تجري من تحتها الأنهار.. 10 معلومات عن استغلال المياه الجوفية في صحراء مصر

الأحد، 17 يونيو 2018 12:00 ص
تجري من تحتها الأنهار.. 10 معلومات عن استغلال المياه الجوفية في صحراء مصر
الدكتور محمد عبد العاطى وزير الموارد المائية والرى

مصر جنة الله في الأرض، ليست هبة النيل فقط كما قال هيردوت، وإنما هي جنة تجري من تحتها الأنهار، هذا ما يؤكده حجم الخزان الجوفي في الأراضي المصرية، وكمية المياه الجوفية التي تملكها أم الدنيا.

على الجانب المقابل فإن حصة مصر الثابتة من مياه النيل، بواقع 55.5 مليار متر مكعب سنويا، تفرض علينا البحث عن حلول عملية لزيادة الموارد المائية، في ضوء استمرار الزيادة السكانية بمعدلات ضخمة وضاغطة للموارد المتاحة حاليا، إذ من الضروري العمل على إيجاد فرص جديدة وآفاق تنموية أوسع لمواردنا الطبيعية، ولكن بجانب هذا الهدف فإن هناك محددا مهما يتعلق بمدى استدامة المخزون الجوفي، الذى يصفه العامة وبعض المتخصصين في هيدروجيولوجيا المياه الجوفية بأنه مخزون غير متجدد.

للإجابة عن سؤال استدامة وتجدد المخزون الجوفي، نحتاج تقديم نبذة تاريخية مختصرة عن تطور استغلال المياه الجوفية في صحراء مصر، وما لحق بها من تدهور كمي ونوعي، أو حققه من نتائج إيجابية في بعض المناطق، وبعرض النتائج الإيجابية والسلبية للتنمية القائمة على المياه الجوفية، سنستعرض في السطور التالية أبرز أسباب ذلك، سعيا إلى الاستفادة عند وضع المخططات التنموية الشاملة بعيدا عن الوادى والدلتا.

1- شهد التاريخ على وجود حضارات فرعونية ورومانية في الواحات المنتشرة بالصحراء الغربية، الخارجة والداخلة والبحرية وسيوة وبعض الواحات المندثرة.

2- لولا تواجد المياه الجوفية المتدفقة ذاتيا من الينابيع ما قامت الحضارات والمجتمعات وتطورت في مصر.

3- استمرت الينابيع متدفقة دون تغير يُذكر في معدلات تدفق المياه المنتجة منها طوال آلاف السنين.

 4- بعض الواحات اندثرت ليس نتيجة نضوب الخزان الجوفي، ولكن نتيجة زحف الكثبان الرملية التي أدت لارتفاع منسوب سطح الأرض ومن ثم توقف الينابيع عن التدفق الذاتي.

5- في أوائل ستينيات القرن الماضي، وبعد سنوات قليلة على ثورة 1952، اتجهت الدولة لتنمية الآبار المحفورة يدويا وكذلك الينابيع المتدفقة ذاتيا.

6- نتيجة زيادة الرقعة الزراعية وزيادة الطلب على المياه، قامت الدولة من خلال هيئة تعمير الصحارى بحفر العديد من الآبار السطحية والعميقة.

7- نتيجة توافر المياه فى ذلك الوقت فى الخزانات الجوفية السطحية (عمق البئر فى حدود 150 متر أو أقل)، فقد كانت التكلفة الاقتصادية لحفر الآبار مقبولة، بالإضافة إلى هذا لم تكن نظم الرى الحديث (الرش والتنقيط) منتشرة، الأمر الذى أدى إلى الإسراف وعدم الترشيد فى استخدام المياه.

8- من المؤشرات التى تدل على الإسراف فى استخدام المياه قيام الأهالى بزراعة المحاصيل الشرهة للمياه مثل الأرز والبرسيم الحجازى والذرة وغيرها.

9- نتيجة نقل المزارعين من الوادى والدلتا إلى مناطق مشروعات التنمية الزراعية فى الصحراء الغربية، ظل المزارعين يمارسوا نفس أساليب الرى وزراعة المحاصيل الموسمية، الأمر الذى أدى إلى إهدار كميات كبيرة من المياه نتيجة احتياجات التربة الرملية المفككة من المياه ومن ثم زيادة كمية مياه الصرف الزراعى الذى أدى فى النهاية إلى تكون برك الصرف والتىنعانى الآن من مشاكلها.

10- التزمت الدولة فى العقود المبرمة مع المستفيدين من الآبار بمقننات مائية تماثل المقننات المائية للمحاصيل التى تروى فى مناطق الدلتا بالغمر، الأمر الذى ساهم فى السحب الجائر وانخفاض الضغوط المائية داخل الخزان الجوفى وتوقفت الينابيع عن التدفق الذاتى أو قل تصرفها.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة