قصة 100 ألف أوروبي عاشوا كلاجئين في المنوفية والبحيرة خلال الحرب العالمية (صور)

الجمعة، 22 يونيو 2018 04:00 م
قصة 100 ألف أوروبي عاشوا كلاجئين في المنوفية والبحيرة خلال الحرب العالمية (صور)
لاجئون اوربيين بالسويس
كتب- محمود حسن

 

احتفل العالم هذا الأسبوع باليوم العالمي للاجئين، والذي وافق الأربعاء (20 يونيو). لا يعرف الكثير من المصريون في هذه المناسبة كم كانت بلادهم مضيافة وكريمة فى استضافة اللاجئين طوال تاريخها، بل إن الكثير من اللاجئين مازالوا يسترجعون ذكرياتهم على تلك الأيام التي وصفوها بالسعيدة والتي قضوها في مصر، الكثير من هؤلاء بل معظمهم أوربيين استقبلتهم مصر فى حروب بلادهم، فى مخيمات أقيمت فى الإسكندرية، وبورسعيد، والسويس، والبحيرة، والمنوفية.

«صوت الأمة»، تعقبت قصة اللاجئين الأوربيين الذين عاشوا في مصر، لتكتشف مفاجآت وصور شخصية، وحكايات غريبة ومذهلة عن هؤلاء الذين عاشوا فى مصر لاجئين فى أحضان مصر.

حين عاش الأرمن في «بورسعيد» هربا من اضهاد العثمانيين
مع بداية الحرب العالمية الثانية عام (1914) اتخذ العثمانيين قرارهم بمحاربة الأرمن، واعتبروهم أعداء وجواسيس وخونة للدولة التى يعيشون في ظلها في ذلك الوقت وهي الدولة العثمانية، وبالفعل بدأ العثمانيين عملية إبادة ممنهجة لقتل كل من ينتمى إلى الجنسى الآرمني، وراح ضحية عمليات الإبادة هذه أكثر من مليون ونصف شخص، فيما هرب الكثيرون من عملية الإبادة.

اللاجئين الأرمن فى بورسعيد
اللاجئين الأرمن فى بورسعيد

بحلول عام (1915) استقبلت مصر اللآلاف من الأرمن الهاربين حيث أقامت لهم معسكرا فى مدينة «بورسعيد» لاستقبالهم، وظل هذا المعسكر حتى اليوم راسخا فى أذهان الشعوب الآرمنية، وبطلا للوحات فنية كثيرة، وقد استوعب هذا المعسكر نحو 15 ألف شخص تقريبا، بخلاف آخرين فضلوا العيش داخل المدن مع اقرباء لهم، وبحلول نوفمبر عام (1919) كان الهدوء قد عاد لأرمينيا، وبدأ هؤلاء اللاجئين العودة إلى بلادهم من جديد.

«سيدى بشر» هنا عاش الروس الهاربون من الحرب الأهلية
فى أكتوبر من (عام 1917) اندلعت الثورة «البلشفية» فى روسيا، حين استولت الأقلية الشيوعية على حكم البلاد لتدخل البلاد فى حرب أهلية دامت حتى عام 1925، تصدفى فيها للبلاشفة وجيشهم الأحمر، الحركة البيضاء التى كونت "الجيش الأبيض" مدعومة من دول الغرب مثل بريطانيا وغيرها.

انتهج البلاشفة أسلوبا لمواجهة الجيش الأبيض بالانتقام من عائلاتهم، وإبادة أسرهم، وهو ما اضطر هؤلاء إلى الهرب خارج البلاد، وبالفعل فى المكان الذى كان معسكرا للجيش الإنجليزى فى اثناء الحرب العالمية الأولى، استقبل «معسكر سيدى بشر» هؤلاء الهاربين إلى المنطقة التى لم يكن العمران يعرفها فى هذا الوقت.

صورة نادرة للخيام فى معسكر سيدى بشر بالإسكندرية
صورة نادرة للخيام فى معسكر سيدى بشر بالإسكندرية

فى كتابه «الإسكندرية الروسية» وثق المستشرق الروسى غينادى غورياتشكين المدير السابق للمركز الروسى للعلوم والثقافة، تجربة هؤلاء الروس الذين عاشوا فى الإسكندرية، وكيف عاشوا فى هذا المعسكر البعيد عن العمران فى ذلك الوقت، وعن عودتهم من جديد إلى بلادهم بعد انتهار الحرب الأهلية.


100 ألف أوربى لاجئ فى السويس والبحيرة والمنوفية
اندلعت الحرب العالمية الثانية فى عام (1939) كحرب «أوربية فى الأساس» بعد اقتحام هتلر لبولندا، وبدء غزو أوربا الشرقية والتحول بعدها إلى أوربا الغربية، كان من أوائل الدول التى تعرضت للغزو يوغسلافيا، ولم يكن أمام اليوغسلافيين مكان آمن فى أوربا للفرار منه، واتجهت أنظارهم إلى مصر، وبالفعل فى مدينة السويس تم إقامة مخيم «الشط» لهم، حيث عاش 30 ألف من يوغسلافيا لمدة 6 سنوات كاملة، واصبح لديهم حياة متكاملة هناك فى هذا المعسكر.

لاجئون من يوغسلافيا فى معسكر الشط بالسويس
لاجئون من يوغسلافيا فى معسكر الشط بالسويس

أما اليونانيين فقد تم إنشاء معسكر «الطلمبات»، لهم فى محافظة البحيرة، حيث استقبل اللآلاف منهم، وتم إنشاء معسكر الخطاطبة لآخرين من شرق أوربا فى محافظة المنوفية، وهناك أيضا معسكر عيون موسى الذى استقبل اللاجئين من دول أوربا ليعيشوا على أراضى مصر، حتى نهاية الحرب عام (1945).

لاجئين يلعبون على ضفاف قناة السويس
لاجئين يلعبون على ضفاف قناة السويس

مازال الانترنت يذخر بعشرات من القصص للاجئين عاشوا طفولتهم فى هذه المعسكرات، ويصفون ذكرياتهم عن مصر، ويتداولون أيضا صورا نادرة لهذه المعسكرات للاجئين التى اقيمت فى مصر والتى كانت واحدة من أكبر الدول التى استقبلت لاجئين فى الحرب العالمية الثانية، وقدر عددهم بـ 100 ألف لاجئ.

اطفال من اليونان يلعبون بمعسكر عيون موسى
اطفال من اليونان يلعبون بمعسكر عيون موسى

 

اطفال من اللاجئين التشيك فى منطقة الطلمبات بالبحيرة
اطفال من اللاجئين التشيك فى منطقة الطلمبات بالبحيرة

مازالت مصر حتى اليوم تقدم دورا مشهودا للعالم فى استضافة اللاجئين، حيث تستضيف اليوم على أرضها 5 مليون لاجئ، لكنهم اليوم لا يعيشون فى خيام بل ينصهرون ضمن المجتمع المصرى، وقدرت المفوضية العامة لشئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، بأن مصر تستضيف لاجئين من حوالى 56 دولة فى العالم، أكبرهم على الإطلاق الشقيقة سوريا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق