«ما تقرفش من لحم الحمير».. انطلاق مهرجان «أكل الكلاب» السنوي في الصين (فيديو)

انتشرت فى الفترة الأخيرة ظاهرة غريبة على مجتمعنا، حيث إن الأجهزة المعنية كشفت الستار على وقائع ذبح وبيع وأكل لحوم الحمير، فى بعض الأماكن على مستوى الجمهورية، وتفشت هذه الظاهرة بين معدومى الضمير من التجار والجزارين، إلا أن الشعب المصرى والدولة واجها الأزمة بالاشمئزاز ومحاولات المنع من المنبع.

وتزامنا مع فعاليات مهرجان أكل «لحوم الكلاب» الذى يقام سنويا فى مدينة يولين الصينية، علينا الإشارة أولا إلى أن هناك عدة دول آسيوية تأكل لحوم الكلاب والقطط، مثل كمبوديا، والصين التى تأكل نحو 8 ملايين كلب سنويا، وما يقرب من 10 آلاف قطة يوميا، والهند، وأندونيسيا، واليابان، ولاوس الذى يعتمد أهلها على تلك اللحوم بشكل أساسى، وكذلك الفلبين التى لا يفضل شعبها لحم القطط بشكل كبير، لذلك لا توجد مطاعم بعينها لهذا الغرض، فأغلب التعاملات شخصية وفردية، إلا أن إحدى مدن الفلبين تستهلك لحوم كلاب بنحو 25 ألف كلب شهريا، وكوريا الجنوبية التى يستهلك شعبها ما يقرب من 3 ملايين كلب سنويا، بينما يستهلكون 100 ألف قطة فقط، بالإضافة لعدة دول أخرى مثل فيتنام، وتايوان وتايلاند.

وفى شهر يونيو من كل عام، وتحديدا يوم الحادى والعشرون، ينطلق مهرجان أكل لحوم الكلاب فى جنوب الصين لمدة عشرة أيام، حيث يتزامن ذلك مع بداية فصل الصيف بالتقويم الصينى، ويتم إحضار الكلاب من جميع أنحاء البلاد، ثم يتم وضعها داخل أقفاص وتجويعها وتعذيبها، ثم ذبحها أمام بعض الحيوانات الأخرى، اعتقادا بأن ارتفاع الإدرينالين الناتج عن التعذيب يجل لحوم الكلاب شهيا، كما يعتقدون أن لحومها تقوى القدرة الجنسية، وتساعد على تحمل ارتفاع درجة حرارة الطقس فى فصل الصيف وتقليل أزمات الربو الشعبى.

وحول المهرجان الغريب من نوعه، تقول صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إن المطاعم فى هذا التوقيت تقدم أطباقا مختلفة من لحوم الكلاب رخيصة الثمن بالمقارنة بأسعار اللحوم الأخرى، وأن عدد كبير جدا من السكان يحرصون على تناولها مرة كل أسبوع على الأقل، وأنهم يؤكدون أنها لذيذة جدا وطازجة وتمنح الجسم الدفء، بينما تشير إلى أن مسلمى أندونيسيا لا يحبون أكل لحوم الكلاب، رغم انتشارها فى مناطق أغلبيتها من المسلمين، وأن لحوم الكلاب تباع بمحال المواد الغذائية، مؤكدة أن لحوم الكلاب السوداء خاصة من الأطعمة المفضلة جدا لنساء أندونيسيا.

على صعيد آخر، فقد خرجت الفترة الماضية عدة حملات تنادى بإلغاء مهرجان أكل لحوم الكلاب فى الصين، كما دعا البعض من دول أخرى ونشطاء فى مجال حقوق الإنسان على مستوى العالم لمقاطعة المنتجات الصينية المختلفة، فى محاولة منهم للضغط على الحكومة الصينية فى سبيل إلغاء المهرجان، كما أن إحدى محاكم كوريا الجنوبية حرمت قتل الكلاب لأكل لحمها، ويبدو أن هذا القرار يهدف لحظر أكل لحوم الكلاب نهائيا فى المستقبل، حيث إن لحم الكلاب يستخدم فى إعداد أطباق تقليدية ومتنوعة فى كوريا الجنوبية، ويقدر عدد الكلاب التى يؤكل لحمها سنويا بمليون كلب.

تعود عادة تناول لحوم الكلاب فى الصين إلى أكثر من 500 عام، ومؤخرا ظهرت اتهامات بالتعامل مع الحيوانات بقسوة، لكن السكان والبائعين يقولون إن الكلاب تقتل بطريقة إنسانية وأن تناولها يشبه تناول لحم الخنزير أو البقر أو الدجاج، وحتى الذين لا يأكلون الكلاب يدافعون عن هذه العادة طالما لم تسرق الكلاب، ولكن منتقدى هذه العادة يرون أن الكلاب يتم قتلها بطريقة وحشية وهمجية ومثيرة جدا للرعب، وفى عام 2016 حظرت الحكومة ذبح الكلاب على الملأ تحسبا للاحتجاجات، حيث أكدت تقارير صحفية متنوعة أنه فى مهرجان هذا العام قلت ظاهرة ذبح الكلاب على الملأ.

ويؤكد العلماء أن لحوم الكلاب تتميز باللون الأحمر الداكن، والقوام الصلب، والسطح اللزج، والرائحة الكريهة غير المقبولة، موضحين أن لحم الكلاب خيوطه دقيقة ولا يخالطه إلا القليل من الدهن بين العضلات وتحت الجلد، وأن لون الدهن يكون أبيض أو مائل للصفار، وأن قوامه غالبا ما يكون شحمى زيتى، مشيرين إلى أن لحم الكلاب يتسم أيضا بأنه يزداد احمرارا عند غليه فى الماء، ومشددين على أن هناك مخاطر صحية كثيرة ترتبط بتناول لحوم الكلاب، أشهرها الإسهال الناجم عن بكتيريا الكوليرا.

وحول رأى الدين الإسلامى فى هذه العادة المنتشرة فى بعض دول العالم، وخاصة أن هناك مسلمين فى تلك الدول يتناولون لحوم الكلاب، قال الشيخ خالد الجندى، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية،  إن أكل لحوم الكلاب جائز فى رأى الإمام مالك، حيث جاء فى رده على سؤال حول حكم الشرع فى أكل لحوم الكلاب قائلا: «عند جمهور الفقهاء الحيوان النجس لا يجوز أكله، إلا أن الإمام مالك ابن أنس اعتبر الكلب طاهرا وليس نجسا، وبالتالى أكل لحم الكلاب جائز لأنها طاهرة».

وأضاف: «أن أكل لحم الكلاب عند المالكية جائز، وهذا رأيهم، وليس رأيى الشخصى»، بينما أكد عدد من علماء الأزهر أنه لا يجوز أكل لحم الكلاب عند عامة الفقهاء، بما فيهم المذهب المالكى، واستند آخرين فى تحريم أكل لحوم الكلاب إلى أن الإمام النووى رحمه الله قال: «مذهبنا أن الكلاب كلها نجسة» وهذا ما قاله أيضا الأوزاعى وأبو حنيفة وأحمد وإسحاق وأبو ثور وأبو عبيد، واستدلوا على ذلك بحديث أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا ولغ الكلب فى إناء أحدكم فليرقه ثم ليغسله سبع مرات» رواه مسلم.