علشان ما تقعدش جنب الحمام ولا طفلك يجيله جفاف.. اعرف أسباب وخطورة النزلة المعوية

النزلة المعوية تصيب الإنسان غالبا مع تغير فصول السنة، خاصة فصل الصيف، نتيجة التغيرات المناخية المفاجئة، وهى حالة مرضية تتسم بالتهاب القناة الهضمية التى تشمل المعدة والأمعاء الدقيقة، وتعتبر أكثر الأمراض الخطيرة والمزعجة، وقد تحدث بسبب بعض الطفيليات والبكتريا أو الفيروسات أو الجراثيم، أو بسبب اختلال وظائف الكبد والبنكرياس، وعدم إفرازالهرمونات التى تعمل كمضادات لهذه الجراثيم والبكتيريا، وتعتبر أكثر أسباب الوفاة شيوعا بين الرضع والأطفال دون سن الخامسة فى الدول النامية.

تتعدد طرق العدوى بمسببات النزلة المعوية، ولعل أهما كما يقول الدكتور محمد فتحى عمر استشارى الأمراض الباطنية والجهاز الهضمى، هو انتقال الفيروسات والطفيليات للجهاز الهضمى عن طريق الأغذية والمشروبات الملوثة والمليئة بالجراثيم والسموم والميكروبات الصغيرة للغاية، والتى لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، أو عبر رذاذ السعال والعطس من حامل المرض، أو من خلال المياه الملوثة، وعدم الاهتمام بالنظافة العامة كترك الأيدلا متسخة قبل الأكل، وبعد استعمال الحمام، وقد تنتقل العدوى أيضا عن طريق الحشرات، كما أن تناول بعض العقاقير والأدوية قد يسبب أعراضها، وقد يكون سبب الإصابة بالنزلة المعوية عند الأطفال الحساسية من بعض الأطعمة مثل اللبن والبيض والمكسرات والأسماك.

تتسبب الإصابة البنزلة المعوية فى ظهور عدة أعراض، إذ يؤكد استشارى الأمراض الباطنية والجهاز الهضمى، أن أكثرها شيوعا الإسهال الشديد والقىء، وآلام وتقلصات البطن، وارتفاع درجة الحرارة، والإحساس بالعطش وفقدان الشهية، إلى جانب الشعور بألم شديد فى المفاصل والعضلات، وتزايد الإحساس بتقلصات عضلات المعدة وتشنجات الأمعاء والتهاب المستقيم والقولون، بالإضافة إلى الغثيان المستمر والشعور بالدوخة والدوار، ومن ثم الشعور الدائم بالتعب والإرهاق، مشيرا إلى أن الجفاف يعتبر أكثر المضاعفات شيوعا بين الأطفال والرضع، نتيجة القىء والإسهال الناتجين عن الإصابة بالمرض، موضحا أن الوفاة بسبب المرض قد تحدث نتيجة العدوى ببكتيريا "كوليستريديام ديفسيل"، والتى قد تصيب كبار السن، أو العدوى الناتجة عن الإصابة بفيروس "نوروفيروس".

ويقول "د. عمر" إنه يمكن تشخيص المرض من خلال التاريخ المرضى، والفحص السريرى، والأعراض التى تظهر على المريض، إلى جانب بعض الفحوصات المعملية لتحديد نوع العدوى المسببة للمرض، مشيرا إلى أن العلاج يكون بعدة طرق أولها تعويض الجسم بالسوائل المفقودة عبر الفم أو بمحاليل الحقن الوريدى، بالإضافة للأدوية المطهرة للمعدة والأمعاء، ومضادات القئ والإسهال، وبعض العقاقير المثبطة لحركة الأمعاء والتى تساعد على التخلص من الغثيان وآلام البطن.

وينصح استشارى الأمراض الباطنية، المريض بالتوقف عن تناول بعض الأطعمة والمشروبات التى قد تزيد من الأعراض كالمأكولات الدسمة والدهنية ومنتجات الألبان والمشروبات الغنية بالكافيين، إلى جانب إرشاد المريض لتناول مزيدا من السوائل لتعويض ما يفقده من أملاح ومعادن، بالإضافة إلى الراحة التامة فى الفراش وعدم التعرض لأى إجهاد خلال فترة العلاج، وتجنب التدخين وتعاطى الأدوية المسكنة، موضحا أنه فى حالة العدوى الشديدة عند الأطفال والرضع، يجب استشارة طبيب فورا، أو الذهاب إلى المستشفى حتى لا تحدث مضاعفات أشهرها الجفاف، والذى غالبا ما يحتاج إلى "محلول الجفاف" الذى يعوض المفقود من الأملاح والمعادن والسوائل، وتكون الجرعات حسب إرشادات الطبيب.