الطيب عدو الإخوان.. الإمام الأكبر الذي واجه الخطر الأكبر

السبت، 30 يونيو 2018 08:00 م
الطيب عدو الإخوان.. الإمام الأكبر الذي واجه الخطر الأكبر
زينب عبداللاه

يكره الإخوان الطيب وكل طيب ، يكرهون كل من يقف فى وجه أهدافهم ولا يرضخ لما يريدون ، وهذا كان سبب عداءهم الذى ظهر مبكرا للإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب ، حتى قبل توليه منصب شيخ الأزهر ، ومنذ كان رئيسا لجامعة الأزهر ، ورغم ذلك لم تثنيه حملات التشويه عن مواجهة الجماعة الإرهابية فى كل مراحل حياته حتى واجه خطرهم الأكبر  واسترد منهم مصر المختطفة فى إجتماع استرداد الوطن الذى جمع القوى السياسية فى 3 يوليو.

خاض الطيب حربا خلال فترة تولى الإخوان بسبب محاولتهم اختطاف مصر بكل مؤسساتها وعدائهم الشخصى له منذ كان رئيسا لجامعة الأزهر، حيث حرضت الجماعة طلابها داخل الجامعة لنشر الفوضى وفرض سطوتهم ، حتى إنهم أقاموا عرضا عسكريا داخل الجامعة، ولكن الطيب تصدى لهذه المحاولات.

وتابع الإخوان هجومهم على الشيخ أثناء ثورة يناير وبعدها، واتهموه بمعاداة الثورة رغم أن الطيب كان أول من وصف من ماتوا فى التحرير بالشهداء فى بيانات رسمية صادرة ومنشورة قبل تنحى مبارك ، واستمر عداء الجماعة للشيخ بعد توليه منصب شيخ الأزهر حيث كانت الجماعة تدفع شبابها كثيرا للتظاهر ضده وهو ما وصل إلى حد محاولة اقتحام المشيخة ومكتب الشيخ، فترة حكم الاخوان ، ولكنه أبدا لم ينجرف إلى المهاترات ولم يرضخ لمحاولات الجماعة أخونة المشيخة

يعرف الطيب قيمة منصبه وحساسيته، وصعوبة المرحلة التى تولى فيها هذا المنصب والتى تضمنت تغيرات سياسية وفكرية واجتماعية لم تشهدها مصر منذ سنوات طويلة، وشهدت مصر خلالها ثورتين خلال أقل من عامين «25 يناير و30 يونيو» بعد ركود دام أكثر من 30 عاما.

لا يخاف الطيب سوى الله ولا يخشى أو يهتز إلا لإراقة الدماء، ومن هذا الخوف يمكن تفسير معظم مواقفه التى تتلامس فيها حرمة الدماء مع الأطماع السياسية، فكان موقفه من ثورة يناير، حذرا مشددًا على الحقوق المشروعة للشعب فى العدل والحرية والعيش الكريم، وفى الوقت نفسه قلقًا ورافضًا لأى عمل يؤدى إلى إراقة الدماء وإشاعة الفوضى، خاصة بعد سطو الإخوان على الثورة ، فدعا ثوار يناير لترك الميادين خوفًا من الفتنة و إراقة الدماء.

 

 وكان الطيب أول من وصف من ماتوا فى التحرير بالشهداء فى بيانات رسمية صادرة ومنشورة قبل تنحى مبارك، ودعا شباب الثورة للحوار فى رحاب الأزهر، عكس ما ادعاه الإخوان الذين أرادوا تشويه صورته.

وتعرض الطيب لأبشع حرب خلال فترة حكم الإخوان الذين حاولوا إزاحته بكل الطرق، فكان الشيخ فطنا وحافظ على مؤسسة الأزهر من الاختطاف رغم زهده فى المنصب، وحقن الكثير من الدماء خلال فترة حكم الإخوان الذين أرادوا إشاعة الانقسام المذهبى والسياسى فى مصر، وكان يصر على فتاواه بحرمة الدماء وشرعية المعارضة، وحين شعر بالخطر أثناء اعتصام رابعة وما تبعه من عنف وإرهاب جماعة الإخوان توج مواقفه فى الحفاظ على مصر وحقن دماء شعبها بالمشاركة فى اجتماع القوى الوطنية وبيان 3 يوليو بعدما أيقن الجميع ضرورة نهاية حكم مرسى واسترداد الوطن المختطف من الجماعة الإرهابية.

واستمر هجوم الجماعة الإرهابية على الإمام الأكبر ولم ينقطع حتى الأن ، ولكن ظل الشيخ دائما ثابتا على مواقفه، عف اللسان، لا ينجرف للمهاترات والعداوات، متحملا مسؤوليات منصبه، رغم زهده فى المناصب ، وقد لا يعرف الكثيرون أن هذا الشيخ الزاهد تنازل عن كل المخصصات المالية والمكافآت وحتى الجوائز المادية منذ اليوم الأول له فى المشيخة، فتحية للإمام الأكبر الذى حافظ على مصر وواجه الخطر الأكبر.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق