لا تحدثني عن الحريات في زمن الحرب الباردة.. أمريكا وروسيا «قالوا للحرامي أحلف»

السبت، 07 يوليو 2018 01:00 م
لا تحدثني عن الحريات في زمن الحرب الباردة.. أمريكا وروسيا «قالوا للحرامي أحلف»
الرئيس الأمريكي ودمونالد ترامب
محمود علي

الحرب بين أمريكا وروسيا ليست مقتصرة على التهديد العسكري والاشتباك الدبلوماسي والاقتصادي فقط، فالملف الحقوقي واللعب بورقة الحريات باتت في الحسبان للتلويح بها في كل فترة بين الجانبين، فبينما دعت الخارجية الأمريكية اليوم الحكومة الروسية إلى احترام ممارسة الحريات الأساسية بما في ذلك حرية التعبير في روسيا، كانت وسائل الإعلام الروسية ضمن أول الوسائل الإعلامية في العالم التي أبرزت مساوئ النظام الأمريكي في ما يخص ذات الملف المتعلق بالحريات والتعامل مع الصحافة.

الخارجية الأمريكية، دعت في بيان الحكومة الروسية إلى احترام ممارسة الحريات الأساسية بما في ذلك حرية التعبير في روسيا، مؤكدة أن موسكو تواصل قمع حرية الصحافة واستقلال وسائل إعلام، منددة باستهداف موسكو لراديو أوروبا الحرة وإذاعة صوت أمريكا.

ولكن بالنظر إلى ما يتم تداوله بوسائل الإعلام الروسية، سنلاحظ أنه لا يختلف نظامًا عن الآخر في ما يتعلق بهذا الملف، فبينما تنظر الولايات المتحدة إلى روسيا على إنها تحمل ملف حقوقي ضعيف، تتهم موسكو عبر وسائل إعلامها النظام الأمريكي بانتشار القتل الجماعي وعدم توفر حقوق متساوية للجنسيات المختلفة وذو البشرات المتنوعة، وقمع الصحافة والحريات. 

ففي 5 سبتمبر وهو يوم مهنة الصحافة بالولايات المتحدة الأمريكية، نشر موقع russia now  تقريرًا بعنوان «حريات زائفة...الصحافة في أمريكا  الديمقراطية»، ورصد سجل الولايات المتحدة ضمن سجل دول العالم مؤكدأ أن أمريكا تحتل المركز الـ43 من 180 دولة بخصوص حرية الصحافة لعام 2017 ، وذلك استنادًا على مؤشر منظمة مراسلون بلا حدود، والتي تراقب حرية الصحافة في العالم، ويصنف الدول بحسب قدرتها على حماية الصحفيين والسماح لهم بتأدية وظيفتهم.

كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أصدر في وقت سابق قانونا يسمح بتصنيف أي وسيلة إعلام أجنبية عاملة في روسيا في فئة "عميلة أجنبية"، ردا على ما تصفه موسكو بضغوط أمريكية غير مقبولة على وسائل إعلام روسية.

وأكد التقرير الروسي أن بينما أمريكا تعرف ببلد الحريات فأنها تتوسط القائمة وذلك يرجع لقرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في منع بعض الصحفيين من دخول البيت الأبيض، وكذلك إلقاء القبض على بعض الصحفيين أثناء تغطيتهم للاحتجاجات، ولم يتوقف الأمر عند ترامب فقط، ولكن كانت إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما مارست هي الأخرى ضغوطا على الصحفيين لكشف مصادر التسريبات الحكومة أو المعلومات التي لا يفترض أن تنشر على الملأ.

ونقل الموقع في تقرير عن صحيفة واشنطن بوست الأمريكية التي وجهت في يناير 2012 ضربة قاضية تسئ إلى سمعة الولايات المتحدة التى تعتبر نفسها نموذجا  للتعبير عن الحريات وتدعي احترامها لحقوق الإنسان‏، مستدلة فى تقريرها  بأن لديها 10 أدلة علي أنها لم تطبق شيئا من الحقوق التى تنتقدها فى كل دول العالم، مشيرة الصحيفة الأمريكية إلى قائمة طويلة من القوانين والممارسات الموجودة داخل الولايات المتحدة منذ أحداث11 من سبتمبر2001 التي غيرت شكل السياسة الأمريكية الداخلية والخارجية والتي جعلت منها دولة لا تحترم حقوق الإنسان ولا تتمتع بالحرية كما يتوهم الأمريكيون.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة