شركات سجائر عالمية تزيف حقائق العلم.. من يتصدى لألاعيب أصحاب الـ800 مليار دولار؟

الثلاثاء، 19 يونيو 2018 08:00 م
شركات سجائر عالمية تزيف حقائق العلم.. من يتصدى لألاعيب أصحاب الـ800 مليار دولار؟
التدخين الإلكتروني
تامر إمام

الصغير قبل الكبير يعلم جيدا أن التدخين ضار جدا بالصحة ويسبب الوفاة، ولكن أن تعقد مجموعة من الشركات العالمية المتخصصة في التبغ مؤتمرا عالميا تخصص جزءا كبيرا من جلساته النقاشية لمناقشة مميزات التدخين الإلكتروني، فهذا أمر عجيب!

مؤخرا استضافت بولندا الدورة الخامسة لمنتدى النيكوتين العالمي لصناع التبغ، بمشاركة 500 عالم وخبير ومتخصص في المجالات الطبية، وكشفت جلساته الحوارية أن منتجات السجائر الإلكترونية، وتحديدا التي تعتمد على تكنولوجيا متطورة، تُخفض الأضرار الناتجة عن التدخين التقليدي، وتحقق نموا ونجاحا ملحوظين في الأسواق العالمية والمحلية، ويوما بعد يوم تجذب عديدا من المؤيدين لتلك التكنولوجيا الجديدة والمتطورة، الأمر الذي بات يشير إلى تغير كامل سيشهده مستقبل صناعة التبغ على مستوى العالم، قد ينتهي إلى اندثار السجائر التقليدية التي تربعت على عرش التدخين لقرون طويلة.

إحدى الشركات العالمية المشاركة في المؤتمر، تسعى بكل الطرق لزيادة أرباحها، فبالتالي تسعى لترويج مفهوم التدخين الإلكتروني، والحث على الاتجاه إليه بدلا من التدخين التقليدي، خاصة بعد قيامها بتطوير تكنولوجيا تسخين التبغ بدلا من حرق التبغ، وهي الطريقة التي تقلل من الأضرار الناجمة عن حرق التبغ في السجائر التقليدية بنسبة تصل لأكثر من 90%.

بحسب أحدث الإحصائيات المتوفرة حول قطاع التدخين، يوجد بالعالم الآن ما لا يقل عن مليار مدخن حول العالم، ينفقون سنويا أكثر 800 مليار دولار على شراء منتجات التبغ، وفقا للدراسات التي تم استعراضها خلال المؤتمر.

وشهدت جلسات المنتدى تأكيدات بأن منتج "إيكوس"، أحد أشهر بدائل منتجات التدخين الأقل ضررا التي تعتمد على تسخين التبغ، بات يحظى بانتشار واسع جدا على مستوى العالم، وادعت الشركات توافق هذا المنتج مع شروط وتحذيرات المنظمات العالمية المهتمة بصحة الإنسان، وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأغذية والأدوية الأمريكية، وعدد من الجهات الأخرى.

وأوضح الحاضرون، أن التقنية المستخدمة في السجائر الإلكترونية الأقل ضررا، نجحت أيضا في صنع فارق حقيقي ومميز، حيث أكدت الأبحاث أن مخاطر السجائر العادية تتمثل في حرق التبغ الذي يتم في درجة حرارة تصل إلى أكثر من 350 درجة مئوية، الأمر الذي يؤدى إلى حرق النيكوتين والقطران داخل السيجارة مسببا انبعاث المزيد من السموم والأضرار التي تصيب المدخن مباشرة والمحيطين به بصورة غير مباشرة.

المشاركون في المؤتمر طالبوا بضرورة توفير كل سبل الدعم للمنتجات الأقل ضررا، ومنها مطالبة الحكومات بخفض نسب الضرائب المفروضة على تلك المنتجات وفتح الطريق أمام تسويقها، باعتبارها تساهم بفاعلية في الحفاظ على الصحة العامة!

هذا المؤتمر وما شهده من جلسات وحوارات ترويجية للتدخين، تتضمن تزييفا مباشرا للحقائق العلمية، تثير سؤال حول مسؤولية الرقابة والمتابعة والتعامل مع هذه الخطابات الدعائية غير الحقيقية، وكيف يمكن ضبط أوضاع هذا القطاع بالغ الضخامة عالميا، حتى لا يظل أصحاب الـ800 مليار دولار الطامعون في زيادتها، يتلاعبون بوعي الناس وبحقائق العلم.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق