالجيزة إنهم يتجهوا إلى ملاعب الترتان أو نجيل الصناعي لأنه لا مكان لنا فى الأندية الرياضية أو مراكز الشباب المزدحمة أيضا.